أستلقي إلى شرفة الزمن؛ مشيعا اليوم اﻷخير من عمري أبا لواسطة العقد؛ إبنتي جوزيان؛ وهو يلفظ أنفاسه على عتبة ساعاته اﻷخيرة!!
أروع ما في سمرتك بنيتي أنها من روح تراب عنايا أرض الميلاد؛
أحلى ما في سواد عينيك المشعتين بأمل الحياة؛ أنهما تؤكدان أهمية الثابت إزاء المتحول.
أطيب ما فيك، حضورك خلقة وخلقا كريما أصيلا… ﻻ أرضى لك بسواه.
أرق ما فيك وأعمق: صمتك؛ الذي يحكي بألف لسان ولسان في سكون سأشتاقه ….
غاية فرحي أنني بك ؛ أعطيت الحياة إنسانة تليق بالحياة وأهلها ومن ستصيرين إبنة لهم كما أن عريسك أريده إبنا لي.
غاية مناي، أن ﻻ تنسي يوما أما وأبا ربياك… وأختين رسمت معهما دروب الحلم ، لتحقيق اﻷهداف فبتن كواكب تشعشعن حياتنا أنا ووالدتك بما تحققن من أهداف وتنجزن من مخططات ﻷيامكن المقبﻻت…
رضى الوالد لك مني زادا لعمر من هناء أتمنى أن يطول بك ومن قررت أن تكملي مشوار العمر إلى جنبه يدا بيد أيتها الغالية.
ﻻ تنسني… ﻻ تنسينا، ففي كل صباح إرمي علي التحية زادا ليوم ملؤه اﻷمل… وفي المساء أدفئي قلبي بمرحبا تبرد مكامن قلقي عليك؛ فأستلقي على فراشي مطمئنا إلى أن الدنيا ﻻ زالت بألف خير.
حضنتك العمر؟ ما هو إﻻ أدنى فصول اﻷبوة يا غاليتي. لكن؛ طلبي عندك: أن ضميني إلى صدرك متى أتت الساعة؛ كي ﻻ يرديني موعد الوداع!
أمضيت العمر برفقتي يا بنيتي؛ وأنا أبث الورق أفكاري بماء الحبر. أما اليوم وقد قررت الكتابة إليك ؛ فجعلتني أستبدل مدادي بمحبرة دمع أغمس فيها ريشتي وأنت تحلقين بعيدة عني، بريش جناحين ﻷحلام جديدة، أتمنى لك كل التوفيق ، وأنت تسعين على دروب تحقيقها.
غاية فرحي، أنك ثانية الخوابي التي ستنضح أينما حلت، بخمرة خلق وعلم ومحبة ﻻ يفسدها الدهر جميعا؛ ﻷنه على ما قيل: “اﻹناء ينضح بما فيه” وانا وأمك قد عصرنا أيامنا في خابيتك؛ فلا بد أن تزهو وتفرح بك الحياة وأهلها متى عرفوك!
والدك؛ سليمان يوسف إبراهيم
عنايا؛ 11- 8- 2017