وزير الثقافة محمد داود في حفل توزيع “جائزة ريشة بيار”:

لا يمكن الفصل بين الثقافة والحريات

sadek

 رعى وزير الثقافة محمد داود داود حفل توزيع جائزة “ريشة بيار” التي تقام للسنة الثالثة بدعوة من “مؤسسة بيار صادق”، بالتعاون مع جامعتي البلمند وإستيان في باريس،، وذلك في احتفال أقيم في حرم الاكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة في الدكوانة، بحضور وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية مي شدياق والوزراء السابقين ملحم رياشي وزياد بارود ووليد الداعوق، منى الهراوي وشخصيات وفاعليات سياسة واعلامية.
والقى داود كلمة قال فيها: “لم نر الشارع يهتز يوما، احتجاجا على رسم كاريكاتوري لبيار صادق. ليست هذه صدفة: إنه الرقي، إنها المعرفة، إنه الاتزان، إنه الاحترام، إنها الصحافة اللبنانية بوجهها الحقيقي والمهني والهادف، إنه التحليل الصائب، إنها الثقافة. لا يمكن لهذه الصفات أن تجتمع إلا في عملاق بحجم بيار صادق”.

وتساءل: “من أين نبدأ؟ أمن عقل الصحافي المثقف والمراقب السياسي، الذي استثمر موهبته الفنية برصانة حاذقة، وذكاء لاذع، ليرسم بريشته، حتى في أشد اللحظات، بسمة، أو ربما غصة، على وجوه اللبنانيين؟ أمن ريشته الفريدة التي حولت السياسة والصحافة والتحليل الى مادة فنية، عابرة للخلافات والاختلافات، مستوحاة من هموم اللبنانيين اينما وجدوا وفي أي زمان؟ أمن إصراره على التطور، وقدرته على أن يكون سباقا، ليصبح الرسام الاول الذي ينقل الكاريكاتور السياسي الى الشاشة الصغيرة ويحركه، فيشهد العالم مجمعا، على إنجاز اعلامي لبناني بتوقيع بيار صادق؟”.

وقال: “قد لا ينتهي الكلام في من أرخ برسمه اليومي، ولأكثر من نصف قرن، حياة لبنان واللبنانيين. لكن الأهم يبقى ما تركه لنا بيار صادق، لا كأرشيف فحسب، بل كمجموعة قيم، تبدأ عند أهمية الالتزام المهني، ولا تنتهي عند إعادة صياغة السياسة خارج حدود “فن المعقول”، لتصبح معه فنا بصريا صرفا”.

أضاف: “محقة مؤسسة بيار صادق في حرصها على تذكيرنا، بأن اعمال من تحمل اسمه، هي في صلب حياتنا الفنية والثقافية، وحتى السياسية. ففي اختيارها عنوان “الحريات” لمسابقة هذا العام، ما يثبت العلاقة الموضوعية بين مكتبة بيار صادق الغنية، وطموحات جيل شاب من الفنانين اللبنانيين. هذه الحريات التي صانها دستورنا، جعلت لبنان منبعا للطاقات والانجازات على مر الأجيال، وفي مجالات متعددة، على رأسها الثقافة والفن. ولا بد هنا من أن نشيد بمؤسساتنا الثقافية، جامعات كانت أم جمعيات، والتي بعملها المستمر ونشاطها، تجعل من الحريات مادة للتفاعل الدائم والبناء، بين الفرد والمجتمع والدولة، ونقاشا مفتوحا ودائما، يغذي مستوى تفكير طلابنا وينمي حسهم النقدي وإبداعهم وشخصيتهم ومعرفتهم”.

وتابع: “أتوجه من على هذا المنبر الى شاباتنا وشباننا، وأقول لهم ان النجاح وحده قدرنا، وأن الأمل يجب أن يبقى أهم عناصر قوتنا ويثبتنا في أرضنا. كفانا هجرة، فالبنية التحتية المادية، ظرفية يمكن ترميمها، أما أنتم ففي صلب تكوين لبنان، أنتم بنيته التحتية الإبداعية والثقافية والإجتماعية، أنتم الطاقة التي لا تنفد والتي من دونها يفقد لبناننا أثمن ما لديه”.

وختم: “لا يمكن الفصل بين الثقافة والحريات، هذا ما تثبتونه اليوم عبر هذه المبادرة، وما نؤكده نحن، كوزارة مهمتها الحفاظ على رسالة لبنان الإبداع والمعرفة في المنطقة والعالم. إن وجودنا بجانب المؤسسات الثقافية في صلب واجباتنا، ومواكبتها الدائمة، وتسهيل عملها، ودعم نشاطاتها، سيبقى دائما على رأس أولوياتنا، ونحن على قناعة تامة بأن غنى وتفوق انتاجنا الثقافي والفني، لا يعكس الا حقيقتنا، حقيقة صورة لبنان، وقوته المستمدة من فرادة تعدديته وانفتاحه”.

الجوائز 

وتم توزيع الجوائز على المشاركين من الطالبات والطلاب في مسابقة بيار صادق.

اترك رد

%d