ديوان “ضوع الياسمين” للشاعر الأستاذ الدكتور “محمد توفيق أبو علي ”
هو كلمات لشاعر امتلك ناصية اللغة فما استعصت عليه بل انقادت مطواعًا
وأشرقت بين يديه ياسمينًا نديًا يبلسم القلوب المثخنة بجنى القطاف ويروِّي النفوس العطشى لمساحات الضوء في قتامة الغروب.
وصلنا “ضوعُ الياسمين”
كلماتٍ تنتهك حرمة الغفلة
تمعن في استثارة الخيال
تحفِّز الروح على وشم
ضلَّ عنه طريق الغياب
*
حرفًا اكتسى بخجل الشفق
تضوَّع بعطر الطفولة
تماهى والربيع
ونفوسُنا ركنت لنبضات القلب
لا احتسابَ للسنين
*
وصلنا من الضَّوع
حرفٌ يسكنك اللحظة
وتحذر أن يفارقك
أبد الآبدين
*
كلماتٌ تناغي نسيج الدهشة
تتحاور في لا وعينا
شغفًا لروض من نرجس
لغصن زيتون
لطوق الحمام الزاجل
وتسبح المقل في البعيد
*
في “ضوع الياسمين”
ننتظر شاعرنا ” محمد أبو علي “
ذاك المتفتح
على ركام العمر
يحيكها قصورًا من بخور
نلاحقها كما الفراشات
عطشى للنور
كما النحل ورحيق الزهور
*
سردٌ أم شعرٌ
تؤرقك الحيرة الشذية
لتجد نفسك تهوِّم
في المتاهة
تكتنفك بلورات من ألق خفي
يراود النفس المثقلة
ينزع عن المقل ضبابيات التأريخ
وتصيبك العدوى
وتهرع خلف الكلمات
تتسابق والأحلام
وشوشات وشوشات
*
لغةُ هذا الضَوع
تمتطي ذرى المستحيل
دربُها مترعة بأغاريد حيية
تطال العلياء بألق الزنابق
تكتنز غفلة النسائم
لتتورد حياء
*
تنصت لها الروح
تنبض كما الياسمين
يهمس
تتشظى له النفس وتستفيق
على رعشات الحنين
والصهيل يُدَوِّي
وقعُهُ أمسى غييمات
جاور شلحات البريق
في العمر المديد
*
سردٌ كما “ألف ليلة وليلة “
“شهريار” عاشق ولهان
فيلسوف من زمن “سقراط”
يخاطبنا بانتماء للغة
تمرَّست بالبديع
وروت عن “إيزيس”
خيلاء “شهرزاد”
تسدل إزارها
ترفل غنجًا بعبير
برقة الحرير
*
حروفٌ انضوت في قيد اللغة
جدائلَ عمر فتي
آسرةً كل قارئ عتيد
آخذةً بأكفه الحيرى
تتمسك بسرب طيور
وتتفلت من بين أصابعه
وشمًا لحلم لذيذ
*
هذا الديوان ، باقاتٌ
تحار فيها العقول
ارتقت عن تيك الأساليب
قيود قيود
ملَّت القيود
مارد يهوي ومردة تستفيق
ووفرة العقول تلملم الدلالات
من حضن المروج
*
“ضوع الياسمين” نسائم عذاب
أغرتها الحرية
نشدت إقالة التسميات
وهجعت بالنشيد
ولهى، وعلى رسلها
كل قارئ بعيد أو قريب !!
فمرحى بديوان “ضوع الياسمين” للعميد الدكتور “محمد توفيق أبو علي “.