هيام صقر: يوم المرأة كل يوم
والمبدعة تاجه ولا حدود لها
استضافت الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا AUST، وبدعوة من رئيستها الدكتورة هيام صقر، وفد ملتقى المبدعات العربيات الموجود في لبنان، بدعوة من رئيسة ديوان أهل القلم الدكتورة سلوى الخليل الأمين لتكريمهن في “ملتقى المبدعات العربيات الأول” المنعقد في العاصمة بيروت لمناسبة يوم المرأة العالمي، حيث عقدت ندوة في حرم الجامعة في الاشرفية، حضرها الى صقر والامين المكرمات وأعضاء الهيئة الإدارية في الجامعة ووجوه نسائية وشخصيات أكاديمية وتربوية وحشد من الطلاب.
افتتح اللقاء بترحيب من مديرة الدائرة الإعلامية والعلاقات العامة في الجامعة الإعلامية ماجدة داغر، فالكلمة الأولى لرئيسة الجامعة الدكتورة صقر، نوهت في مستهلها ب”المكرمات” و”الدور الرائد التي وصلت اليه المرأة في البلاد العربية كما في لبنان”، معربة عن فخرها لتبوؤ 4 لبنانيات مناصب وزارية، وقالت:”أهلا وسهلا في حرم الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا AUST، ومنه إلى ربوع لبنان الضيافة والتاريخ. مع هذا التأهيل، أعرف أنني أتوجه إلى النخبة من رائدات الإبداع في الوطن العربي، وهو الغني بالعطاءات والمبدعات والمبدعين على المستوى العالمي، في حقول التربية والثقافة والتعليم العالي والعلوم والتكنولوجيا والحقول المعرفية قاطبة”.
أضافت: دور المرأة العربية لا يتحدد بعد اليوم في أروقة المنزل وبعض أروقة المكتب وجزء من الحياة العامة، فهذه مقولة باتت وراءنا مع تقدم العصر، بل هي المرأة الناشطة، الرائعة الإطلالة والحضور، تسطع في المحافل الدولية وفوق المنابر العالمية، على خطى شبيهات لها في التاريخ العربي ملكات وأميرات وصاحبات نفوذ طغى مرات على حكمة الحاكمين”.
وتابعت صقر:”ونحن في جامعتنا، منذ نشأت، نولي المرأة الشأن الأول، إدارة وتدريسا وتنظيما وتخطيطا وتنفيذا، حتى يكون حضورها مثمرا ومفيدا في كل قطاع. وكم سعدنا أن تتولى المرأة اللبنانية أربع حقائب في الحكومة الجديدة، أسوة بشقيقات لها عربيات رائدات في حكومات عدة مدى العالم العربي، حتى لنفخر أن تكون المرأة العربية ذات حضور أكيد وواثق في سدة القيادة”.
وقالت: واليوم قيادة الإبداع العربي تعطى لنجمات بيننا أكدنا حضورهن في بلدانهن، وأتين إلى لبنان الغالي يشاركننا تجربتهن الغنية. فمنا أغنانا بهن وبتجاربهن”. فالشكر لكل مبدعة من العالم العربي حلَّت بيننا اليوم، في لبنان الإبداع، وفي جامعتنا راعية الإبداع.والشكر للسيدة الصديقة الدكتورة سلوى الخليل الأمين على نشاطها المتواصل في تكريم أهل القلم ومبدعات القلم ومبدعيه في مختلف حقول الإبداع”.
وتوجهت صقر الى الطلاب، بالقول:”أنتم اليوم بين نخبة من المبدعات العربيات، يسطعن في سماء العالم العربي، كل منهنَّ في حقل اختصاصها وإبداعها، فليكن هذا النهار، في يوم المرأة العالمي، أمثولة لكم. ليكن لكم اليوم من نضال المرأة العربية مثالا، ولكن قبل مسيرة النجاح هذه، كن مثلكم اليوم على مقاعد الدراسة تساوى بينهن وبين رفاقهم الطلاب الشبان، العلم والمعرفة والتطلع إلى المستقبل، فكما أنتم اليوم سوف تكونون غدا متساوين ومتكافئين في الحياة وفي فرص العمل والمراكز والقرار. ولتكن تجربة المساواة الطلابية تجربة مستمرة ومتكافئة في المستقبل”.
وتوجهت الى السيدات المبدعات، بالقول: أقول المرأة ويتسع المعنى من المرأة الفرد إلى المرأة العالم الكامل المتكامل الذي لا يكتمل بدونه أي عالم.فهي لا تستجدي حضورا لأنها سيدة الحضور، وهي لا تكمل الرجل لأنها هي كمال الرجل، وهي لا تنافس الرجل لأنها تتنافس مع ذاتها من أجل عطاء أفضل، وهي ليست ضلعا من الرجل لأنها هي ضلع الحياة التي لا تقوم بدون هذا الضلع. وهي ليست موضوع العيد بل هي العيد كله أما وزوجة وشقيقة وحبيبة وزميلة ومرشدة ومربية وهادية ومرشدة، وهي المرأة الكل ومن أجل الكل”.
وختمت الدكتورة صقر:أقول المرأة وأقصد المسؤولة التي تتولى كبرى المسؤوليات وتنجح بها في الحكم والإدارة والتعليم والتربية والتعليم العالي وفي كل حقل وميدان وقطاع ووظيفة ومهمة، فهي النجمة وهي النور والمنارة. أقول المرأة وأعني عالم المرأة.وما أوسعه وأكبره وأنقاه، هذا العالم البهي الساطع الذي ليس يوما واحدا يومه بل كل يوم، ففي كل يوم تشرق الشمس وفي كل يوم يتجدد هذا العالم الجميل الساطع، يوم المرأة كل يوم، والمرأة المبدعة تاج هذا اليوم، فلا حدود لإبداعها في تنشئة أجيال تدين كل يوم لها بكل عطاء وكل إبداع”.
الندوة
بعدها، استهلت الندوة بمحاضرة للأميرة السعودية الدكتورة هيا بنت خالد بن بندر بن عبد العزيز آل سعود التي تحدثت فيها عن مجال تخصصها في دراسة الأمراض الجينية في المملكة العربية السعودية، فشددت على “ضرورة التوعية لإجراء الفحوصات المخبرية الضرورية قبل الإقدام على الزواج”، لافتة الى أن فحوصات متخصصة في هذا المجال تجري في مقار ومراكز وزارة الصحة في المملكة”، مشيرة الى “أهمية التوعية في سن مبكرة وتحديدا في مرحلة التعليم الجامعي”.
وعرضت الأميرة هيا لسلسلة من الإحصائيات التي تشير الى وجود أمراض جينية والى أن عددا لا بأس به من الشباب أدرك خطورة الموضوع وانفصل عن الشريك بعد اكتشاف الخلل بين الشخصين قبل الزواج. وتحدثت عن مراحل العلاج في حال وجدت، ولفتت الى أن نسبة لا بأس بها من الأمراض الجينية إكتشفت في المملكة العربية السعودية من خلال مركز الأبحاث الأمر الذي أدى الى علاج كثير من الأمراض الخلقية لدى المواليد.واقترحت وضع خريطة جينية في العالم. ودعت الى التعاون بين الدول وتبادل الخبرات في هذا السياق.
بعدها حاضرت وزيرة الإتصالات السابقة في مجال التكنولوجيا والمعلومات في فلسطين ونائب رئيس جامعة القدس حاليا الدكتورة صفاء ناصر الدين، فتحدثت عن السلبيات والإيجابيات للتطور التكنولوجي، مستشهدة بعدد من الأبحاث التي أعدتها في بلادها وبدراسات أجريت حول هذا الموضوع، مشددة على ضرورة عدم الإعتماد الكلي على عالم التواصل الإفتراضي لما لذلك من ضرر على التواصل الإجتماعي المباشر خصوصا بين الأسر.
ثم ألقت الدكتورة الأردنية غيداء أبو رمان ، المتخصصة في شؤون المياه والبيئة محاضرة حول الواقع المائي في بلاد الشام وسرقة العدو الإسرائيلي للمياه اللبنانية والمياه العربية ، وبينت بالأرقام نسبة السرقة التي تعرضت لها المياه العربية عموما واللبنانية خصوصا.
حلقات حوارية
بعدها، كانت حلقات حوارية بين المحاضرات والجمهور. ثم شكرت الدكتورة الامين الحاضرات، مشيدة بالدور التي لعبته المرأة العربية في شتى المجالات، داعية الى عقد ندوات مماثلة سنويا في مختلف البلدان.
وختاما، كانت جولة على أقسام ومختبرات الجامعة.
دروع تقديرية
وللمناسبة، كرمت الدكتورة صقر ضيفاتها، فقدمت لهن دروعا تقديرية وهدايا تذكارية من لبنان وأقامت على شرفهن حفل غداء.