في نطاق الذِّكرى الخَمسين لِمِشوار ناجي نعمان مع القَلَمِ والأَلَم (1969-2019)، والذِّكرى الخامسة والعِشرين لرَحيل والده الأديب والشَّاعِر مِتري نعمان (1994-2019)، والذِّكرى الأربعين لتأسيس دار نعمان للثَّقافة (1979-2019)، ومن ضمن برنامجٍ خاصٍّ لأنشِطَة مؤسَّسته للثَّقافة بالمجَّان خلال الرَّبيع الحاليّ، استقبلَ نعمان مع أعضاء مجلس الاثنين الأدبيِّ الثَّقافيِّ الرِّوائيَّةَ والشَّاعرةَ السّعوديَّة بلقيس المِلحِم في أُصبوحةٍ شِعريَّةٍ تكريميَّة.
نعمان
رحَّب نعمان بالحضور، وتكلَّمَ على “ابنته” بلقيس وكيف فازت بإحدى جوائزه الأدبيَّة في العام 2012، وغدت سفيرةً لمؤسَّسته في العام التَّالي، كما تكلَّم على تفانيها في سبيل الثَّقافة، وعلى رفعة أخلاقِها وإنسانيَّتها في كلِّ ما تفعلُه، وعلى نشرها فكرة الثَّقافة بالمجَّان في المملكة وجوارها، ودعمها إيَّاها.
المِلحِم
وتكلَّمت بلقيس المِلحِم فقالت: “قليلةٌ هي الأيَّامُ الَّتي تبقى منقوشةً كالوَشَم على جذع ذاكرة الإنسان، ويقينًا أنَّ هذا اليومَ سيبقى أحدُ أهمِّها حُضورًا كلَّما حدَّقتُ في مرايا ذاكرتي، ذلك أنَّه اليومُ الَّذي أُلقي فيه للمرَّة الأولى في لبنان، بلد الحبِّ والجمال، وحيث يُعانقُ النَّخيلُ الأرزَ. فأرجو أن تلتَمِسوا لحنجرتي العُذرَ لو تعثَّرَتْ بكلماتها، وشفيعي أنَّ للمُثول في حضرة الشِّعر وبين أيديكم رهبتَه البيضاء”.
وأتبعَتْ المِلحِم كلمتَها بإلقاءٍ شِعريٍّ بصوتِها الَّّذي لا يُخفي طاقاتٍ إنشاديَّةً، فقرأت من قصائدها الرُّومَنسيَّة والوطنيَّة: سأُراقِصُ أخطاءَك، غزالةُ بغداد.. غزالةُ تاتليس، وحيدان مع حُبِّها، أسرارُ سليمان، جفنُ الفجيعة، عبَّدتُ لك الماء.. فلا تَخشَ الغَرَق، إنتظرتُكِ على جبل الجودي.
ومن القصيدة الأخيرة نقرأ:
“ألفُ عامٍ وأنا أنتظرُكِ على جبل الجودي
ألفُ عامٍ وأنا أجمعُ أغصانَ الزَّيتون بصحبة حمامة
ألفُ عامٍ لم أتذوَّقْ نعاسًا لذيذا
أو فراءً وَثيرًا ممَّا تركَتهُ لي الثَّعالِب
غيمةٌ تمرُّ من أمامي
فلا تمتدُّ لها أصابعي
ظبيةٌ تربضُ بجانبي
فلا أؤنسُها بلَمس شَعرها القصير
تلك “ذنوبٌ” لا تغفرُها لي “عَيناكِ”…
نقاشاتٌ وشهادة
وبعد نقاشاتٍ شارك فيها أعضاءُ المجلس الحاضرون: أنطوان رعد، إميل كبا، مصطفى جوني، إيَّاد ملحم، قاسم سلامة، فادي قبَّاني، محمَّد إقبال حرب، أمل خلف، مازن زكريان، سُهيل قاشا، نزار حنَّا الدِّيراني، نهاد طاطاريان حبيب، إميل منذر، بهيج مخُّول، مرسال الأشقر، سلَّم نعمان الشَّاعرة بلقيس المِلحِم شهادةَ التَّكريم والاستضافة، وانتقلَ الجميع إلى ضيافة المناسبة.