ندوة حول كتب الأب مارون الحايك الأنطوني في المهرجان اللبناني للكتاب- أنطلياس

تتطلب عرض الشرائح هذه للجافا سكريبت.

في إطار المهرجان اللبناني للكتاب السنة الثامنة والثلاثون 2019 – دورة المعلم بطرس البستاني،  نظمت الحركة الثقافية- أنطلياس ندوة حول كتب الأب مارون الحايك الأنطوني  شارك في فيها : الأباتي أنطوان راجح (الخوري أنطون يمين)، الناقد إيلي الحجل (الشاعر فؤاد رفقة)، الأديبة إقبال الشايب غانم (الروائي بطرس خواجة)، الشاعر ريمون شبلي (ألوان هاربة- أقاصيص).  قدم لها إيلي ريمون الحجل. في ما يلي نصوص الكلمات:

ايلي ريمون الحجَل

          أيُّها الأعِزَّاءُ؛ خَسَـارَةٌ، في زَعْمِنا، لِكُلِّ مَنْ ظَمِئَتْ نفْسُهُ إلى مُلاقـاةِ تجرِبَةِ “فُؤاد رِفقَة” الشِّعْرِيَّـةِ، ألاَّ يَحنُوَ عَلى كِتـابِ “الشَّاعِـر فُؤاد رِفقَة ـمِن الضَّبابِيَّةِ إلى النُّورانِيَّةِ”، الصَّادِرِ، حَدِيثًـا، عَنْ “دار نِلسُن”، للأبِ “مارُون الحايِـك”، بِوَصْفِهِ مَنهَلاً نقْدِيًّـا، عَذبًـا، يَرتَوِي، مِنْ فَيْضِهِ، القارِئُ المختَصُّ، الباحِثُ عَنْ مُقارَبَةٍ نقْدِيَّـةٍ، عِلْمِيَّةٍ، شامِلَـةٍ، تَتَناوَلُ، في طَيَّاتِها، مُنْجَزَ “رِفقَة” الشِّعْرِيَّ، والإبْداعِيَّ، عُمُومًـا…

          وعَلى أيِّ حَـالٍ، فإنَّنا إزاءَ كِتابٍ جَديـدٍ لا يَدَّعي، فِيهِ، صَاحِبُهُ، التَّأسِيسَ لِفُتُوحَـاتٍ نقْدِيَّـةٍ، غَيرِ مَسْبوقَةٍ، بِقَدْرِ مَـا يَسْعَى، مِنْ خِلالِهِ، إلى تَعْرِيـفِ القارِئِ بإنتاجِ “رِفقَة” الشِّعْرِيِّ، وبمـا تَسْتبْطِنُ أرْحَـامُ هذا الإنتاجِ، مِنْ أبعَـادٍ، وآفـاقٍ، ومِساحَـاتٍ عَذْراءَ، لا يُجِيدُ التَّعامُلَ مَعَها إلاَّ مَنْ تَوافَرَتْ لَدَيْهِ، كالأبِ “الحايِك”، ثقافةٌ نقْدِيَّـةٌ، ولاهُوتِيَّةٌ، وفَلْسَفِيَّةٌ، ومِيثُولُوجِيَّـةٌ، عابِـرَةٌ لِلْحُدُودِ، والحضَـاراتِ… لذلِـكَ، فإنَّ مَـا يَلْفِتُ القارِئَ، أوَّلاً، في كُلِّ مَـا يخُطُّـهُ الأبُ “الحايِك”، عَلى امْتِدادِ صَفحَـاتِ الكِتابِ، وَداعَةٌ، وبَسَاطةٌ، إلى جانِـبِ “عِفَّةٍ فِكْرِيَّـةٍ”، تُسْبِغُ على كُـلِّ حَرْفٍ، وكُلِّ فِكْرةٍ، مِقْدارًا كبيرًا مِن الشَّفَافِيَةِ، والصَّفاءِ، كأنَّمَـا الكِتابُ مِرْآةٌ لِشَخْصِيَّةِ مُؤلِّفِهِ الطَّافِحَةِ بالوِدِّ، والشَّفَافِيةِ، والوُضُوحِ…

          أيُّهَا الأعِزَّاءُ؛ لم يُخْفِ الكاتِـبُ، في مَـا نضَحَتْ بِهِ فُصُولُ الكِتابِ، حُبَّهُ لِشِعْرِ “رِفقَة”، ولا انحِيَـازَهُ لَهُ، إلاَّ أنَّهُ، في المقابِلِ، لم يُطِلَّ عَلَيْنا بِوَجْهِ المرِيـدِ، أوِ المعْجَبِ المتحَزِّبِ، المتَعَصِّبِ، أوِ المادِحِ المغالي، فَلَمْ يُسْقِطْ، مُطلَقًـا، سِلاحَ الموْضُوعِيَّةِ، والتَّجَرُّدِ، والأمَانةِ النَّقْدِيَّـةِ، طِيلَةَ رِحْلَةِ تَصَدِّيـهِ لِقَوْلِ “رِفقَة” الشِّعْرِيِّ، كمَـا تجلَّى في فَضاءاتِ دَواوِينِهِ، بَلْ، لم يَتَوانَ الكاتِبُ في خَوْضِ مُغـامَرَةِ الغَوْصِ، والتَّنْقِيبِ، والمسَاءَلَـةِ، وعَقْدِ المقارَنـاتِ، وتَظْهِيرِ مَواضِعِ التَّناصِّ، حَيْثُمَـا بَـانَ لَهَـا أثرٌ، أوِ انكَشَفَتْ لَهَـا قَرِينةٌ…

          هـذا كِتابٌ، اخْتارَ صَاحِبُهُ الإبحـارَ، عَبْرَهُ، في مُحِيطاتِ “رِفقَة” الشِّعْرِيَّةِ، إبحارًا حُرًّا، طَلِيقًا؛ وهوَ، وإنْ كانَ، في مَـا كَتَبَ، هُنا، غَيرَ مُلْتَزِمٍ حُدُودَ مَنْهَجٍ نقْدِيٍّ، بِعَيْنِهِ، بَيْدَ أنَّهُ مَا نأَى، بِقَلَمِهِ، عَنْ مَعَاييرِ النَّقْدِ الموْثُوقِ، ومَنْهَجِيَّةِ الممَـارَسَةِ التَّحْلِيلِيَّةِ، والتَّأوِيلِيَّةِ، المحكَمَةِ، مَعَ الإقْدامِ المدْرُوسِ عَلى “اقْتِرافِ” القَلِيلِ، جِدًّا، مِن “النَّقْدِ الانطِباعيِّ” الخالِصِ، الَّذي لم يُجَافِ، فِيهِ، “رُوحَ” النَّقْدِ العِلْمِيِّ الصَّارِمِ، بَلِ اغتَنَى، في رَأيِنا، مِنْ تُراثِ مَدْرَسةِ “مارُون عبُّود” النَّقْدِيَّةِ، واختَمَرَ، جيِّدًا، بإسْهامَاتِ أمْثالِهِ، مِنْ رُوَّادِ هذا المذهَبِ النَّقْدِيِّ، الممْتدِّ، عَمِيقًا، في جُذُورِ ذائقَتِنا النَّقْدِيَّةِ…

          لَقَدِ اقتَفَى الكاتِبُ آثـارَ الأطْيافِ الَّتي ظَلَّلَتْ مَصَادِرَ إلهامِ الشَّاعِرِ، تارِكةً بَصَمَاتِها في جَسَـدِ قَصِيدَتِهِ، ورُوحِها، فانصَرَفَ، لأجْلِ هذهِ الغايَـةِ، إلى اسْتِحْضارِ “آبـاءِ” قَصِيدَةِ “رِفقَة”؛ وفي طَلِيعَتِهِمْ: هايْدِغر، والقِدِّيسُ أوغُوسطِينُوس، وهيغِـل، وهلْدرْلن، والمسِيحُ، ونوفـاليس، والقِدِّيسُ يُوحَنَّا، وريلْكهْ، وآخرُونَ… سَعْيًا إلى صَوْغِ وَعْيٍ نقْدِيٍّ أعْمَقَ بفَلْسَفَةِ الرُّؤيَا الشِّعْرِيَّةِ، وفَرادَتِها، وكَيْفِيَّةِ تَشَكُّلِ عَوالِمِها، عِنْدَ “رِفقَة”… كذلِكَ، مَثَّلَتِ الأساطِيرُ، والميثُولُوجْيا، عُمُومًا، إحْدَى الأدَواتِ النَّقْدِيَّـةِ، والمعْرِفِيَّةِ، الَّتي اسْتعَـانَ بهـا الكاتِـبُ، في مَسْعَـاهُ الحثِيثِ إلى بَلْوَرَةِ قِراءَةٍ “عَمُودِيَّـةٍ”، مُتقَدِّمَـةٍ، تُوغِلُ في مَدْلُولاتِ الرَّمْزِ، وتختَرِقُ “حَصَانـةَ”الأقْنِعَةِ، باتِّجَـاهِ اصْطِيَادِ “مَعَاني المعَاني”… [= أورفيُوس، بْرُومِيثيُوس، سِيزِيف، الإله تمُّوز…]…

         اِجْتهَدَ الأبُ “الحايِك” في اسْتِنْطـاقِ المسْكُوتِ عَنْهُ، وفي إفْشَاءِ المضْمَرِ، في واقِعِ عَلاقَةِ الشَّاعِرِ بِمُثَلَّثِ: الموْتِ، والزَّمَنِ، والوُجُودِ، كاشِفًا، بِذلِكَ، عَنْ مِحْنةِ الشَّاعِرِ الكُبرَى، في مَخَاضِ البحْثِ المضْنِي عَنْ مَعْنى الحيَـاةِ، وغائيَّتِها، فَضْلاً عَنْ مَاهِيَّةِ جَدْوَى الإنسَـانِ فِيهَا… هذا الأمْرُ تَزامَنَ مَعَ دَأبِ الأبِ “الحايِك” عَلى رَصْدِ أهَـمِّ مَلامِحِ “الحالَةِ الصُّوفِيَّةِ”، ومُعَايَنَةِ مُسْتوَيـاتِ حُضُورِهـا، وخارِطَةِ انتِشارِهـا، في مُتُونِ قَصَائدِ “رِفقَة”، عُمُومًا، وفي ثنايَا دَواوِينِهِ المخْتلِفَةِ…

          أيُّهَا الأعِزَّاءُ؛ وَدِدْتُ لَوْ أنَّ الأبَ “الحايِـك”، في مَعْرِضِ حَفْرِهِ المتقَنِ في طَبَقَـاتِ دِيوانَيْ “رِفقَة”: “عَلامَـاتُ الزَّمَنِ الأخِيرِ”، و”أنهـارٌ بَرِّيَّةٌ”، قَدْ طَرَقَ بَـابَ الشَّاعِرِ “خَليل حَـاوِي”، وَوَلَجَ، مَعَ الاثنيْنِ، مَداراتِ الكَشْفِ عَنِ المشتَرَكِ بَينَهُمَـا، والمؤتَلِـفِ، عَلى صَعِيـدِ: الرُّؤيَـا، والمعَاناةِ الوُجُودِيَّةِ، وانكِسَاراتِ الذَّاتِ الشَّاعِرَةِ، ولُغةِ الرِّثـاءِ، والفَجِيعَةِ، والعَجْزِ… لأنَّ، بَيْنَ الشَّاعِرَيْنِ الكبِيرَيْنِ، جِسْرًا “رُوحِيًّـا”، لَنْ يَخْفَى وُجُودُهُ عَلى ناقِـدٍ حَصِيـفٍ، خَبِيرٍ، مُتَمَرِّسٍ، كالأبِ “الحايِك”… يَكْفِي، في السِّياقِ عَيْنِهِ، أنْ نحْدُسَ في العَلاقَةِ “الضَّبابيَّةِ” المحتَمَلَةِ، بَيْنَ اخْتِيَـارِ “بَيْدَر” اسْمًا ثانيًا، مُسْتعارًا، للشَّاعِرِ “فُؤاد رِفقَة”، واخْتِيارِ “بَيَادر الجوع” عُنْوانًا لأحَدِ أهَمِّ دَواوِينِ الشَّاعِرِ “خَليل حَاوِي”؛ مِنْ غَيرِ أنْ ننْسَى، أيْضًا، تأثيرَ “البِيئةِ الإيديُولُوجِيَّةِ” الواحِدَةِ الَّتي احْتضَنَتْ بِداياتِ الشَّاعِرَيْنِ؛ لِكَيْ تَسْتوِيَ فَرْضِيَّتُنا، ويَسْتقِيمَ زَعْمُنا، ويَرْتقِيَ شَكُّنا مِعْراجَ اليَقِينِ…!!

          وَدِدْتُ، أيضًـا، لَوْ أنَّ الكاتِـبَاسْتمْهَلَ قَلَمَهُ الثَّاقِـبَ، لِلوُقُوفِ، قَلِيـلاً، عِنْدَ بَعْضِ الصُّوَرِ الجمِيلَةِ، والصِّياغاتِ البَدِيعَةِ، لا سِيَّمَا تِلكَ الَّتي يحفِلُ بها دِيوانُ “جَرَّة السَّامِرِيِّ”، مِنْ أجْلِ الكلامِ عَلى عَناصِرِ بِنيَـةِ اللُّغةِ الشِّعْرِيَّـةِ، فِيهَا، وتِقْنِيَّـاتِ التَّعْبيرِ الفنِّيِّ، وجماليَّـاتِ البلاغةِ، وكِيمْيـاءِ المباني/والمعَـاني، وكثافَةِ الدَّلالاتِ، وقُوَّةِ الإيحـاءِ… [= قَمِيصُهُ تجـاعِيدُ الأرْضِ، / حِذاؤُهُ شُقُوقُ الأزْمِنَةِ…]… ولَعَلَّ عُذْرَ أبِينَـا “مارُون”، هُنـا، أنَّ الدِّراسَةَ الأسْلُوبِيَّةَ تحتَـاجُ، رُبَّمَا، إلى بحثٍ مُسْتقِلٍّ، وإلى كِتابٍ آخَرَ، قَدْ لا يَطُولُ انتِظارُنا إيَّـاهُ… والآمَالُ كُلُّها، في ذلِكَ، مَعْقُودةٌ، أيُّهَـا الأعِزَّاءُ، عَلى هِمَّةِ الكاتِـبِ، وعَزِيمتِهِ…

          وبَعْدُ، فإنَّ مَـا يجمَعُ الكاهِنَ، والشَّاعِرَ، بَهَاءُ الكلِمَةِ، وشَرَفُ خِدْمَتِها… ومَـا أحْوَجَ حَضارَتَنا العَرَبيَّةَ، اليَوْمَ، إلى شاعِرٍ يخدُمُ الكلِمَةَ، وناقِـدٍ يُعِيدُ إلَيْها الجلالَ، والكرامَـةَ، ويَنْفُخُ فِيها رُوحَ المجْدِ، والمهَابَةِ…!! وهـذا، تمامًـا، مَـا تجهَدُ، في سَبيلِهِ، “الحرَكةُ الثَّقافِيَّةُـأنطِليَـاس”، مُنذُ فَجْرِ تأسِيسِها، قَبْلَ أربَعِينَ عَامًـا… ومِنْ عَلى مِنْبرِ هذهِ “الحرَكةِ”، ألْفُ تحِيَّةِ إكْبارٍ إلى أبِينـا “مارُون” الحائِكِ، عَلى نَوْلِ الكلِمَةِ المصَفَّـاةِ، نَسِيجَ خِطـابٍ نقْدِيٍّ عَرَبيٍّ، نفْخَرُ بِهِ، ونشْهَدُ عَلى كفَـاءَةِ صَاحِبِهِ، وأصَالَـةِ فِكْرِهِ، ورَأيِهِ، وحِبْرِهِ…

 الأباتي أنطوان راجح

الخوري أنطون يميّن (الشبابيّ)، باحثًا، مترجمًا، شاهدًا

إنّ من نصيبي أن أضيءَ، ولو سريعًا، أي بظلمِ الإيجاز، على كتاب الخوري أنطون يميّن (الشبابيّ)، باحثًا، مترجمًا، شاهدًا، الذي أصدرَه أخي الأب مارون الحايك، وحفظت حقوقَه رعيّةُ مار يوحنّا – المعمدان، بيت شباب.

وكم أرتاحُ لهؤلاء الكهنة الذين لم يكتفوا بخدمة زمانِهم، بل أضاءوا زمانَنا والآتي بذخائرِ علمهم وجهدِهم، ارتياحي لمن يكتبُ عنهم ويشيدُ بمآثرهم، في زمن يندرُ فيه من يكتبُ عن زميل له بغير ذمّ، أو من دونِإشارة الى مكامنِ ضعف، في تدليلٍ مبطّن ومكروه الى تفوّق ذاتيّ مزعوم. فإنّي أفرحُ بما اكتشفتُه عن الخوري يمّين، فرحي بأخي الأب مارون الذي عرّفني اليه، بأسلوبِه الشيّق وتعابيرِه النبيلة، الدقيقة والأنيقة. فلم يكتف الأب مارون بمجرّدِ السرد والعرض، بل ضمّنَ كتابَه تقويمًا وتوصيفًا يوفّر علينا عناءَ التفكير الصارم، إذ تُراه يصيبُ ويُقنع، فتقرأُ الأصلَ لتجدَ التصنيف الملائم للنهج وللأسلوب.

  ويبقى الانسانُ عمادَ البحث والكتابة في عمارات الكاهنين. إنّ الكلماتِ عندهما معبّأةٌ بالروح، وليست مجرّدَ بيانٍ لإقناع بارد. هناك علاقةٌ داخليّة عميقة تحازي التنقيبَ والتفتيش والتأليف، فينقلان الكلمةَ حُبلى بالحياة، ملأى بالنور والحرارة، تمليها عريكةُ محبّةِ كهنوتِهما. لقد أخذا بوصيّة رسولِ الأمم الى فيليبّي: “اهتمّوا بكلّ ما هو شريف، وبكلّ ما هو مستحبّ وحَسَنِ السّمعة، وما كان فضيلةً وأهلًا للمديح”. إنّ الكاهن الباحث يقوّي ببحثه جهازَ مناعته ضدّ الأمور الدنيويّة ورتوبِها، فلا يرتوي، بل يفيضُ بلا كلل، لأنّ نفسَ المتشبّه بالله، الباحث الأوّل عن الانسان، لا تَتعب ولا تُتعب .

 فقبل أن أوجزَ بعضَ ما كشفه الأب مارون عن الخوري يمّين، بلا دسّ أو تحريف، يهمّني أن أؤكّدَ للأب مارون إكباري فيه قدرَهُ وترفّعه عن الإبتذال، وليس في تأكيدي أيِّ إغراء أو إطراء، أو أيِّ ارتهان أو مسايرة. فإنّي من المعجبين بتآلف مباني كتبِه مع معانيها، وباختيارِه ألفاظَه يصوغ إيقاعاتِها بصفاء المعنى ووضوح العرض، ومن المكبرين خصوصًا أبحاثَه وفلفشاتِه وإيجاداتِه، وكأنّه يحملُ ذاك الميزان الذي يدلّ على الكنوز بتقنيّات معيّنة، فتراهُ يستخرجها ليغذّينا كلَّ حين بنتاج مفيد، يرصفُه فوق  ما يربو على الاربعين ونيّف، والآتي أكبر.

ها هو يعرّفنا في هذا الكتاب على الخوري أنطون يميّن، من مواليد بيت شباب سنة  1876، ويجمع مؤلّفاتِه المطبوعة. فإنّ بحوثَ الخوري يميّن المنظورةَ عشرون، يقول. لقد ترك عشرين كتابًا ومخطوطًا، فيها التاريخ واللغة والتربية المدنيّة. فيها التأليفُ والترجمات والمختصرات. ومن أبرز المؤلّفات كتبِ الحرب العالميّة الأولى، وكتاب “القاموس” القضائي-السياسي-التجاريّ. فهو كان باحثًا في أمورٍ انسانيّة ووطنيّة، ومعرِّبًا حضارة فرنسا، وشاهدًا لمأساة عايشها مع الشعب اللبناني. ولا غرو، فقد أتقن اللاتينيّة، وعشق بناتها، (والتعبير للأب مارون)، الفرنسيّة والايطاليّة والاسبانيّة والبرتغاليّة، وأتقن العربيّةَ التي علّمها، والسريانيّةَ التي كتب وصلّى بها.

ولعلّ ما يصلحُ إبرازه نموذجًا لكتابات الخوري يمّين، ما دوّنه في تقديم كتب الحرب العالميّة الأولى، وفيها من الأدب، والتاريخ، والوجدان، والتأثّر…إلخ. فأربع ُسنوات استمرّت كارثةً وكابوسًا على اللبنانيّين، أرّخها الأب يميّن في جزئين من كتابه “لبنان في الحرب” بالعربيّة، وفي كتابه “أربع سنوات من المآسي” باللغة الفرنسيّة، وغدت مرجعًا أساسًا لكلّ باحث يريد أن يجد.

نقرأ ممّا كتبه في المقدّمة: “أذكرونا أيّها الأحياء” هذا هو الصوتُ الذي يرنّ صداه في أوديةِ لبنان، من شرقيّه الى غربيّه، ومن شماليّه الى جنوبيّه. صوت صارخين من بطون الوحوش ومن أجواق البوم والغربان “أذكرونا أيّها الأحياء”. نحن لبنانيّون مثلَكم، نحن ضحايا المظالم، مظالمِ الأتراك السفّاحين. نحن ضحايا المطامع، مطامعِ الأغنياء الظالمين الذين احتكروا قُوتَنا، ومطامعِ المتموّلين القساة، الذين أقرضونا أموالهم بأفحش رباه، وسلبونا بيوتنا وأملاكنا، وقبضوا على أرواحنا. نحن ضحايا الجوع الفضّاح والأوبئة القتّالة. لم نرزق لسوء طالعنا من يَخيطُ أكفاننا، ولا من يدفنُ عظامنا، ولا من يحفر قبورنا، ولا من يبلّ ترابَنا بدمعة من عينيه. فقولوا عنّا على الأقلّ كلمةَ عبرة وذكرى.

“أبكوا وطنًا خلا من ذويه. أبكوا جسومًا ضاوية ملأت جثثها الطرقات والساحات والسهول والوديان. أبكوا الآباء يدفنون أبناءهم بأيديهم. أبكوا لبنان وأرزه وصخوره وينابيعه (…)”.

يتابع الأب يمّين: “سمعنا رنّةَ هذا الصوت الذي أصاب منّا الفؤاد، قمنا نلبّيه على علمِنا بقصر باعنا، غير هيّابين في سرد الحقيقة قوّة من باعوا دينهم بدنياهم”.

ترون معي أنّ الخوري يمّين كتبَ بحيويّة وتأثّر، وبمسؤوليّة وموضوعيّة، مستجمعًا الرؤى والسماع، ليفكَّ محتواهُما ويفضّ أسرارَهما، فربط الأفكار، عارفًا من أين ينطلق والى أين يصل. لذاجاءت كتاباتُه فريدةً في التوصيف، وجريئةً في الإصداع عن الرأي الخاص.  يقول فيه الأب مارون إنّه صوّر المشاهدَ وكأنّه رسّام يستعمل الريشةَ والألوان واللوحة، فعكس حقائقَ لن ينساها التاريخ ولا الأجيال المتعاقبة. وكتب على صعيد التربيةِ والتهذيب والأخلاق والتوجيه وسائر القضايا الانسانيّة والاجتماعيّة، وهو معلّمها في المدارس، ساكبًا في منهجيّته ثقافتَه الروحيّة واللاهوتيّة والفلسفيّة والسيكولوجيّة والاجتماعيّة.

إنّ نوعيّةَ كتب الخوري يميّن تغلبُ الكثرة، مع أنّه لم يقلّل في الإنتاج المتنوّع. فقد اختارَ موضوعاتٍ صعبةً، لا مجال فيها لإسهامات أو لتراكمات سطحيّة، نأى بنفسه عنها في كلّ كتاباته. يبقى أنّ ما كتبه عن أحداث الحرب، يُدمي كلَّ عين، ويجعلنا نحمد الله على ما نحن عليه اليوم، على الرّغم من كلّ الانكماشات والمحن. فعلّنا نتّعظ من مآسي ماضينا، فلا نكرّرُ زلاّتِه ولا نستجلب من يحكمنا ويتحكّم فينا بسبب انقساماتنا وعجزنا عن إدارة أنفسنا بأنفسنا.

رحم الله الخوري أنطون وكافأه على جهوده، وسلمت يداكَ وعيناك وقلبَك يا أخي الأب مارون. فإنّ ما تقفُ أوقاتَك وصحّتك من أجله، يفوق ويسمو على كل مساعي الظهور الخفيف والعابر التي يستشرسُ بعض فيها، ليرحلَ يومًا، بلا حلو طعم أو حسن ذكرى.

ختامًا، ها المئةُ تُطبق على نهاية تلك الحرب العالميّة المشؤومة، فنستحضرها اليوم، وكأنّنا ممّن عاشوا أحداثَها، والكلّ بفضل قلم الخوري أنطون، ويراعِك المبارك. إنّ أمثالكما لا ينهجون ثقافةَ الموقّت، ولا ثقافةَ المظاهر، ولا ثقافةَ الإساءة، ولا ثقافة النعت، بل حضارةَ المحبّة والحقيقة التي تُبرز مكانتَكما، بعلوّها وارتقائها، فهنيئًا لكما وهنيئًا لنا بكما، وشكرًا لحركتنا الثقافيّة-انطلياس على هذه الفُسحة المنصهرة في رقيّ برامجها، وللحضور الكريم على مشاركته.

ريمون شبلي

“ألوانٌ هاربةٌ”

من النّسيانِ إلى الذّاكرة!

شعبٌ بلا ذاكرةٍ يَبيعُ          تُرابَهُ .. ما هَمَّهُ ! يَضيـــعُ

                 تاريخُـهُ؟ فلا يَرفُّ لهُ  جَفْنٌ .. ولا تَلومُهُ الضّلوعُ !

*

 أيُّها الكرام،

إنّ الذّاكرتينِ الفرديّةَ والجَماعيّة، إنْ لم تُحْفَظا وتُحْمَيا وتُنشَّطا وتُلَمَّعا، مصيرهُما حفرةُ السُّقوطِ   والنِّسيان.. ويا لَلْوَيلِ بَعدَئذٍ ..!

***

“ألوانٌ هاربةٌ”  كتابٌ أُقصوصيٌّ أَصدرَه الرّاهبُ الأنطونيُّ مارون الحايك، في مئةٍ وسِتٍّ وعشرين صفحةً وسَطيّةَ القَطْع، ضمَّ ثلاثًا وعشرين أُقصوصةً ]التَزمتَ شَكْلاً بشرطِ عددِ الصّفحات، ما عدا اثْنتينِ تَجاوزتا العشرَ، وأربعًا جاءت أَقلَّ من صفحتين[.

فماذا عن العنوان؟

ليسَ سهلاً اخْتيارُه. هو ذو وظيفة. وقد يكونُ مِفتاحَ الكتاب.

وكلُّ كاتبٍ يَبحثُ عنه طريفًا، جميلاً، جذّابًا.. موضوعيًّا أو رمزيًّا… وبعضُهم يتعَمَّدُه مُبهَمًا!

والعنوانُ “ألوانٌ هاربةٌ” رمزيٌّ إيحائيٌّ. فإلى ماذا يُشير؟

“هاربةٌ” تَصِفُ الخبرَ “ألوانٌ” للمبتدإ “هذه” المحذوفةِ المقدَّرَة، والهروبُ هو للحيِّ لا لغيرِه. بهذا المزْجِ غيرِ العاديِّ أَنْسَنَ الكاتبُ “ألوانٌ” التي تدلُّ إلى المتعدِّدِ المتنوِّع من صُوَرِ الحياةِ والتي غَدَتْ تعني وجوهًا أو أحداثًا هاربةً من الذّاكرةِ إلى النّسيان، شاءَ الأبُ الحفاظَ عليها لتعلُّقِهِ بها، فقَبضَ عليها طامحًا إلى تخليدِها بالكلمةِ الخالدة.

وماذا عن عناصرِ العملِ القَصَصيّ؟

 تَرى القاصَّ، في الأقصوصة، مُحرِّكًا عملَه مُوجزًا فيه الكثيرَ من السّردِ والوصف والشّخصيّات والحوار …

وقد اسْتهَلَّ الأبُ الحايكُ كتابَه بستِّ أقاصيصَ ممتعةٍ، حَملَتْ مغازيَ وفوائدَ وعِبَرًا، وهي ذاتُ مَسْحةٍ مسيحيّةٍ عادَ فيها إلى القريةِ اللبنانيّة منذُ مطلعِ القرنِ التّاسعَ عشَرَ. والمغازي والعِبَرُ هي :

  • أنّ الحسدَ فالحقد، وكذلك التّطاولَ على المطران بالسُّخْرِ منه تَرتدُّ كلُّها إلى أصحابِها بغضَبٍ إلهيّ.
  • وجوبُ صونِ الكرامةِ والحرّيّة ومقاتلة المحتَلّ.
  • سماحُ القانونِ الكنسيِّ الجديد، منذُ ذلك الحين، بالصّلاةِ على جثمانِ المنتحِرِ ودفْنِه.
  • أنّ الحمارَ حيوانٌ ذكيٌّ وفيٌّ لأصحابهِ أكثرُ من النّاس.
  • أنّ للإيمانِ دورًا كبيرًا وفعّالاً في نفوسِ المؤمنينَ، وأنّ القدّيسَ جرجس هو “أقوى من الطّبيبِ والدّواء” (ص 31).
  • أنّ للغريزةِ الحيوانيّةِ حقَّها وتأثيرَها الشّديدَ في الإنسان، وهي في الحيوان أقوى وأشدّ (في الأقصوصة السّادسة “الثّور”).

يُذكِّرُني الأبُ الحايك، في هذه الأقاصيصِ السِّتّ، بالقاصِّ المعروف “البحرصافيّ” إميل يوسف عوّاد الذي تَناولَ القريةَ اللبنانيّةَ طبيعتَها وأهلَها وتقاليدَها وعاداتِها .. ولا عيبَ في هذا، فالأبُ هنا متأثِّرٌ لا مُقلِّد.. والفرقُ بينَهما ليس ضَيِّقًا.

أمّا الأقاصيصُ التي تَلَت أقصوصة “الثّور”، فمنها ما هو من السّيرةِ الذّاتيّة، ومنها ما هو أقاصيصُ؛ بعضُها جَرَتْ أحداثُه في لبنان، وبعضُها في فرنسا، وفي إيطاليا التي درسَ الأبُ مارون اللاهوتَ فيها مدّةً غيرَ قصيرةٍ (في روما).

فأقصوصةُ “الخوري والخوريّة” (51-67) مغزاها أنّ المرأةَ العاقرَ التي نَهشَتْها الغَيرةُ، ولو أنّها عميقةُ الإيمان، قد تقودُها غَيرتُها إلى الجنون.

وأقصوصةُ “حبُّها” التي جرَتْ أحداثُها في إيطاليا، مغزاها أنّ المرأةَ الإيطاليّة المتحرِّرة هي أكثرُ وفاءً من الرّجل لحُبِّها، وأصدقُ منه.

وأقصوصةُ “المحفظةُ المفقودةُ”، (وفي إيطاليا أيضًا)، شاءَ منها إبرازَ أمانةِ الإيطاليّين، ولو أنّ بعضَهُم مارسَ ويُمارسُ “مهنةَ النّشلِ والسّلب …” (113)، وقد لَبِسَهم صيتُ “النّشل” هذا، ولا يزال…

وماذا عن أقاصيصِ السّيرةِ الذّاتيّة؟

هي أربعَ عشْرةَ، منها ثلاثٌ في إيطاليا واثنتانِ في فرنسا، والبقيّةُ التِّسعُ جرَتْ أحداثُها في القرية اللبنانيّة. وهذه الأربعَ عشرةَ تَصلحُ الواحدةُ منها أن تكونَ فصلاً من سيرةِ الكاتبِ الذّاتيّة. فقد تَضمَّنَتْ أحداثًا جرَتْ كان هو بطلَها أو إحدى شخصيّاتِها.

فما الأمثولاتُ – العِبَرُ التي انطَوتْ عليها هذه الأقاصيص؟

أوّلاً : تلك التي جرَتْ أحداثُها في القرية اللبنانيّة.

  • غَمْزُ الكاتبِ بقناةِ الخوري (أنطون) الذي “يُقيمُ القدّاس خلال ربعِ ساعةٍ فقط، ليذهبَ إلى انشغالاتٍ أخرى” (36).
  • تأثيرُ العِشرةِ كبيرٌ في نشأةِ الولد! فالأشقياءُ صغارًا أشقياءُ كبارًا (في معظمهم).
  • كلُّ مَنْ يَسْرِقُ الدّيرَ يتعرّضُ للقِصاصِ من القدِّيسين، لأنّه من مالِ الفقراء.
  • المعّازُ المكتفي بما يُعطيه قطيعُه سلطانٌ يَعيشُ حياةً كريمة.
  • للبَزّاقِ فوائدُ جمّةٌ لا يعرفُها كثيرون.
  • طبُّ أيّامِ زمانٍ، في القُرى، كان يمارسُه مَنْ يَدّعي معرفتَه من خلالِ الاحتيالِ والتّجريب، وإيمانُ العِيال بتصديقِه أَسهمَ في تعاظمِه.
  • الحربُ مآسٍ وويلاتٌ. وزمنُ الحربِ على لبنانَ (1975 – 1990) موتٌ ودمار، و “زعرناتٌ”، واعتداءاتٌ وتصفيات جسديّة، وخَطْفٌ حتّى بينَ رفاقِ السّلاحِ الواحد، بسببِ سرقاتٍ وخلافات حولَ المغانمِ التي سلبوها… والمعاركُ العنيفةُ، تحديدًا في شهرِ آب 1990، قد دَمَّرَتْ، ممّا دَمَّرَتْ، ثلاثَ طبقاتٍ من أحد أجزاء ديرٍ من الأديرة، كانت للعنايةِ الإلهيّةِ يدٌ في نجاةِ الذين كانوا في الملجأ من الموت.

ثانيًا : تلك التي جرَتْ أحداثُها في إيطاليا وفرنسا.

  في الأولى، عرضٌ لعمليّةِ نَشْلِه في يومِه الأوّل في “روما” التي ذهبَ إليها لدراسةِ اللاهوت، وكان رفاقُه قد حَذَّروه قبلاً من النّشّالين.

في الثّانية، دعوتُه الفرنسيّين إلى الرّجوعِ إلى الرّوحانيّة، وإلى تأسيسِ عائلاتٍ ملتزمةٍ مسيحيًّا تُكثرُ الإنجابَ، وإلاّ فالخطرُ على وجودِهم كبيرٌ وغيرُ بعيد.

وفي الثّالثة، إعجابُه الشّديدُ بمدينةِ Veneziaالإيطاليّة، واندهاشُه بفنونِها الجميلةِ الرّابعة.

وفي الرّابعة، استغرابُه ما يحدُثُ في مدينة Pompéiالإيطاليّة من تكرارِ المراهقين والمراهقات ممارسةَ الجنسِ جهارةً، كما كان يمارسُها شبابُها قبلَ تعرّضِها للبركان الشهير عامَ 79م. وفي أثنائه. وقد دَمّرَها كُلّيًّا (كما سدوم وعموره). فكأنّه يُحذّرُ من المصيرِ نفسِه.

وفي الخامسة، دعوتُه الفرنسيّينَ مُجدَّدًا إلى العودةِ إلى أصالتِهم ومعتقداتِهم لكي يكونَ لحياتِهم هدفٌ وقيمة، بعدَ حوارٍ طويلٍ، عميق ومفيد أَجراهُ مع فرنسيٍّ يَعيشُ وجوديًّا ويُلبّي حاجاتِه المادّيّةَ، محاولاً إقناعَه بالعودةِ إلى المسيحيّة. إنّها رسالةٌ يُوجِّهُها إلى مسيحيّي فرنسا عبرَه.

*****

في هذه الألوانِ الهاربةِ، فتحَ الأبُ الحايك نافذةَ حنينِه إلى لوحاتٍ واقعيّةٍ من زمنٍ صارَ في الذّاكرةِ، بعضُه وصَله سماعًا فأحبَّه وتأثَّرَ به، وبعضُها الآخرُ رسَمَتْه أرياشُ طفولتِه فمراهقتِه فشبابه.. وقد خَشِيَ بَوْخَه وذبوله فأَطلقَه في الضّوءِ حيثُ الانتعاشُ والتّجدُّد والقيامةُ والاستمرار…

هو ابْنُ القريةِ الجبليّةِ اللبنانيّة العريقة “عين علق”؛ عاشَ أحوالَها وعاداتِها، تقاليدَها وحكاياتِها فتَرسَّخَتْ في فكْرِه وقلبه وخياله وذاكرتِه حُبًّا وطمأنينةً وجمالاً وغبطةً وإعجابًا…

وهو ابْنُ الرّهبنةِ الأنطونيّة؛ نَشأَ فيها وكَبُرَ وتَعَلَّم وتَثَقّف… وسافرَ واطّلع واخْتبر وازداد إيمانًا مسيحيًّا ورجاء…

وكيف عبَّرَ عن ألوانِه هذه؟

بكلمةٍ معاصرة … بتركيبٍ سليمٍ بسيط متين، وبلغةٍ أدبيّة مَزجَ، في كيميائيّتِها، الحقيقةَ بالمجاز، فجاء أسلوبُه جماليًّا حين وَصفَ، وموضوعيًّا ملوَّنًا بالجمالِ حينَ سَرَد، ورَكّزَ كثيرًا على الحوار المفيد، وهو أحدُ الأعمدةِ الثّلاثة في كلّ عملٍ قَصَصيّ (وهي السّرد والوصف والحوار).

*****

بوركَ كلُّ قلمٍ يَنبضُ حياةً وجمالاً ورجاء … وقلمُكَ، أيّها الأبُ مارون، هو هكذا.

   ****

 في ختام الندوة، شَكَرَ المؤلِّف المتكلِّمين والحاضرين والحركة الثقافية، ثم ألقى قصيدة في الخوري أنطون يمِّين.

اترك رد