قدَّم إليها زهرة غاردينيا نضرة ،وخاطب الغاردينيا قائلاً:
من الجمرِ إلى الحُلُم
طيفُكِ طيَّاتٌ
أهدابُكِ
وعود ….. وعود .
***
يا نقاءً تمرَّدَ بالألق
فوحاً اختلجَ بالنَّظَر
في ذاك الخدرِ ، تغلغلتِ
بالطّيوبِ ، ثَمُلْتِ
بِسُلافةِ العَبَق.
***
نبضُ النَّغَمِ ،هدهدكِ
أذوَّبك خمرُ الشَّفتين ،
أَمْ تَرَجَّعَ في شذاكِ ؟؟
***
آهِ !
ما أهنأَ بالَك !!
ليتني أَحْلُمُ ، أَصْحُو في جِنَانِك!!
يهفو فيَّ العطش
أَتَلَمَّسُ الحلم
أكونُ سجَّانَكِ ، أو لسانَ حالِك !!
***
يا براعمَ الأكْمَام !!
اصْدَحي !
صَدِّعي الثَّلجَ طَرَبًا!
***
يا شَلَحَاتِ الغِوى !!
رنِّحي الثَّرى غُنْجًا!!
قد همْتُ وجدًا !!
***
آهِ !
لو أتفيَّأُ الأَكُفَّ الحانية !
دَعَةً في زَمْهَريرِ الحياة !
لو أمَّحي في ذاك الأسر !!
***
يا تراتيلَ أنفاسِها !
عانقي قُدْسِيَّةَ اللَّحَظات !
ضَوِّعي عِطْرَكِ شلاَّلات !!
***
يا لمساتِ أنامِلِها !
عتِّقيهِ في خوابيها !
وَدَعيني ! دَعيني !
أَعْتَكِف ،
في مَلَكوتِ جناها !!!
طرابلس 12- 6-2006
عبر الأثير
صباحاً ،جاءني عبرَ الهاتف ، يُهَدْهِدُني
تسرَّب إلى مَسْمَعي ، يُطْرِبُني
سحرُهُ كهرب فيَّ العمر..
***
يا لوقْعِهِ الشجيِّ !
آهاتُهُ أربكَتْ مِعْصَمي
تعتَّقتْ في الشَّرايين
البحَّةُ البِلَّوريّةُ تلوَّنَتْ بالرَّبيع
زَلْزَلَتْ حدودَ الفُصول
تماهَتْ والدُّهور .
***
وانبرَتِ التَّماسيحُ تلوِّحُ والسُّيوف
الجلاميدُ تضجَّرَتْ ،
تحرَّكَتْ ، ولوَلَتْ ،
اللعنةُ أُعتقت .
***
ها هو النغمُ يكتنفني
يمتشقُ عبيرَ الأشعَّةِ ويرتقي
يلملمُ أطيافَ الفلِّ وينتقي
عقداً من وجدٍ عبِقٍ
بِهِ يفنيني…..
***
وأترك لهمس النايات
يُدَغْدِغُني
ذبذباتُ الأثيرِ تُحاورني
إلى جنَّةٍ مزغردةٍ
تستحضرني
أرى الحوريَّاتِ/ أسمعُ بالجنِّيات
تتسقَّطُ الأخبار ، تبتدعُ الأسرار .
***
عطرُ الصَّوتِ ضيَّعَني
هدر بي …شغفاً أجَّجني
ها هو يُبْقيني
نسمةً في فُسحةِ الآمالِ
تستقي ولا تتقي
أبجديتنا والصدى
صدى الأبجديةِ
في اللوح المحفوظ
يعبق زغردةً
يتلوَّن صهيلا
***
يا هذا المتخفي
في نبضات الأحلام
نخيلا
يتوثِّبُ المحال !
***
أتلثم عن الزنابق
قطراتٍ للعزِّ أبيَّة ؟
***
أتلملمُ في إرثِنا السحيق
أقصى الآمالِ
في لغةِ الضادِ
لغةِ العصرِ والهُويَّة ؟
***
أيتها الحروفُ اهدري
زمجري في الذاكرةِ وازعقي
***
ألا من صحوةٍ لأمتِنا الراكدة ؟؟
حلم
لست أدري
كيف أفلتت من أصابعي
ومضات العبير !!
***
كيف أبرمت العتمة حكما :
عيون لا تحلم ، أحلام
لا تستفيق !!
***
ولا أدري كيف أرَّقَت الشمس الحلم
دثَّرته بالجليد،
وهبته العمر المديد !!
***
سنابل النور تململت
في مقل النرجس، صفا الصقيع !!
***
وهاك الحلم
تكسَّر ضوءًا واحترق
***
وفي الروح
أورق من جديد !!
أين العبير ؟؟؟
في خاصرة الروح تلوى البوح
تحبسه الأزاميل
***
على مفترق الأرصفة
زعقت الصاعقة
شهقت ، وجمت
***
في أحداق الغيوم
تصدّع الشعر
ووطني حمل منفاه
في قارورة
تغتذي من صدى الأنجم
عيونه ترقب الاغتراب
تصهل بالصراخ
***
والشمس تزرع الربى خفية
بالدثار
محاجرُها
تجولُ بيوتاتِ المدينة
تترصدُ مقاهيها الحزينة
***
تسأل :
هل من عبير ؟
خواطر ما قبل العملية الجراحية
” أنا والموت على أكف الضياع”
أنا والموت هناك
على أكف الضياع
تتجاذبنا الأماني
***
ها هو يحتل المساحات المأهولة في الوجدان
وأنا أتخفى خلف الجدران
***
أما زال هناك ، يتعقبني ، ينتظر في الزاوية …؟!
نعم انظُرْ معي !! إنه ينظرني
***
تشرئب دموعي ، وحمم نظراته تقدح الحريق .
أينقضُّ ؟!…متى ينقضُّ ؟؟
***
أربع ساعات مصلوبة على خشبة القلق ؟!
ما أمرها من نجوى !!
أنينها بألف عام
عمرها عمر الدهور
***
في الساعات الأربع
أنا لست هناك
أسرتني عيناه
يستحوذ عليَّ بسلطته الطاغية
بهول معطفه، يضمني إليه.
أشعر بلفح أنفاسه
في رأسي يداخلني ،
يطغى على مناجاتي.
يتسرَّبُ إلى مسام جلدي ،
يُخَدِّرُ الدم في الشرايين ….
***
ويهوي منجل الأرق يسحق صلب الصهيل
وتتمرد إرادتي بدمدمةٍ
وزعيقٍ
بشهقةِ ، وزفير
***
من أنا الآن ؟!!
ذرة من صلصال من طين ،
قطرة من مياه هذا التكوين ؟!
***
كل العنفوان ، كل الإباء ، اشرأب،
طاول عنان السماء ،
ونسي هناك العنوان..
***
إلى أين أصير ؟! أنملك أمرنا ؟! أهي النهاية؟!
أحبتي ، أنتم النجوى لعيوني ،
ها نحن في احتضانٍ ،
غرباء
***
أهكذا هي إرادة السماء ؟!
وبسمتي ، إشراقتي ،أأنتما مني براء ؟؟
عمر قضيناه في ودٍ وصفاء ..
أينسى الصديق الصديق ؟
والوليد أيُقايِضُ حضنه الرفيف !؟
***
أمي أنت هنا ؟!
لؤلؤك اللاهب لظى لعيوني ،
لا تسكبيه فوق السرير!!
***
أختي ، تقولين هنا
وأعلم أنكِ الآن في البعيد ….
***
أخي ، أتقول أنك بالدنيا لا تقايضني!
وبرموشك تحميني !!!
بت ظلا، بل ظلالا من أيد تأنف التربيت !!
***
أفراشة أنا تأبى الفرار ،
إلى اللهب تمضي لا تستفيق،
يجذبها النور العميم ؟ً!
أم قطرة من ألق، والشمس تلهبها
تهفو إلى السماء ،
تنعقد مع الغيوم، لتهمي من جديد،
وتلتحق بقاع المحيط ؟!
***
يا ألله !
حالما تسترخي مني الجفون ،
أراه هناك في الزاوية، يـأمل أن أغفو،
وأنا يجفُّ مني الريق …
***
“أكون أو لا أكون “،أهو العقل الآن في تطبيع ؟!
أتترنم وأنا اكتوي أيها الموت ؟
لك اليوم صيد وفير،
أأنا صيدك الأخير؟!
***
ما المنتظر؟!
أجنة أخَّاذة إليها مددت البصر ،
طامعة في رحمة المولى ،؟؟!!
حاولنا وكأننا نعيش أبدا ،
وكأننا نموت غدا!
***
(*) هذه القصائد ألقيت في الأمسية الشعرية التي نظمتها الرابطة الثقافية- طرابلس وجمعية الوفاق الثقافية، مساء الثلاثاء 23 أبريل 2019، ضمن فعاليات معرض الكتاب السنوي الخامس والأربعين في معرض رشيد كرامي الدولي- طرابلس، وشارك فيها الشعراء: د وفاءالأيوبي، غادة ابراهيم، أسعد المكاري، ميراي شحادة حداد، نهلا كبارة، د. عبد الرزاق كبارة.