داود: الفنون والادآب ترددات
وتفاعلات لإيقاع الحياة
أقيم في مركز لقاء -الربوة حفل تكريم الدكتور شربل داغر الحائز جائزة الشيخ زايد للكتاب، برعاية وزير الثقافة الدكتور محمد داود داود، وفي حضور القيم العام البطريركي أنطوان شار، الكاتب حبيب يونس ممثلا رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل، النائب فادي سعد ممثلا رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع وعقيلته النائبة ستريدا جعجع، الشاعر وضاح الشاعر ممثلا رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، رئيس إقليم المتن الكتائبي ميشال الهراوي ممثلا حزب الكتائب، النائب السابق بطرس حرب، نقيب المحررين جوزف القصيفي، الياس جبيلي ممثلا “حزب 7″، شكري مكرزل ممثلا “اللقاء المتني”، الامين العام للحركة الثقافية في انطلياس الدكتور أنطوان سيف، رئيس بلدية تنورين بهاء حرب ونائبه سامي يونس، وحشد من الكتاب والشعراء والمهتمين.
بداية النشيد الوطني، ثم ألقى كمال بكاسيني كلمة ترحيبية اعتبر فيها أن “الثقافة ليست في أن تقول شيئا جميلا وتعمي غيرك بالنور الذي تملكه، إنما ان تكون النور الذي يهدي غيرك بما تملكه”، مشددا على أن داغر “أضاء ظلمة بيروت، خصوصا ان الوطن بلا ثقافة هو حديقة من دون سياج”. وتوجه إلى الوزير مطالبا إياه “بإنقاذ الثقافة لإنقاذ لبنان، خصوصا أنه دخل قلوب اللبنانيين، وهو اولا مقاوم وابن شهيد مقاوم”.
حرب
بعده تحدثت سهام حرب فرأت أن “الشاعر او الكاتب ينسج في نصه صورا مرئية واعية ومبتغاة تتقاطع خيوطها لترسم صورا مخفية غير مرئية، هو الذي يقوى على استقواء قصيدة هاربة متوترة متعددة تكشف الخفي والعابر”.
سعاده
أما د. ميشال سعاده فرأى أن قصيدة داغر “جاءت مفتوحة على أبواب القصيدة الحديثة التي ظهرت في فرنسا في القرن التاسع عشر، حيث النص ينبض بالتحكيم والتساؤلات، وهو مكتوب بأسلوب سهل وبلغة مرنة مثل لغة المعلم الذي يملك مفاتيحها اقفالها”.
فانوس
وتحدث د. وجيه فانوس عن مسيرة المكرم في كلية التربية “هو الذي كان فيها من طلاب النخبة وكيف ترك أثرا مميزا في هذه الكلية التي كان لها دور رائد في مجال التعليم وتربية الأجيال على مدى عقود”.
داود
وتلاه د. داود، فقال: “يسعدني ان نلتقي هذه العشية في هذا الصرح الديني الكريم، تحلُقا حول مناسبة فكرية أدبية . كتاب الدكتور شربل داغر:”الشعر العربي الحديث- قصيدة النثر” يعيد طرح اشكالية وجدل خلافي حول كتابة وبنيان القصيدة العربية. وهذا الكتاب – الدراسة، يقدم إضاءة ومراجعة عميقة متجردة – أكاديمية، لإشكالية الشعر العربي الحديث ، وما لها وما عليها. الكلام على الحداثة الشعرية وقصيدة النثر، يعيدنا بالحتمية الى اوخر خمسينيات القرن الماضي، ومع انطلاقة مجلة “شعر” ليوسف الخال وتكوكب ثلة من شعراء لبنان والعالم العربي من: أدونيس وأنسي الحاج وبدر شاكر السياب ومحمد الماغوط وعبد الوهاب البياتي … حركة قال فيها مؤسس مجلة شعر انها “تفجير للقصيدة وإخراجها من القوالب الخشبية، تأثرا بتجربة شعراء أميركا وتجربة الشعر الفرنسي مع بودلير وسواه ومع ايقاع حركة الحياة”.
أضاف: “الكلام على قصيدة النثر او سواها، عمودية كلاسيكية او حداثية، يسوقنا الى مسألة التصاق الآداب والفنون على انواعها بمدى تأثير الثقافة بإيقاعات الحياة وبحراك الشعوب والمجتمعات في الاجتماع والسياسة. مسارات البشرية، كان لأهل الفكر والثقافة أدوار محورية في تطورها. أمثلة: الثورة الفرنسية، الثورة البولشفية. في الغرب: روسو ومونتسكيو وصولا الى جماعة التنويريين هناك، والنهضويين في لبنان والعالم العربي، وأكثرهم فلاسفة وشعراء وكتاب ومفكرون، من الكواكبي والافغاني ومحمد عبده، الى اليازجيين والبساتنة والريحاني ونعيمة وسواهم ممن لعبوا أدوارا متنوعة في تقدم الحركة الاجتماعية – السياسية في المحيط”.
تابع: “في محاضرة داخل “الندوة اللبنانية” 1954 قال سعيد عقل: “إن اليهود جاؤوا الى الشرق واغتصبوا فلسطين وبين الاهداف المتنوعة، ان لبنان هو ينبوع الماء الغزير وهنا بيت القصيد، ولا يمكننا التغلب عليها بسوى العلم!” ونتذكر للمناسبة ملحق النهار الذي أسسه انسي الحاج مطلع الستينيات، وكانت مرحلة غليان بيروت، عاصمة الثقافة العربية والفنون والمهرجانات. هذا الملحق الادبي واكب مرحلة مفصلية سياسية في تاريخ المشرق العربي ومغاربه، فتناولت ابحاثه والمقالات، مرحلة الناصرية والحروب العربية – الاسرائيلية كما التحولات الفكرية … بيروت يومها، كانت ساحة الحرية الوحيدة المتاحة، وملتقى المبعدين العرب في السياسة والانتلجنسيا، الهاربة من أنظمة القمع! وكان أنسي الحاج، عبر مقالاته “كلمات، كلمات”، ومعه شعراء الحداثة يومها، وسائر الكتاب والمفكرين يرصدون تحولات المرحلة من خلفية ادبية – فكرية انسانية، في تحولات المرحلة على صعيد لبنان والمنطقة العربية”.
أوضح: “الفنون والادآب كلها، ترددات وتفاعلات لايقاع الحياة ونبض الانسان وردات فعل. والشعر وسواه في الإبداعات ،تفعل في مسار الحياة وتنفعل وتتبادل التأثيرات. أغتنم مناسبة هذا الكتاب القيم ، لتهنئة الدكتور شربل داغر، الذي أضفى إنارة على هذا الموضوع. كل الشكر والتقدير للقيمين على هذا الصرح واضطلاعه برعاية الادآب والشأن الثقافي وبدوره الديني والوطني الجامع”.
داغر
وبعدما سلم داود الشاعر درعا القى داغر كلمة اعتبر فيها “ان الذي يقف بينكم مكرما يتقدم في العمر بعدما كان يتذكر وياهو ما دام هناك دربا سالمة وآمنة،لذلك اريد ان اتوقف اليوم عند ثلاث كلمات حركتي منذ ايا الفتوى وهي:اللغة العربية،البحث والتطلع،في العربية فأني اشتاقها واعيش فيها لا خارجها،هي التي أصبحت وللأسف مهملة في أيامنا من أفراد وعائلات وحكومات في وطن تكفل بالنهضة العربيةوجعلها اشعة تنير الكثير من العقولوالنفوس متذ اكثر من مئتي سنة،اما بالنسبة للبحث فلا يستقيم التقدم الا به، وفي وقت تتراجع احوال البحث بالعربية،نقول ان التقدم لغوي بقدر ما فكري ، والثقافة لها بيت اكيد وهو الكتاب ،والكتاب له سقف متين هو المستقبل الانساني”.
اضاف: “اما الكلمة الأخيرة تبقى دائما للقصيدة لأنها نفسي المتلهف دوما الى الحريةعندما يظلم الافق،إنها رغبتي عندما تضيق الايام،لهذا تفسح لهذا سماء التخيل ،فكيف إذا اجتمع في كتابي الفائز القصيدة مع البحث حيث ما زلت اعمل منذ اكثر من اربعين عاما”.
وختم: “لذلك فإن الشغف ما زال يحركني ويشغلني،من هنا آمل دائما ان تتجدد ثقتنا بالعربية، وبالبحث وبالقصيدة لانها قيمة في الحياة وفي العمل وفي الامل،فبهذه القيم يسمو الانسان الى انسانيته ويجلوها مثل صورة بهية عن الكائن والوجود”.