القصة تنسج رؤيتها عبر اختيار حدث صادم يتواتر ما بين ذروة الفرح، وذروة المأساة، وهو ما يبدي هذه الرؤية المفارقة المأساوية التي تريد القاصة أن تزجيها للقارئ.
إن هذا الانتقال الصادم للوعي القارئ بين الذروتين أتاح له أن يتساءل عما سيحدث بعد ذلك، وهو الأمر الذي يتيحه السرد المكثف في القصة القصيرة جدا، عبر سؤال : ماذا بعد؟ فتواصل القاصّة شطر قصتها إلى رؤيتين مفارقتين تصفهما بالغباء والسخف، رؤية رجالية تصف العروس بالشؤوم، ورؤية نسوية تتساءل عن كونها عذراء أم لا؟ هو وصف لواقع بائس عبر هاتين الرؤيتين، فالمشهد موتي بامتياز، لم يفكر أحد بضراوة الموت وبشاعته، ولكنهم فكروا في هواجس تنم عن غباء، وعن سخف حقيقي لا يعتد بما هو إنساني.
جمالية القصة هنا غير التقاطها لموقف مأساوي صادم، اختيارها للمشاهد الكثيفة المتتابعة التي تأتي بشكل متناقض مفارق ما بين تقطيع الحلوى إلى بساط الأحلام ثم إلى الموت مع رصد لثنائية: نحن والآخر داخل القصة، والانتقال من الخاص الدرامي الصادم إلى العام السخيف الغبي. الذي يضمر سذاجته ليبثها في كل موقف حتى لو كان مأساويا.
ويرشح … الغباء
حملهما عقد الزفاف والجمع الغفير إلى تقطيع قالب الحلوى …
حلّقت العروس على بساط الأحلام لتبدّل ملابسها …
عويلٌ وصراخ، ندبٌ وبكاء …
يحتضر بين يديها قائلاً: أحبكِ، ويتحول الفرح إلى مأساة
بعد أشهر بقي الخبر طازجًا يُخبزعلى درجات عاليةٍ من السخف
الرجال يتهامسون: يا لها من عروس شؤوم!
النسوة يهمزن ويلمزن: ماذا يعني، هل بقيت عذراء أم لا؟