استضافت رابطة الجامعيين في الشمال الأمينة العامة السابقة للجنة الوطنية لليونيسكوالبروفيسور زهيدة درويش جبور في ندوة بعنوان “تحديات الثقافة العربية”.
حضر الندوة حشد من رؤساء ورئيسات الهيئات والجمعيات الثقافية والأساتذة الجامعيين ومهتمين، وبعد النشيد الوطني اللبناني ألقى رئيس الرابطة غسان الحسامي كلمة قال فيها: “ان النظام الثقافي العربي من خلال ضعف التخطيط وإختلال العلاقة بين الوعي والفعل الثقافي،أي بين الوعي المنقوص والفعل العاجز، ساهم في إبعاد العرب عن دائرة المشاركة الفعلية في النظام الثقافي الكوني، وجعلهم أسرى الثقافة الإستهلاكية وبخاصة في زمن العولمة حيث المخاطر المهددة للثقافة العربية باتت كثيرة جدا”.
وختم:”اناشد المثقفين بالتخلي عن آفة الإنكفاء والإستسلام وإلى ممارسة دورهم المؤثر والشروع بالتحديث السياسي بإعتباره المدخل الحقيقي لأي تحديث آخر وإرساء مفاهيم المواطنة والدفاع عنها وتعزيز قوامها المبنية على المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات والتمسك بإحترام الحق والقانون والفصل بين الدين والدولة”.
د. زهيدة درويش جبور
وتحدثت الدكتورة زهيدة درويش جبور فتوجهت بالتحية إلى المرأة والأم وإلى المعلم في عيدهم وأعربت عن سرورها بما حققته المرأة في لبنان على صعيد المشاركة في الحياة السياسية في المجلس النيابي وفي مجلس الوزراء،وتناولت موضوع الندوة فقالت: يتفق كثير من الباحثين على ان الثقافة العربية تعيش مرحلة أزمة، فقد فاجأتها العولمة المعاصرة بإنجازاتها العلمية والتقنية وبما أحدثته من تحولات في المجتمعات قبل أن يتثنى لها أن تستوعب صدمة الحداثة، رغم محاولات متفرقة طبعت عصر النهضة وإستمرت خلال القرن المنصرم”.
وتوقفت عند علاقة المثقف بالسلطة والمجتمع فقالت: “التطرق إلى هذه المسألة يستدعي تحديد تعريف للمثقف وهو في رأيي الشخص القادر على الوقوف على مسافة من الواقع تمكنه من تحليله وإتخاذ موقف نقدي منه وصولا إلى تكوين تصور عن مشكلاته وإقتراح أفكار تتحول إلى ممارسات يتبناها المجتمع. ويحتل المثقفون مكانة متقدمة عل العامة لكنها لا ترقى إلى مستوى السلطة السياسية بل تتطلع إلى الإرتقاء إليها وتدخل في تنافس معها فينتج عن ذلك مفارقات عدة فمن جهة يدّعي المثقف لنفسه وظيفة رسولية فهو ضميرالأمة ومن جهة أخرى يبقى أسير برجه العاجي منفصلا عن العامة”.
كما تناولت ضيق مساحة الحرية والعقلية الذكورية واللامساواة بين الجنسين. وختمت: “يمكن القول ان التحديات التي تواجهها الثقافة العربية كثيرة لكن أهمها هو الإجابة عن سؤال الهوية والتحرر من عقدة النقص والإستلاب من جهة وعقدة العظمة والإنغلاق من جهة أخرى، وإلآ بقي الإنسان العربي في أسر حالة من الإنفصام الثقافي وإنفصال الفكر عن الواقع المعاش. هناك حاجة حقيقية لتحرير العقل العربي من الثنائيات ومن النزعة إلى الإختزال والتبسيط لكي يرى الواقع على حقيقته مركبا معقدا متشابكا، ولكي يتصالح مع الماضي والحاضر ويستشرف المستقبل، فالثقافة العربية مدعوة إلى إيجاد الأجوبة على اسئلة باتت تطرح نفسها بإلحاح على الإنسان المعاصرط.
نقاش
وأعقب ذلك تسلم الدكتورة جبور شهادة تقدير من رئيس الرابطة، وقدم الفنان بلال الحلوة لوحة تمثل الكاتب والمثقف العراقي بعد ان عصفت به الأحداث الأخيرة و”تسوّل” في شوارع بغداد.ثم جرى حوار ونقاش.