أحس و كأني ارقص الفالس الأرجنتيني
عندما أسمع هذه الموسيقى الحالمة
تستيقظ كل المشاعر الرومانسية مشبعة بالغضب .
لماذا يخطئ الإنسان في اختيار طريق السعادة ؟ بكلمة واحدة يسقط صريع الحزن واللامبالاة.و تستيقظ الذكريات من كبوتها … تنفجر كأغنية غجرية ثائرة … انتعل الحذاء واقف على شفير خشبي الضفة اطرق و اطرق بالنعال حتى يتعالى الصدى … و يلفني ذاك الرداء الموشى بالف لون و لون
***
El amor sereno
هل يكون الحب هكذا بكل الهدوء ؟تلك كلمات ضلت طريقها … واصنع من الأحلام ذكريات …
اذكر كارلوس ذاك الشاب الفنيزولانو الخجول يقترب من طاولتي مستأذنا بالجلوس أنظر حولي فليس هناك مقاعد فارغة … جلس و بدأت باحتساء “الشوربا” … يا إلهي إنها ساخنة جدا … ضحك مني و تناول كوب ماء بارد سكب منه فوق el sopa … ضحكت من سذاجتي و ابتسمت مرافقتي و تحدثنا في مواضيع كثيرة …تلك شعوب تشبهنا.
سنيورة هل انت مورا … فاجاني بالسؤال ؟ و بابتسامتي المعهودة اجبته نعم مورا و لكني لست مورينا … ضحكنا.
استرسل بالحديث قائلا : أحس بأني من اصل “مورو ” و بعلامة استفهام قرأها على ملامحي ؟ و يبدو أنه وثق بي استطرد يحدثني عن رؤيا تطارده نائما و مستيقظا “ارى نفسي ادور و أدور في مكان لا أعرفه و اسمع لغة لا أفهمها و أتفوه فقط بكلمة ” Dios mio ” يا إلهي…
كدت أبكي تخيلت المكان مكة المكرمة و كان ملبيا يطوف حول الكعبة المشرفة … اخبرته بذلك فضحك ببراءة طفل وجد ضالته …
في تلك الأيام لم اكن ادري الكثير عن أمور الدين و لا كيفية الدعوة لأحدثه و أدعوه صراحة كنت تائهة مثله …
كم كنت بعيدة عن ذاتي عن حقيقتي و كأني مسلوبة الإرادة … و لكن لمعت في ذهني قصة الإيمان و قلت له نلتقي في مكة … و عاد كل منا من حيث أتى و مع ذلك لم أنسَه ابدا …
بعد هذه الحادثة كان قرار العودة إلى ذاتي و إلى أصولي …
و أصعد سلالم تلك القلعة … أتجول بين المرايا … أتوه وراء الاعمدة و أنتظر أن يأتيني الحب هكذا تقول كلمات الاغنية ” Malagueña ” نسبة لمدينة ” Málaga ” و اغمض عيني و امسك بذراع وهمية و أتماهى مع الفالس و أدور و أدور …كم أتمنى أن انقل النغمات إلى كلمات …
للحقيقة ثوب واحد … و للخيال ألف ألف ثوب تموج جميعها حولي كلما استدرت في خطواتي …
و على رؤوس أصابعي أتنقل و أمد يديَّ علَّ ذراعا تشدني ذهابا و إيابا ….
و افتح عيني… خطوات متناسقة و اتقاسم مع نفسي الاستدارة …
سنون مرت حقيقتها مرة و طعمها علقم
و أحلامها بحجم زبد البحار … نقاوة … شقاوة … حب و حرمان … و أمل يلوح في حمرة الشفق…
نهلا 23- 4- 2019