شعانين المجدِ والسَّلام

تتطلب عرض الشرائح هذه للجافا سكريبت.

يسلّط الكتاب المُقدَّس الضَّوء على دخول يسوع المسيح إلى أورشليم، بجوٍّ إحتفاليٍّ. صرخ النَّاس بأعلى أصواتهم قائلين “هوشعنا، هوشعنا”، أيّ يا ربّ خلّصنا، بعدما شاهدوا المُعجزات الَّتي صنعها، “تباركَ الآتي، المَلِك باسم الرَّبّ! السَّلامُ في السَّماء! والمجدُ في العُلى!” (لو 19: 38).

بدخول يسوع أورشليم، أيقظ لدى الجموع المتواضعة، البسيطة، المنسيّة، الفقيرة والمُهمَّشة، الرَّجاء والغبطة. كان الرَّبّ يسوع يُدرك مآسي البشريَّة؛ ومن هنا كان يُظهر وجه الله المُحِبّ والرَّحيم والشَّفوق. جاء إبن الله كي يشفي الجسد والنَّفس، كما مغفرة الخطايا، الَّتي تؤدّي نحو الخلاص الحقيقيّ.

نعم، إحتضن يسوع كلّ عاهات وأمراض وخطايا البشريَّة. أَلَيسَت محبّة المسيح عظيمة؟ هكذا دخل إلى أورشليم بهذه المحبّة “إستيقظي، إستيقظي، إلبسي عزَّكِ يا صهيون، إلبسي ثياب فخركِ يا أورشليم يا مدينة القُدس” (أش 52: 1)، نظر يسوع إلى الجميع، واستمرّ ينظر إلينا بالمحبّة والمغفرة ذاتها، بالرُّغم من معاصينا المُزمنة والكثيرة والمُستمرّة. هل نحن على إستعداد لإستقبال مَلِكْ المجد؟ هل نسمح له بمرافقتنا في مسيرتنا الإيمانيّة والإنسانيّة؟ وحضوره في وسطنا؟ نعم، أحنى ذاته ليصير مثلنا. يسير معنا من أجلنا، كي يُنير دربنا.

نستقبلكَ أيّها المَلِك بأغصان الزَّيتون رمز السَّلام، وبسعَف النَّخل رمز الظَّفر، آملين العيش بالسَّلام الحقيقيّ الَّذي يولِّد الفرح والغبطة والعكس صحيح. لنحاول أن نخرج من تعاستنا وبؤسنا، وإحباطنا وغربتنا وأنانيّتنا؛ ونزرع الفرح ونمتلك الرَّجاء قدر المُستطاع، بالرُّغم من إزدياد الشَّر وفقدان مفهوم القِيَم والمبادئ في عالمنا المُنحرف نحو الأهواء، والقضاء على المحبّة والمُساواة والعدالة الإجتماعيّة. نعم، يأتي إلينا مَلِكُ المجد والسَّلام عند الشدَّة واليأس والحزن، “إبتهجي جدًّا يا ابنة صهيون إهتفي يا بنتَ أورشليم، هوذا مَلِكٌ يأتي إليكِ” (يو 12: 15 – زكريا 9: 9).

دخل يسوع أورشليم كمَلِك، ليصعد نحو جبل الجُلجُلَة حاملاً خشبةً ليموت فوق الصَّليب، كي يتلألأ، كونه ملِكًا بحسب مشيئة الله. نعم، إنّ عرشه المُلوكيّ هو خشبة الصَّليب! نعم، إنّه يحمل خطيئة العالم، كي يغسلها بدمه وبرحمته وبمحبّة أبيه. لننظر حولنا كم يعاني ويتألّم إنسان عصرنا؟ أَوَلَيسَ هذا بسبب الإنسان نفسه؟

لنهزم الشَّر ونبادل بعضنا البعض الإحترام والتَّسامح وعيش الأخوَّة الإنسانيّة، من أجل إرساء “عالمٍ” تسوده المحبّة والسَّلام والأمان و”العيش الهنيء”.

لنكن في حالة إستعدادٍ دائمٍ، لإستقبال المسيح المَلِك في حياتنا، أي في قلوبنا وضمائرنا، مثل بساطة ضمير وطهارة قلب أطفال أورشليم، “بأفواه الأطفال والرُّضَّع أسَّستَ تسبيحًا” (مز 8: 2 و متى 21: 16).

لنبني السَّلام، سلام الرَّبّ يسوع، الَّذي ينتزع الخوف من النُّفوس، “لا تخافي يا صهيون […] في وسطك الرَّبّ […] ويُسرُّ بكِ فرحًا، ويجدِّدكِ بمحبّته، ويبتهج بكِ بالتهاليل، كما في أيّام العيد” (صف 3: 16-17). إنّه سلام المحبّة والغفران والمُصالحة.

لنتضامن ضدّ الإستعباد والظُّلم والقتل والسرقة وكلّ الأعمال السيّئة، الَّتي يسبّبها الإنسان لأخيه الإنسان. أعطنا يا ربّ أن نهتف معًا “هوشعنا، مُباركٌ الآتي باسم الرَّبّ”، كي تدخل قلوبنا، فعندئذٍ نعرف كيف نستقبل بعضنا بعضًا باسمِكَ. لنسير في موكب الشعانين بتضامنٍ وأخوَّةٍ قدر المُستطاع.

نشكرك يا ربّ، لأنّكَ تقبل هُتافنا لكَ وترضى به وأنتَ عالمٌ سنصرخ هتافًا آخر يطلبُ صلبَكَ، كما فعل مُستقبليكَ في أورشليم “أُصلُبهُ! أُصلُبهُ!”

“دخلتَ يا ربّ كمَلِكٍ إلى أورشليم الأرضيّة لتعتلي الصَّليب عرشًا، وترفع الإنسان نحو أورشليم السَّماويّة”.

rameaux

                                                                     

 

اترك رد