بدعوة من لجنة أصدقاء مشروع أفكار اغترابية، نظمت لجنة تكريم الأديب د. جميل الدويهي حفلا تكريميًا له تقديرًا لعطاءاته الأدبيّة والفكرية، وذلك في صالة جمعيّة كفرحلدا الخيريّة في كانتربري رود لاكمبا- سيدني، تخلله شهادات مختصرة من شعراء وأدباء ولقاءات من شعر الدويهي. قدمت الحفل الأديبة والإعلامية كلود ناصيف حرب.
خلال الحفل قدم الأديب الدويهي مجموعة من كتبه الجديدة: “الإبحار إلى حافة الزمن” (قصّة)، “عا مراية الحبر إنتي القصيدة والورده الوحيده” (النصّ العاميّ الشعريّ)، “كلمات لعينيك الهاربتين” (نصوص حب نثريّة).
بدورها قدمت الأديبة حرب هديّة مجانيّة كتابها التوثيقي الذي صدر بالمناسبة “الأديب جميل الدويهي عبقريّ من بلادي”. اختتم الحفل بضيافة وتوقيع الكتب.
شارك في الحفل المطرب مالك الرفاعي فقدم مجموعة من الأغنيات ورافقه ابنه غازي عزفًا على الأورغ..
حضر الأمسية مجموعة من أبناء الجالية العربية واللبنانية من شعراء وأدباء ومثقفين ورجال اعمال وجمعيات خيرية، فضلا عن النائب جهاد ديب والمجلس اللبناني الأسترالي متمثلا بالرئيس غازي قلاوون وأعضاء من المجلس، نائب رئيس غرفة التجارة في مدينة روكدايل محمد مبيض الذي قدم باسم الغرفة شهادة تقدير للدكتور جميل دويهي.
كلود ناصيف حرب
قدمت الادببة كلود ناصيف حرب الأديب د. جميل الدويهي بكلمة جاء فيها:
من زغْرتي بحبّ الشمس يلّلي بْحديقِة بيتْنا، ووقت اللي كانو كْتار يمْشو عالهَدا سابقتْ خَيل العاصْفه، وسْرقتْ بالعتمِه دهَب من خَزْنة السلطان تا لبّس جَواهر للعبيد… وبيْعرفوني الناس إنّي كتير عندي عاطفِه، وضحْكه إلِي من ضحْكة العِنّاب، لكنْ متل زهر المريَمي بطْلع من الموت العنيد،
وكلْ ما زعلتْ بخْلق زمَان جْديد… بِخْلق مملَكِه، فيها أنا حاكم وَحيد.
هيدا الشِّتي من فكْرتي، وهَيْبة عَشر فرسان عندي، والرَّعد تا تهْرب الغابات منّو… كان من صَوتي صَدى… وحْكايتي من وقت ما بلّشت فيها ما قْدرت إفهَم حَدا… ولا قدرتْ إبكي عا حَدا، ورُوزنامتي خزّقتها منشان ما الإيّام إعرف كيف بتْروح وتجي. ومَنّي متل إنسان عادي، ساحِر الكلمه أنا عالدرب، حولي ناس عم يتْفرّجو كيف الحقيقه من الفَراغ بْشيلها، وكيف الزمان بْركّعو حَدّ البوابْ… وبْعلّمو تا يكون عنْدي خادم، وعالسّكتْ يسْمع كلْمتي، ومجْدي أنا مجْد الحْروف المِن جمرْ… مجْد الكْتاب…
لو كان في عندي حَنين، وقلْب طِفل زْغير، هَيدا السكتْ فيّي إصْبغو بْلون الشجَر، والجرْح فيّي إقْطعو بلمْح البصَر، والناس يللي كنت مرجحْهُن عا خيط الشعر عِلّقتُن صُور، وبْضل إضْحك كل ما بْيَنزل حَدا من مَطْرحو تا يْشوفني، بحْكي معو، وبْرجّعو خلف القزاز قزاز… خلف الكبريا… روحي اسألي كلّ الملوك الحاكمْين، بيخبّروكي كيف بتْمرّد عا ناس الظالمين، وكيف طفل زغير جوّاتي كبرْ تا يهْدم قْصور الحجَر… من قبل ما إنتي بْحياتي تخْلقي… ومن قبل هوميروس كنتْ غنّي قصايِد للبشر. (جميل الدويهي)
يوم 27 شباط الماضي قلت عني كلام رقص النجوم، وأنا رح قول كلام يرقص القمر بين النجوم، أيّها العبقري اللبق، يا عميد الأدب الراقي، يا عصامي، يا مؤمن، يا جميل الخَلق والخُلق. عرفتك باحترامك وترفّعك، بنضالَك وصبرك، عمّرت وَحدك مشروع أدبي كبير وتحديت المصاعب، وربحت الرهان. ما بتخاف، ما بتتراجع، ما بتستسلم، ما حدا في يقَفل عليك البواب، بتطْلع من باب الإيمان تا تهدّم حيطان البلاده. ما بترْفع عيونك إلا لفوق تا تمجد الله والكلمه… وتا تصلي لسيدة الحصن. هيك بعرفك وهيك عرفتك. وكل كلام تاني ما إلو معنى. أنا كلود ناصيف حرب سميتني سيدة الحنين، وأنا بسميك سيّد الكلمة وما حدا متلك. بشكرك عا كل شي يا أمير الأمرا. هيدي شهادتي فيك وما بقدر كافيك.
بحتار كيف بقدمك: كاتب قصة؟ لأ. مفكر في معبد الروح؟ كمان لا… مؤرِّخ؟ قليله عليك صفة مؤرخ… إعلامي؟ لأ. شاعر لأ. عدة شعراء؟ أكاديمي؟ كل هالصفات إنت بتجمعها، ومنحتار كيف منسمّيك… 30 كتاب بأقل من 5 سنوات. إنجاز غير مسبوق يمكن بتاريخ الأدب، وهوي برسم المؤسسات والمؤرخين والدارسين للأدب، والنقاد اللي بيكتبو إنو النقد مش موجود. ومن حقك تسأل: وين النقد؟ وين الناس اللي بيعرفو الحقيقة وبيعترفو فيها؟ ويمكن كمان تسأل: وينيي الدوله؟… كتيري الأسئلة وقليلة الأجوبه وإنت بتمشي بالليل وبالنهار، بتضوي شمعة تا تكسر الظلام وبتقول: شمعة زغيره فيها تنور العالم.
كلنا منحييك يا عبقري لبق من بلادي. والكتاب اللي كتبتو عنك أقل شي بيقدر إنسان يقدمو لإنسان آخر تا يعترف
بفضلو وبجميلو، وفي ناس عم بتشوف، وما حدا في يطْفي شمعة الدويهي اللي رح تضوي عا طول. بشكرك عا محبتك إلنا، وعلى رعايتك للمبدعين، ووقوفك معنا ضد العواصف والرياح… ويا ريت هللي بيحكو كتير بيحكو شوي عن 30 كتاب، عن إبداع الدويهي، عن المعجزة اللي خلقتْ بأستراليا وعرفو فيها بكل العالم، وعن شُعرا وأدبا عم يكتبو متل الدويهي وبيعتزو بمدرستو وطريقتو. عن تنوع الدويهي اللي ما حدا قدر يحققو قبل الدويهي. الإنسان العادل بيشوف المنيح الموجود، قبل كل شي وقبل أي كلام آخر.
ألف تحية لإبداعك لمحبتك، لسهرك، لمعاناتك، لشعورك بالخيبه والاحباط، لشعورك بالانتصار، لإصرارك على المتابعه، لأنك بتقول الحقيقة وما بتقول حرف زايد عن الحقيقة، ولأنك ما بتقول حرف ناقص عن الحقيقه.
تكريمك الليلة يا جميل الغالي عرس التواضع. ضيوفك من كل مطرح لابسين تياب العرس وانت لابس أناقة الانتصار ع كل شي، وتا تضل الكلمة بخير لازم تبقى بخير لأنك بتحب الخير.
إنت تحديت التجاهل بالمعرفه. كنت الاصيل والاصيل ما بيتغطّس بماء الدهب لانو هوي الدهب. افكار اغترابية مشروع رجل ورجل مشروع. وآخر احصاء للسكّان بيقول انك واحد واكتر من واحد. انك سيّد الكلمه اللي ما حدا بيشبهو. والكلمه متل الشمس بدا تضل تضوي. عا جبينك بدها تضوي. عرفْتك باحترامك بحكمتك بكرَمك ونُبل اخلاقك وسمَّيتك جميل الخَلق والخُلق وهيك بيلبقلك… الكلمه إلك يا سيف الكلام.
د. جميل الدويهي
في كلمته التي ألقاها في المناسبة شكر الأديب د. جميل الدويهي الأديبة كلود ناصيف حرب وأهدى التكريم إلى عقيلته المبدعة مريم رعيدي الدويهي، وقال:
بحتار كيف بشكرك يا أديبتنا كلود، سيدة الحنين، بشكرك لوفائك، لمحبتك، لسهرك وصبرك وعملِك المتواصل، للكتاب الجميل اللي هوي كتابك التالت. صحيح ما هوي تأليف، بل هوي توثيق لمرحله مهمّه من حياتي، مرحلة تأسيس مشروع أفكار اغترابية، مشروع العطاء، والكتب اللي بتشي عالأرض وبتفرش نورها. مشروع 30 كتاب بأقل من 5 سنوات. والله يعطينا تا نضل نعطي.. ونثبت للناس إنو كلمة أديب وكلمة شاعر وكلمة مفكر ما هني للتباهي بل هني بالعطاء الجميل اللي بيبقى للأجيال.
في كتار سألو عن التكريم. وهوي تكريم مؤجل من أكثر من سنتين، وكان حديث بهاك الوقت بين الأديبة كلود ناصيف حرب ورئيس المجلس الأسترالي اللبناني غازي قلاوون بها الموضوع، وكنت دائماً ابتعد عن الفكرة، لكن للهروب حدود. وهلق أنا معكم عم إتكرم، بوجودكم، بمحبتكم، بفرحكم إلي. وبدي قول كلمه هيي كلمة حقيقة، نحنا منقدر نجمع 400 شخص بالصالة، ومنقدر نكون لجنة تكريم من 200 شخصية في أستراليا والعالم، لكن بطلب مني كان هالتكريم بدعوات شخصية وخاصة… والتكريم هوي حفل عائلي، بسيط، عفوي. ولأنو إنتو الأساس مش أنا، كل تكريم ما بتكونو موجودين فيه بيكون مش تكريم.
هيدا التكريم بيتخطى الشكليات، الكتب هيي أوسمة، ونحنا قدرنا نعمل المعجزة، وما في مؤسسة قدرت تقدم للجالية 30 كتاب بأقل من 5 سنوات إلا نحنا، وكتُبنا متنوعة مش بموضوع واحد، من رواية إلى قصة قصيرة إلى شعر بأنواع 8 إلى الفكر، فالتأريخ والأعمال الأكاديمية باللغتين. وهلق مش رح ينحكى عن هالإبداع لظروف كلّكم بتعرفوها… وبحب تسمعو هالكلام.: نقطة المي بتحفر عالصخر وبتحفر للخلود. بس الكتيبه عالمي بتنمحى وبتروح.
بشكركن جميعاً، بشكر أعضاء اللجنه، واسمحولي إهدي هالمناسبة وهالتكريم لسيدة تعبت معي، ورافقتني بالليالي الصعبة والتهجير المتواصل، وبالصبر والإيمان، السيدة المبدعة مريم رعيدي الدويهي. مريم… التكريم إلك مش إلي… وهيك بخبّرك يا رفيقة العمر الصعب، العمر اللي زرعنا فيه وردتين، وسقيناهن من دموع المبدعين…