“السلطان الذي حج سرًا”..!!.

عبد الرزاق مسعود الزعبي

 

يُعتبر السلطان عبد الحميد الثاني..أول سلطان عثماني..

يذهب سراً إلى الحج..!!. ويشرح هذا الأمر..الذي لا يعرفه.. أحد حتى الآن..شخص كان يعمل مرشداً للحجاج في مكة.. والمدينة..في عهد السلطان عبد الحميد..فيقول:

كان موسم الحج قد بدأ..فذهبت لألقى الحجاج الذين يفدون من كل أنحاء العالم..إلى الحج..بصفتي مرشداً للحجاج.. ولأنني تأخرت بعض الشيء..فلم يبق لي أحد أرشده..!!.

وفيما كنت أقف يائسًا..سألني أحد الأتراك..الذي بدا وكأنه شخص بسيط..إعتقدت أنه ليس غنيًا بالقدر الكافي..!!.

وذلك بالنظر إلى ماكان يرتديه على جسده..ورأسه..!!.

فقال لي : أيمكنك أن تعمل لدي مرشداً في الحج..!!؟.

ونظرا لحاجتي قبلت اقتراحه..مع قناعتي بأنني لن أحصل منه على الكثير..وفكرت في عائلتي..وحاجتي إلى الإنفاق عليها..فبدأت عملي معه..وكنت دليله..طوال فترة الحج..!!.

وفي النهاية..إنتهى موسم الحج..وجاء وقت الرحيل..

فطلبني ذلك الشخص الذي لم يتحدث كثيراً..طوال فترة الحج..والذي بدا من سلوكه أنه إنسان طيب..

وقال لي : خذ هذا المظروف..ولا تفتحه حتى أغيب عن عينيك..وإذهب به فوراً إلى والي مكة..واخذ مني وعداً جادًا.. بألا أفتحه إلا بين يدي الوالي..فذهبت من فوري..

إلى مكة..!!.وطلبت مقابلة الوالي..فلما أذنوا لي بالدخول..وقفت بين يديه..وقلت سيدي الوالي ..هذا المظروف اعطاني إياه شخص لا أعرفه..كنت مرشدا له طوال فترة الحج..واخذ علي العهد ألا أفتحه إلا بين يديك..!!.

وما أن فتحته حتى نهض الوالي على قدميه..!!.

وقال بدهشة : ختم السلطان عبد الحميد..!!؟.

فتحجرت في مكاني..من شدة إستغرابي..!!.وتساءلت بنفسي..

هل هذا الذي بالذي كنت دليله طوال فترة الحج..!!. هو السلطان العثماني السلطان عبد الحميد خان..!!؟.

وكان داخل الرسالة أمرا إلى الوالي..بأن يعطيني داراً كبيرة.. وأن يخصص لي..ولأبنائي معاشًا مدى الحياة..!!.

فبربكم من هو مثلي نال مثل هذا الإحسان..!!؟.

****

(*) المصدر :”السلطان عبد الحميد المفترى عليه”..!!.

اترك رد