لكل نبتةٍ جذور
لكل طيرٍ جناحان
لكل بحرٍ أمواج
ولكل وطنٍ حرّ شهداء.
ما لهذه الصلاة تصعد ولا تصل؟
هل ارتجفَتْ أيديهم من بردٍ أو نار؟
هل شرب الترابُ ولم يرتوِ؟
لقصائد البطولة قافية واحدة: شهداء.
صمتُ الشهداء أصدحُ من خطاباتنا
وسكونُهم أفعلُ من أفعالنا.
قالوا: سقط شهيد.
قلنا: لا، فالأقنعة هي التي سقطت.
رحلوا، فبقينا! يا لباهظ الثمن، يا لحجم الأمانة!
فيا سنابل الحرية التي ارتويتِ بدمائهم،
هلّا حميتِنا من النسيان؟
مَرّوا على الأرض الوعرة،
فأزهرت وعودًا.
أقدَموا إلى النار، لأنهم تاقوا إلى النور.
جعلوا الخوف يتحدّى الليل الطويل ويزيِّنه كالنجوم.
لا نسأل الأرض عن مواسم الغد،
فهي حين تضم شهداء،
تَعِدُ بمواسم خير
نجنيها ولا تنتهي.
بعدما ذرفوا دماءهم، كم زهيدٌ ذرفُ الدموع!
(*)لمناسبة ذكرى الشهداء التي صادفت يوم الإثنين الماضي 6 أيار/مايو 2019، هذه مختارات من فصل مخصّص للشهادة والشهداء بعنوان “رحيق”، في كتاب الشاعرة نهاد الحايك”عناقيد الزئبق” الصادر حديثاً عن دار سائر المشرق.

لوحة للرسام التشكيلي أحمد عبدالله.