يوميات عابرة (4)
أذهبُ بعيدًا لتتّسع ذاتي
فلا أندثر في موطئ قدمي.
***
يبحث الحاضر عن المتغيّر
فإذا جاء رفضه
أو… التهمه.
***
أغبط نفسك بكسبٍ وإياك الجشع
تصبح مدينًا له.
***
الاحتفاظ بالصمت
يغبط الصداقات.
***
التراب توأم الرماد
ولادة… فذرّ ريح.
***
شِئتَ تكونُ قاضيًا
اصنع عدلاً… لا رحمة.
***
لو أدركتُ الخيرَ
لما تركته يرحل.
***
تتباهى الينابيع بخيرات منها
فيعتب المطر:
قلّة وفاء.
***
رَكَضتُ وراء الأحلام أرسمها
ضحكت الناس من أشكالٍ
لا يعترف بها عقل.
***
رغباتي تخدعني:
أَتركُ عمري طيّ الكتمان
وأثأر له بالنسيان.
***
شَاهدتُ الوقت يمسك بي ويركض
حين تعبتُ أدركت:
كان يهزأ منّي.
***
أترك ذاتك لذاتك
لن تكون للآخر ذاته… حتّى في مرآتك.
بالمحكي
إسمِـك
بْـ العتم إسمِك بكتبو
بْـ الضوّ؟
لأ…
بينسرق
ما بْعود قادر إلحقو
تَ رجّعو
لْـ عطر الحَبَق.
***
من كتاب:
«… وما دقّ مرّه الباب».
تعليق الأديب والشاعر موريس النجار على “كل اثنين” للشاعر والرسام التشكيلي والإعلامي جوزف أبي ضاهر
يُتحِفُنا الشَّاعِرُ جُوزف أَبِي ضاهِر بِسَخاءٍ، بِشَذَراتِهِ الرَّائِعَةِ، فَتَأتِي كَالنَّدَى على يَباسِنا الرَّاهِن.
نَبعُهُ دافِقٌ لا يَنضُبُ.
لَمَّاحٌ هو، حاذِقٌ، يَعرِفُ كَيفَ يَستَلُّ مِن صَدْرِ الحَياةِ ما تَطوِي مِن كُنُوز. وكُلُّ لَمْحَةٍ مِنهُ تَحمِلُ حِكمَةً عَمِيقَةً صِيغَت بِأُسلُوبٍ شِعرِيٍّ جَمِيلٍ، أَو تَلَبَّسَت لَبُوسَ الطُّرْفَةِ الثَّاقِبَةِ المُحَبَّبَةِ، أَو بَدَت لَوْحَةً سُورِيالِيَّةً مُكَثَّفَةً وَراءَ قِناعِها كَثِيرٌ مِن جَنَى العَقلِ، أَو بَرَزَت صُورَةً غَنِيَّةً مُوحِيَةً وهو الفَنَّانُ التَّشكِيلِيُّ المُبْدِع.
فَلا يَأخُذَنَّ أَحَدٌ لَقطَةً مِن لَقَطاتِهِ على أَنَّها مَزْحَةٌ أَدَبِيَّةٌ، فَإِنَّ «وَراءَ الأَكَمَةِ ما وَراءَها»، ولا يُبصِرُ القَرارَ المَكنُوزَ مَن يَقصُرُ نَظَرَهُ على السَّطْحِ المُضاء…
أَدامَكَ اللهُ، يا صَدِيقَنا، فِكْرًا نَيِّرًا، وعَطاءً لا يَجِف.
إِنَّكَ سادِنٌ أَمِينٌ على خَزائِنِ الحَرْفِ، وناطُورٌ صارِمٌ صادِقٌ على رَوْضَةِ الكَلام!
مُورِيس وَدِيع النَجَّار 24/4/2019