أمسية شعرية راقية في سيدني
لبى حشد من أبناء الجالية دعوة الشاعر المتميز طوني رزق، لحضور حفل إطلاق باكورته الشعرية باللغة المحكية “نبيد ختيار”، في صالة جمعية كفرحلدا الخيرية – لاكمبا، مساء 10- 7 – 2019.
المجموعة صدرت برعاية واهتمام من مشروع الأديب د. جميل الدويهي، وتضمنت نخبة من القصائد الوجدانية والوطنية والغزلية التي جادت بها قريحة الشاعر، زينها غلاف رائع يغلب عليه اللون الأخضر، لون الكروم في قنات، ضيعة الشاعر، المعلقة على أبراج السماء.
كلود ناصيف حرب
الجمهور الحاضر كان من نخبة الشعراء والمثقفين والإعلاميين ورؤساء وأعضاء أحزاب وجمعيات ومؤسسات مهتمة، وقدمت فعاليات المناسبة “سيدة الحنين” الأديبة والإعلامية كلود ناصيف حرب بلباقة وطريقة شعرية تليق بالحدث، وتضفي عليه رونقا جمالياً خاصا. وكلود هي ابنة “أفكار اغترابية”، وتستلهم من طريقته وأسلوبه الحضاري وقيمه النبيلة. وقد اختارت نصاً من نصوص الشاعر رزق وأضاءت عليه، ما يدل على ذوق أدبي رفيع في اختيار الكلمة الشعرية. قالت:
“مساء الخير، مسا الشعر، ومسا نبيد ختيار، من كروم مشتاقه لأهلها اللي تركوها وسافرو عا مراكب الأحلام. مسا الشاعر طوني رزق اللي هوي صاحب الكَـرْم، وهوي اللي قطف عناقيد الإبداع، وعصَرها بخوابي الوحي.
من قْنات سلام. من كل ضيعه ومدينه سلام لشاعرنا المميز، اللي نحَت الكلمه بأزميل من نور، وكل سطر من كتابو همسة حنين وصرخة إيمان.
بيقول عن حالو إنو كان ماشي بنفق طويل، وكان “أفكار اغترابية”، مشروع الأديب د. جميل الدويهي نُور بآخر النفق. والدويهي بيقول: يا طوني إنت النور وكنت ماشي بالنور، ولو ما كنت شاعر حلو ما دخلت عالقصر الحلو. وهيك إنت بيلْبق عليك سحر الكلمه وحرير القصايد المشغولين بالليالي. ونبيدك الختيار عم ينسكب بكاسات من دهب، وجينا تا نشرب معك لأنك بتستحق التكريم، ولو تأخرنا وسبقتنا المواعيد… خلينا نسهر ونسكر بكاس نبيد.
مسا كل المحبين اللي شرفو عالموعد، تا يشاركو بها المناسبة، وألف شكر لكن جميعاً، شكراً للمساعدة من أفكار اغترابية، شكراً لجمعية كفرحلدا الخيرية بشخص السيد الياس طنوس، شكراً لجريدة المستقبل وإذاعة صوت الفرح وإذاعة إس بي إس ووسائل الإعلام اللي نشروا خبر الأمسية. شكراً للسيد ميشال حنا اللي سهر عا طباعة الكتاب، وللشعرا والأدبا والمثقفين ووجوه المجتمع اللي حضرو معنا الليله. وألف مبروك للشاعر طوني رزق باكورة أعمالو “نبيد ختيار” وعقبال المزيد”.
جورج منصور
أول المتكلمين كان الشاعر جورج منصور، “الحامل عصا موسى تا يضرب الظلام ويعلم الصمت كيف بيحكي”، كما وصفته المقدمة، وقد أطرب الشاعر المتريتي المخضرم، وقوطعت قصيدته بالتصفيق مراراً.
يوسف جبرين
وتلاه الشاعر يوسف جبرين، وهو كما وصفته المقدمة “من رعيل الشعراء الأوائل اللي خيّطو تياب للكلمه من حبر السهر والليل الطويل. ومن أقطاب الزجل اللبناني الأصيل، وقصايدو بيحاكو السما والأرض”، وقد أجاد الشاعر جبرين وأبدع، ثم تلاه الشاعر والأديب د. جميل الدويهي مؤسس مشروع “أفكار اغترابية” للأدب المهجري الراقي من أستراليا إلى العالم، وسألت كلود: “مين اللي تجاوز حدود الشعر، وعمّر بيت للفكر؟ مين اللي أفكارو الاغترابية صارو بلاد أكبر من المسافه وأعلى من الكواكب العالية؟ مين اللي بيلوّن الكتب بألف لون ولون؟ تا صارو الناس يحكو عن نهضة إغترابية تانيه من أستراليا للعالم؟ كيف منقدمو؟ شاعر؟ أو أديب؟ أو مفكر؟ أو إعلامي؟ أو أكاديمي؟ باختصار هوي العبقري اللبق من بلادي… ولمّا الحرف بيحكي… بيحكي عن الشاعر والأديب اللي بتطْلع من قلبو القصيدة نغم فيروزي”.
د. جميل الدويهي
وألقى د. جميل الدويهي قصيدة مزج فيها بين التفعيلة، والمدور، والزجل على وزن القصيد، ومنها:
“خلّي الشعر قنديل عا بواب البيوت، والبنت يللي مْن الحروف عطيتها، إسوارتين وعقد غالي كتير، والشال الحرير… بتضلّ مشتاقه إلك… والسطح عالي حَدّ غيمه، وناطره تا ترْجعو، تا تحوّشو من الكرم تين، وتعْصرو نبيد الصبح بجْرار من فخّار… مطرح ما البْواب تعمْشقو بالغيم… يا هاك الزمان تجرّحو إيديك… راحو ناس منّا، وبعدهن عم يرجعو من الصبح… من صوت الجراس الفوق عم يتربّعو… من ضحكة النهر العتيق بيرجعو… ومنسمع من بعيد فوق دروبنا خبطة قدم… يللي الحياة بيخلقوها من العدم… وبيطْلعو عالشمس تا يشكو العلم”.
طوني رزق
ثم ألقى صاحب المناسبة الشاعر طوني رزق باقة من قصائده التي كان لها وقع جميل، فأطربت وتمايلت في غنجها وكبرها. وقدمته كلود قائلة:
” نشر الشاعر طوني رزق عا صفحتو عالفايسبوك:
شو بيشبهِك …!!
صوت الوَما … لبعيد
متل القمر
لّما بيضْوي … لمس
متل الصبح
واعي ع دعسِة شمس
متل المسا
ع الليل مادِد إيد
متل الندي
لما بيبكي … همس
متل العريشه لْضحكِة عناقيد
وعالسكت بكيِتْ ب الجرار… نبيد.
وهالمقطع الشعري بيدل عا الشاعر، عا طريقتو المختلفه، عا شفافية الحرف، عالضوّ المنحوت بإزميل الإبداع. بهالمقطع بتسمع الشاعر، وبتشوف العناصر عم تتحرّك وتحكي قدّامك، بتشوف القمر والليل، والشمس والصبح والعنقود، وبتسمع كيف عم ينعصرو العناقيد تا يصيرو نبيد، بس نبيد طوني رزق ختيار وحلو ورايق… مصفى بهاك البيوت اللي حدّ الغيم… بقنات الشعر والكبَر.
وهيك طوني بيروح عالوادي الغميق تا يحوش دهب من شجر الحكايات. بيروح عالنبع والمغارة تا يشوف كيف الله بيحكي مع الأرض، مع الحبّ والجمال. وقدام ساحة مار ضومط بيخلّي الكلمه تلبس حرير النسمه، وبيصيرو الأفكار عرس وليالي حلوين، وصبايا عم يتمايلو متل عشتروت الأسطورة.
تحيات للشاعر الحلو طوني رزق، وهنيئاً كتابك المليان نبيد، والسكره لليوم ولبكرا، وإلك الكلمه يا فارس الكلمه وخِيـّال الفكره”.
هدية رمزية
وبعد قصائد الشاعر رزق، قدم صاحب المناسبة وعقيلته السيدة أنطوانيت هدية رمزية وتقديرية إلى الأديب د. جميل الدويهي وعقيلته المبدعة مريم، وأعلن الدويهي من جانبه أن الشاعر طوني رزق قد حاز بجدارة واستحقاق على جائزة الأديب د. جميل الدويهي “أفكار اغترابية للعام 2019، وستقدم الجائزة لمجموعة من المبدعين في حفل يقام في بيروت مساء 22 آب المقبل. وقال الدويهي إن محبة طوني رزق للدويهي هي أكبر من كل الجوائز وأعظم من كل تكريم.
ثم كان قطع قالب الكايك الخاص بالمناسبة، وضيافة كريمة وتوقيع للكتاب.