قبيل الفجر بقليل..

تتطلب عرض الشرائح هذه للجافا سكريبت.

لم يعلم كم عمر الليل و النهار،هما متشابهان..

يسكن زنزانته منذ أن خذله بنو العمومة، الفارون من المعركة المعلومة في المكان المعلوم…

لم يسمح له بشيء سوى بالأقلام والأوراق لكنها كانت كافية لتوقظ بركان نفسه من جديد …يكتب عن معاركه التي خاضها في المدن و الجبال والأودية .

كانت قصصه القصيرة طويلة أطول من عمر سجنه ،ورواياته أطول من عمر المحتل الجاثم على صدر وطنه.

في إحدى الليالي ،اخترق القمر زنزانته، فعلم أنه زمن الليل، فكان بعض الأنس .

روى لنا كيف كان ينسج خيوط الصبر بعناية فائقة،ويروض كل الصعاب ،ويبسط كل هول عظيم.

– كيف لك يا قمر أن تصنع الجمال في حضرة الألم ؟ !

هكذا يقول عندما يعطي لقلمه وأوراقه إجازة راحة بعدما تكدست حروفه التي باتت تبحث عن حرية ليقرأها هذا الجيل والأجيال القادمة.

-أيها الجميل هل تكون شاهدا على ضيق الحجرة التي تحفر داخل صدري حفرة عميقة يصعب ردمها ؟ !

– قصصي ورواياتي صارت بين يدي كبير السجانين ، يقرأها بنهم شديد ،لم يقرأ لبني جلدته أكثر مما قرأ لي..

 هل هي الروعة والإعجاب بها أم الخوف من حريق قد تحدثه في أي لحظة من لحظات الاشتعال لا ندري وقت حدوثها ..؟ !

حدث الذي كان يتوقعه ..

أصبحت سلطة العدو تخاف كتاباته ، فمنع من حمل القلم والورقة ، وحجز كل ما خط من قصص وروايات، فهي حبيسة أيضا، لتضيف تهمة جديدة إلى تهمه السابقة،تهمة التحريض .

يُسأَل كل يوم عن علاقته بمن أطلقوا الصواريخ ذات شتاء ساخن ،وعن الذين حفروا الخندق العجيب ،لم يجبهم بكلمة ،حتى كتاباته لم يكن فيها ما يشير إلى هكذا أمور ، وهذا ما زاد من شكوكهم .

فكروا.. وقدّروا بعدما أجمعوا شملهم فألفوا قصة قصيرة وألبسوها عنوان: ” قتل الربيع “، وأقحموها إلى قصصه الحبيسة ، لتكون دليلا قاطعا على أنه مجرم خطير لا بد من سجنه مدى الحياة أو إعدامه رميا بالرصاص ..

..قبيل الفجر بقليل ..

جاءه الخبر الأليم ،لكنه ابتسم لنهايته ،وبكى لحروفه،ودعا الكريم أن يخرجها قبل الحرق ،لتعلن بداية الفجر..

اترك رد

%d