بمشاركة 90 شاعرًا وحضور وزير الثقافة التونسي وسفير الإمارات

حبيب الصايغ يفتتح أيام قرطاج الشعرية

 الصايغ مفتتحا أيام قرطاج الشعرية (1)

افتتحت الدورة الثانية من “أيام قرطاج الشعرية” في قاعة الأوبرا بمدينة الثقافة في العاصمة تونس، حيث تمتد من 22 إلى 29 مارس الجاري بمشاركة 90 شاعرًا من تونس والوطن العربي وأفريقيا وأوروبا، وذلك بحضور الدكتور محمد زين العابدين وزير الشؤون الثقافية التونسي، وراشد محمد المنصوري سفير الدولة في تونس، إلى جانب عدد من الوزراء والسفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية، وحشد من المثقفين والأدباء والشعراء التونسيين والعرب، وممثلي وسائل الإعلام الوطنية والعربية. وكذلك بحضور عدد من رؤساء الإتحادات العرببة: د.علاء عبدالهادي رئيس اتحاد كتاب مصر، يوسف شقرة رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين، سعيد الصقلاوي رئيس الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، د.مبارك سالمين رئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، د.محمدو أحظانا رئيس اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين، ود.خليفة أحواس رئيس رابطة الأدباء والكتاب الليبيين.

واعتبر وزير الشؤون الثقافية التونسي لدى إعطائه إشارة انطلاق هذه التظاهرة أن تأسيس “أيام قرطاج الشعرية” يعد مكسبًا من أهم مكاسب تونس اليوم،  وهو يكرس مبدأ “ديمقراطية الفنون”، حتى لا تبقى أيام قرطاج حكرا على السينما والمسرح والموسيقى.

من جانبها، ثمنت مديرة “الأيام” الشاعرة جميلة الماجري تأسيس هذه التظاهرة التي تجسد مقولة “الشعر أعلى مراتب الأدب”، مثنية على إيمان تونس بأهمية هذا الفن وتحقيقه حلم أجيال من الشعراء التونسيين، ومشيرة إلى عراقة تونس وثراء تاريخها الحضاري، وقالت إن تونس الزيتونة والقيروان وقرطاج، وتونس ابن رشيق والحصري وابن منظور تحتفي اليوم بالشعر والشعر احتفاءها بالحياة، واعتبرت أن تزايد جمهور الشعر وحركية الترجمة دليل على أهمية الشعر ودوره في زمن طغيان التكنولوجيا.

بعد ذلك افتتح الشاعر الإماراتي الكبير حبيب الصايغ الأمين العام للإتحاد العام للأدباء والكتاب العرب أيام قرطاج الشعرية المشتملة على عشر أمسيات شعرية، بمشاركة تسعين شاعرا من تونس والوطن العربي وافريقيا واوروبا، بكلمة موجزة ركز فيها على أن تونس بدأت احتفالاتها بكونها عاصمة للثقافة الإسلامية لسنة 2019 وهاهي اليوم تستضيف عشرات الشعراء من الوطن العربي والعالم على مدى أسبوع ضمن أيام قرطاج الشعرية، قائلا: هذا وطن يعتز بالثقافة والشعر. هذا وطن جدير بالحياة.

وبدأ حبيب الصايغ قراءات المهرجان الشعرية بقصيدته “إلى بدر شاكر السباب في ذكراه الخمسين” التي قال أنه تذكر بها السياب على طريقته، ويرى أنها تصلح لتكون تحية لكل الشعراء الحاضرين والغائبين، وقد جمعت، في تركيب صعب لكنه سلس ومتدفق، بين مناخات شعرية عدة، واستحضرت أسئلة تتصل بالراهن العربي على المستويين السياسي والثقافي، في شكل حوار مع الشاعر الراحل بدر شاكر السياب.

ومما قال في القصيدة:

بعد خمسين عاما من الموت

ماذا يريد المدثر بالشعر؟

ماذا يشخبط بالضوء في عتمة القبر

مرت سحابته بين عينيه فاستيقظ الدود

قال أحاور معناي من بعد خمسين عاما

فلم يجد الظل في موضع الظل،

حاول أن يستعيد الكتابة لكنه لا يحس الكناية في نفسه، وله سبب كامن في مساء السنين الذي يتوالى على الموت كالدمع، دمع القلوب.

إلى أن يقول مخاطبا السياب بأسئلة من نوع: 

إذا كنت أحببت ليلى كمجنونها

فكيف تحملت خمسين عاما

وأنت تسافر في الموت من دونها؟

وصولا إلى السؤال الأخير الذي اختتم به القصيدة:

ما هو رأيك يا بدر

في وحشة القبر 

أقصيدةً تفعيلة أم قصيدة نثر؟

وقد رأى الحاضرون من النقاد والشعراء أن قصيدة الصايغ في السياب، التي كان الممثل  والمخرج العراقي الدكتور حسين علي هارف أستاذ الفنون الجميلة في جامعة بغداد قد حولها إلى ميلودراما افتتح بها مهرجان المربد في البصرة (2018) تؤسس لمرحلة جديدة من الحداثة الشعرية العربية تنحو نحوا مفارقا نحو تجريب كأنه نحت في اللغة والمضمون والشكل، مع جرأة في تطويع الشعر والنثر، بما في ذلك الخبر الصحفي الإعتيادي، ليكون عنصرا حيا وفاعلا في حركية القصيدة.

وبين الشعر والموسيقى تحول فضاء مسرح الأوبرا في مدينة الثقافة بتونس إلى منتدى شهد مراوحات بين الشعر والعزف والغناء مع فرقة الوطن العربي للموسيقى بقيادة المايسترو عبدالرحمن العيادي، حيث توالت القراءات الشعرية من الشعراء محمد الغزي / تونس، وسامي مهدي/ العراق، وجاسم الصحيح/ السعودية، وراشد عيسى/ الأردن، وشميسة النعماني/ سلطنة عمان.

اترك رد