وصلتني من القرن الخامس دعوةٌ إلى الهند، لحضور مسرحية سنسكريتية بطولة أميتاب باتشان، لكاتبها كاليداس الذي اعتذر عن الحضور بسبب انشغاله في المثيولوجية الهندوسية والفلسفة ..
حزمتُ حقائبي ووقفت أنتظر وصولكَ إلى محطة القطار وسط عاصمةٍ تضجّ أحياؤها قيمةً تحتفي بالإنسان..
رقصٌ وفرحٌ، رسمٌ وحياة، وأهرول إلى جدار برلين لقراءة ما كُتب عليه …
فجأةً يعزف البيانو أنغامًا ليست كالأنغام، وتصدح موسيقى تدغدغ الوعي في الإنسان ..
نظرتُ إلى مكان البيانو وإذا بكَ العازف الذي يجلس عند محطة القطار ينتظر وصولي على سلّم نوتاته…
تعثّرتُ بين مفتاحي الصول والفا وأوشكت على الوقوع لولا بيمولٍ عزفه طاغور قائلاً: الفن يماثل الحب.. في كونه غير قابل للتفسير، لذا فلتزرع البسمة على وجهك، فتُزرع في وجوه الآخرين …
أكملّنا على زمن الدوبل كروش عزف مفتاح الدييز، وعلى مقام النهاوند صدح الناي بألحانه الشجية التي حلّقت بنا إلى مسرح “بهاجافاتا” في الهند، حيث وقف اميتاب باتشان برفقتك تنتظران غودو في حوار داخلي استفاقت على وقع حروفه الشجرة المعمرة هناك تسألني:
- هل للسلام رائحة الياسمين، وياسمين بلادي حزين؟
وهل الذواكر المتوالدة ستكون تداعيات حربٍ ودمار؟
لففتُ يدي حول جذعها وكأننا في عناق أبدي، ثمّ قبلتها وشممتُ رائحة عطرها، ومضيت …
صفّق بكيت تصفيقًا حارًا ترافقه دموع جماهير حاشدة صعودًا إلى المسرح كي ينهي العرض قائلاً: هل حاولتَ؟ هل فشلتَ؟ لا يهم
حاول مجددًا وافشل مجددًا، ولكن افشل بصورة أفضل.
يُسدل الستار
2019/7/2