غاصت في أعماقها . قبعت في تلك الزاوية من الزمن .
أزاحت الستائر القاتمة . شرعت الأبواب والنوافذ لشعاع الزائرة الذهبية المتوهجة المجتاحة لفلول الظلام حتى دحرته.
مدت يديها تلتقط الشعاع المتناثر هنا وهناك بانعكاسه في المرايا وبدأت تنسج منه ثوبا يغطي ما انكشف من أفكارها .
شعرت بالسعادة وبالدفء يغمر كيانها الذي كاد يجف من ظمئها لتلك المشاعر العابقة بأطياف الفرح . وتتضوع في الأجواء عطورًا انتشرت مع حصاد العمر .
تلك الرياحين و الورود و الزنابق التي زرعتها في تربة الخيال وسقتها من طل العيون وندى الأحرف أينعت في الوجدان حبا سرمديا لذاك الفارس الذي لم تعرفه ابدا ، ومع ذلك عاشت معه أحلى اللحظات الافتراضية .
السعادة ليست محالا لمن يمتلك قلبا محبا حالما يختال ألق الجمال مع نبضه .
أحب السحب الركامية في السماء … تسقي الأرض فيربو الخير . تطير فوقها تلك الطائرة تراها تلمع كالجواهر تحت أشعة الذهبية عاكسة باقات من الألوان الساحرة .
خير وجمال يتجلى من عطاء خالق الأكوان .
إليك عني أيها الحزن ! كيف أقطب الحاجبين والسماء مبتسمة تظللني ، زينها رب العالمين بمصابيح تنير مسرى الظلم.
يا رب كيف أبتئس و أنت في قلبي وعقلي؟ وروحي منك وإليك …
نهلا ٢٧ / ٤ / ٢٠١٩