مُثقَلانِ بحُزنِنا

 الضّوءُ يطردُنا
ويقهرُ حُلْمَنا

مَنْ نحنُ حتّى
نستحقَّ عذابَنا
ويعيثَ في أشيائنا
ليلاً قمرْ؟

 

مَنْ نحنُ حتّى
يستطيعَ الليلُ
قتْلَ جَمالِنا
فنهابُ مَنْ سكنَ المرايا
ثمَّ تقتلُنا الصُّوَرْ..!!

 

مَنْ نحنُ
حتّى لا نكونَ
– وقبلُ كُنّا –
ثمَّ مِتنا
ثمَّ عُدنا!
مَنْ يعيدُ الحبَّ فينا من؟
هواكِ أمِ القَدَرْ؟

 

ما كنتُ غيرَ مؤذِّنٍ
في العيرِ
“قدْ سُرقَ الصُّواعُ”
لكيْ تظلِّي جانبي
قُتلَ المؤذِّنُ وانتهى
حتّى استباحتكِ المعابدُ
في كدَرْ

 

قدْ حمَّلونا
ذنبَ أحلامِ الهوى،
وجعَ الطفولةِ،
حزنَ أوراقِ الخريفِ
وموتَنا..
وجعَ الغمامةِ
حينَ يهجرُها المطرْ

 

قدْ حمّلونا
عجْزَ أحلامِ الصباحِ
عنِ الهروبِ
من الصباحِ
ومن بقايا النائمينَ
على الوسائدِ
فوقَ أرصفةِ الحنينِ
كلحنِ شوقٍ
خانهُ وحيُ الوترْ

 

قدْ حمّلونا
ذنبَ أوجاعِ الرّياحِ
تهبُّ تفصلُ بيننا
فتزيدُ مِنْ
عمقِ المسافةِ بيننا
قدْ تصمدُ الأشجارُ
في وجهِ الرياحِ تحدِّيًا..!
هل ذنبُنا
أنَّ الطبيعةَ
لمْ تلدنا من شجر..؟!

 

ها نحنُ نمضي
مثقلانِ بحزنِنا
مُذْ أثقلَ الطوفانُ نُوحًا
بالخطيئة،
ليسَ ذنبُ نبيِّنا
بل إثمُ مَنْ صعدَ
السفينةَ واحتضرْ

 

مُذْ غرَّبوا عينيكِ عنّي
ما رأيتُ مِنَ الهوى
شيئًا يعيدُ بَصيرتي
فارمي بنفسكِ
كالقميصِ بأضلعي
فلعلّني بَعدَ العناقِ
أصونُ ما فقدتْ عيونيَ
مِنْ بصَرْ..

 

طفلانَ كمْ قُتلتْ
حكايةُ عمرِنا
حزنانِ..
قدْ صُبغَ الهوى بعذابِنا
عيناكِ تنتظرُ الفراغَ
لتنتهي..
وأنا على بابِ النهايةِ
منتَظَرْ

 

فِرعونُ خلفي..
والجنودُ.. وموتُنا
ووراءكِ الأحزانُ
تسبِقُ حُلْمنا
والبحرُ بحرٌ
لا طريقَ لحزنِهُ
وعصايَ ضلَّتْ
في الظلامِ
وأخطأتْ دربَ الحجرْ

 

مهلاً.. كِلانا متعبانِ
فطهِّري عينيكِ منِّي
وابكني…
علَّ الدموعَ
تجدّدُ الطوفانَ ليلاً
ثُمَّ نولدُ بعدَ كلِّ نهايةٍ
مِنْ ثمَّ نحزنُ…
ثمَّ نقتلُ…
ثمَّ نرحلُ…
هكذا.. لنعدَّ
ألفَ هزيمةٍ
وجعًا ولدنا..
مَنْ يُسمِّينا بشرْ..؟!
وجعًا ولدنا..
مَنْ يُسمِّينا بشرْ..؟!

اترك رد