وسائل الإعلام ودورها في المجتمع

media

feather_pen 111ريما زيدان

عادة ما يتجه التفكير في وسائل الاعلام على أنها مصدر للأخبار ولتقديم الترفيه والتسلية، لكن وسائل الاعلام تحمل في طياتها رسائل للإقناع بل وأكثر من ذلك فهي تعد بمثابة الأداة التي تربط الأفراد في مجتمعات بل في أمم، بل أن وسائل الإعلام أصبحت وسيلة للإقناع في العصر الحديث، فيستخدمها المرشحون السياسييون كوسيلة دعائية ويدفعون الملايين لإقناع الناخبين بخططهم الانتخابية، كما يلجأ إليها أصحاب المؤسسات في الترويج لمنتجاتهم وسلعهم لجذب القوة الشرائية اليها، وبالإضافة الى أنها وسيلة هامة لإقناع المشاهد أو المستمع أو القارئ فهي مصدر اطلاعنا على الأخبار والمعلومات التي يكون الفرد مبنأى عنها، فيمكنك معرفة ما يحدث في بلدك وفي بلاد العالم بأسره في وقت لا يذكر.

كما يربط الإعلام أفراد المجتمع سوياً بإعطائهم رسائل تصبح خبرة يشترك فيها أفراد المجتمع سوياً مما يخلق قاعدة أساس لمجتمعهم ويجعلهم أمة واحدة، كما تعتبر وسائل الإعلام أداة هامة لنشر وتحديد قيم المجتمعات كل فيما يخصه.

كذلك تقدم وسائل الإعلام المعرفة المتعددة وخاصة وسائل الإعلام الحديثة (SOCIAL MEDIA)، فهي تقدم لنا العلوم الاجتماعية والبشرية بالإضافة الى اسهامات من مختلف المجتمعات والدراسات الخاصة بحضارات الشعوب، كما ان المهمة الأساسية لوسائل الإعلام هي نقل الخبر لأفراد المجتمع، لكن بتعدد المجتمعات والأفراد ووسائل الإعلام نفسها أصبحت صور نقل الأخبار تتمثل في إحدى الأنماط التالية:

  • نقل الخبر إرضاء لرغبة المشاهد أو المستمع أو القارئ فقط بدون أي هدف آخر، وهذه هي الوظيفة الأساسية لوسائل الإعلام.
  • نقل خبر حدث بالفعل لكن توجيهه بطريقة معينة تخدم توجهات جهة بعينها
  • نقل خبر مفتعل لا أساس له من الصحة والتحفيز على تصديق المشاهدين أو المستمعين او القارئين له، ثم نفيه إذا لم يحقق الغرض.
  • نقل الخبر لمحاولة فرض وجهة نظر بعينها وحشد التأييد لها وغيرها من أساليب وصور نقل الأخبار في مجتمعاتنا الحديثة.

أما عن الآثار السلبية التي تمارسها وسائل الإعلام على المجتمع وأفراده، فهي أنها عاشقة لترويج الإشاعات والمعلومات التافهة، فهم يخلقون سبقاً من الموضوعات المختلفة بتزيين الأخبار بالكلمات التي تجذب المشاهد أو المستمع وتلفت انتباهه ليكون في شغف دائم لمعرفة ما وراءها، والأخبار من هذه النوعية تترك المشاهد أو المستمع وهو في حالة تساؤل “يا ترى ماذا يحمل عنوان هذا الخبر المثير؟”

كما أن الإعلام يؤثر على طريقة تفكير الإنسان وأفعاله وتصرفاته، فعندما يقوم الأشخاص وخاصة الجيل الناشئ من المراهقين والشباب بتقليد شيء رأوه أو سمعوه فهل تتوافر لديهم جميعاً القدرة على التمييز بين ما هو صحيح وما هو خطأ؟

المراهقون الشباب غالباً ما يقلدون “تقليداً أعمى” أي التقليد لمجرد التقليد، ولا يفكرون ما إذا كانت التصرفات التي يسلكونها تلائمهم وتلائم مجتمعاتهم التي ينتمون اليها أم لا.

بالمختصر فإن للإعلام سلبياته وإيجابياته بالنسبة للمجتمعات والأجيال الجديدة التي تنتمي اليها، ولكن الهدف الحقيقي والفعال للإعلام (ميديا) فهو أنه يجب أن يكون وسيلة فعالة لنقل الخبر من طرف إلى آخر، وأن يمارس دوراً مؤثراً في توجيه المجتمعات والشعوب ومع التقنيات الحديثة والطفرات التكنولوجيا التي شهدها العالم تطورت وسائل الإعلام تطوراً هائلاً فلم يعد الأمر مقتصراً على التلفزيون والراديو والصحافة في معرفة الخبر، بل أصبح هناك إعلام الكتروني أو “ديجيتال” بظهور أجهزة الكمبيوتر والشبكة البينية ومواقعها المتعددة التي ينهل الإنسان من المعلومات المقدمة عليها.

كذلك هناك الإعلانات التي تروج السلعة أو الخدمة التي يقدمها المنتج بهدف تسهيل عملية اقناع المشاهد أو المستمع لشراءها.

أما رأيي الشخصي فإن للإعلام دوراً كبيراً في تشكيل المجتمعات وتوجيهها نحو الأفضل ونحو الاستقرار والاستمرار في النمو اقتصادياً واجتماعياً، كي يستمر أفراد هذه المجتمعات في الإنتاج والتطور والإبداع الثقافي والعلمي والاجتماعي.

اترك رد