كُنْتُ طِفْلاً وَمَلْعَبِي بِالتُّرابِ ** مُنْذُ حَبْوِي عليهِ حَتَّى شَبابِي
ثُمَّ بُعْدِي عَنْهُ وقد كانَ قَسْرًا ** وَبِصِدْقٍ أَقُولُ كانَ اغْتِرابِي
وَلقد كُنْتُ لِلنَّباتِ أَلِيفًا ******* شَجَـرًا كانَ أو من الأَعْشابِ
وَصُخُورُ الجِبالِ كانَتْ رِفاقِي ** وَرِفاقِـي الظِّلالُ بَيْنَ الرَّوابِي
مَطْلَعُ الشَّمْسِ كانَ بُشْرَى حَيَاتِي ** وَبُزُوغُ النُّجُومِ بَعْدَ الغِيابِ
كُنْتُ أَرْعَى مَعِيْزَنا لَسْتُ أَنْسَى* صِدْقَ حُبِّي وَمَعْشَري لِلْكِلابِ
هِيَ أُنْسِي وَلَيْسِتِ النّاسُ أُنْسِي * وَانْتِسابُ الكِلابِ خيْرُ انْتِسابِ
وَتُرابيْ لِيْ مَوْطِنٌ ضاعَ مِنِّي * لا ضَيَاعٌ سِوَاهُ في الأحْقابِ
أينَ مِنّي الأَعْنابُ أينَ كُرُومي **وكرومي تبكي على الأعْنابِ
لَيْتَنِي مِتُّ يَوْمَها حَيْثُ حُلْمِي *** أَلْتَقِيْهِ معي بِحِضْنِ تُّرابِي
في كلّ صيف (لزوميّة عصريّة)
في كُلِّ صَيْفٍ أَرَى طَيْفًا لِفاطِمَةِ **** عِنْدَ الحَصَادِ مع الأَطْيافِ مَبْعُوثا
وَلا أَرَى طَيْفَ راعُوثٍ تُصَاحِبُهَا ** حَمَاتُها، وهْيَ طَيْفٌ بات مَرْعُوثا1
أَوْ أَنَّ بوعَزَ قد أَمْسَى بِبَيْدَرِهِ *********** تَضُمُّ أَشْواقُهُ أشواقَ راعُوثا
تَشَعَّثَ الأَمْرُ حتَّى باتَ مُنْتَشِرًا ******** وَهَلْ يُجَمَّعُ ما قد باتَ مَشْعُوثا
وأَصْبَحَ الأَمْرُ في وَعْثَاءَ قاصِمَةٍ *** ظَهْرًا، وكلُّ أَصِيلٍ باتَ مَوْعُوثا2
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مرعوث(مُرَعَّث) : في أذنه رعثة، وهي الحَلَقة للزّينة.
(2) موعوث : ناقص الحَسَب.