ميشلين مبارك
(اللواء- 25 نيسان 2019)
بدعوة من جمعية أصالة للثقافة والتراث ودار الثقافة في ولاية المهدية في تونس وبرعاية وزارة الشؤون الثقافية التونسية وبالتعاون مع منتدى شهرياد في لبنان، شارك وفد من لبنان ضم الأدباء والشعراء: الدكتور منير مهنا، الدكتور لؤي زيتوني، الدكتور محمد ناصر الدين، دارين حوماني، ميشلين مبارك، وليد عبد الصمد وبسكال صوما في ملتقى تونس تحت عنوان «الثقافة مسار أم مصير» وذلك في 12، 13 و14 نيسان 2019 في فندق المهدية بلاس في تونس.
الملتقى الذي امتدّ على ثلاثة أيام، افتتح أعماله بحضور ثقافي وسياسي لافت ضمّ إضافة الى نخبة من الشاعرات والشعراء من تونس، الجزائر ولبنان، إضافة الى رئيس اتحاد الكتّاب التونسيين صلاح الدين الحمادي، عضو مجلس الشعب ورئيس اللجنة الثقافية في البرلمان التونسي السيد هيكل بلقاسم، رئيسة الملتقى الشاعرة والفنانة التشكيلية أسماء الشرقي، كما ومندوب الشؤون الثقافية في ولاية المهدية عبد الحفيظ بن حسن ومعتمد المهدية سليم حليم ومثقفين وأساتذة جامعيين. وتخلله محاضرات وأمسيات شعرية مشتركة.
كلمات الافتتاح استهلتها رئيسة الملتقى مرحّبة بالوفد اللبناني عارضة تاريخ المهدية مكان انعقاد هذا الملتقى الذي يشكّل جسرا للانفتاح بين لبنان وتونس. أما رئيس اتحاد الكتاب التونسيين فدعا الى تجسيد شعار الدبلوماسية الثقافية وأهمية التعاون بين مبدعي ومفكّري تونس وبين زملائهم في الوطن العربي. وأتت كلمة رئيس اللجنة الثقافية البرلمانية عضو مجلس الشعب التونسي لتلقي الضوء على سؤال الهوية. ثم كلمة منتدى شهرياد ألقاها باسم الوفد اللبناني الدكتور منير مهنا.
تلا الافتتاح محاضرة تحت عنوان «المثقف: كينونة وممارسة؟» ألقاها من لبنان الدكتور منير مهنا.
في اليوم الثاني للمؤتمر، عقدت جلستان أدارها رئيس بيت الشعر التونسي الشاعر أحمد شاكر بن ضيّه، في الجلسة الأولى التي شارك فيها من منتدى شهرياد لبنان الدكتور محمد ناصر الدين حملت عنوان «الشعر والمدينة» تطرّق فيها الى موضوع الشعر والعلاقة التفاعلية بين الشعر العربي: بنية ومواضيع مع المدينة على تطوّر العصور.
أما في الجلسة الثانية فناقش من لبنان الدكتور لؤي زيتوني محاضرته بعنوان «العلاقة بين مفهومي الحداثة والهوية»، فتناول الأسس التي قامت عليها الحداثة والتي شكّلت نقطة تحوّل في تطوّر المجتمعات.
في ختام الجلسات، كانت جولة للمشاركين في الملتقى على الشواطىء والمعالم الأثرية في تونس وخاصة على المسرح الروماني في مدينة الجّم حيث شرحت الأستاذة أسماء الشرقي بشكل مفصّل تاريخ هذا المعلم الرائع والذي يعود الى القرن الثالث ميلادي وهو من أكبر القصور والمسارح الرومانية في العالم.
على عتبة هذا المعبد الأثري، كانت أمسية شعرية لبنانية – تونسية – جزائرية، توالى فيها الشعراء من لبنان: محمد ناصر الدين، بسكال صوما ودارين حوماني، على إلقاء القصائد الوطنية والوجدانية وبأساليب مختلفة فكانت التحية من لبنان الأرز الى تونس الياسمين والزيتون، قدّم الأمسية الكاتب اللبناني وليد عبد الصمد بقصيدة تحية محبة الى تونس. رافق الشاعرات والشعراء عزفا الفنان الجزائري المتألق عبد الرحمن غزال مع فرقته الموسيقية.
في اليوم الثالث للملتقى، بدأ باصبوحة شعرية شاركت خلالها الشاعرة اللبنانية ميشلين مبارك مع الشعراء من تونس لطفي الشابي، مراد علوي ومكي الهمامي، آسيا الشاربي وخالد رداوي.
في الختام وزع منتدى شهرياد الدروع التكريمية على المشاركات والمشاركين عربون شكر ووفاء، بالمقابل منحت جمعية أصالة للثقافة والتراث بالتعاون مع وزارة الشؤون الثقافية التونسية الوفد اللبناني شهادات تقدير وتذكارات وطنية من ولاية المهدية وكانت كلمات شكر متبادلة وصورا تذكارية.
كلمة الختام ألقاها باسم الوفد اللبناني الشاعر الدكتور محمد ناصر الدين، عرض خلالها تاريخ منتدى شهرياد الذي يجمع شهريار أي الشاعر بشهرزاد أي الشاعرة في كل ليلة ثلاثاء في مقهى الحمرا بأمسية شعرية، موسيقية وفن تشكيلي، إنطلاقا من إيمان مؤسسيه وعلى رأسهم الشاعر نعيم تلحوق بدور شارع الحمرا الثقافي ورقي روّاده. وختم الدكتور ناصر الدين كلمته داعيا الأصدقاء التونسيين والجزائرين الى زيارة لبنان لدعم جسر المحبة بجسر تفاعل ثقافي حقيقي، فنحن «وإذ نغادر تونس اليوم نردد مع الشاعر محمود درويش: «كيف نُشفى من تونس؟»