كرمت دار الأوبرا المصرية عملاقين من زمن الفن الجميل، وديع الصافي الذي رحل منذ فترة قصيرة، فنظمت حفلة في المناسبة في 8 ديسمبر على خشبة المسرح الكبير، وفريد الأطرش الذي تحيي حفلة لمناسبة مرور 39 سنة على وفاته مساء 12 ديسمبر على خشبة المسرح الكبير
رعت الدكتورة ايناس عبد الدايم الاحتفال التكريمي لوديع الصافي وحضرته ، وشارك فيه: وزير الثقافة محمد صابر عرب، وزير التضامن الإجتماعي أحمد البرعي ، وزير الدولة للشؤون القانونية والنيابية الأسبق مفيد شهاب، وزير التضامن الأسبق جودة عبد الخالق، وزير الكهرباء الأسبق حسن يونس، وزير التنمية الإدارية الأسبق احمد درويش، وزير التضامن الأسبق علي مصيلحي، وزير البترول الأسبق عبد الله غراب، ومن الفنانين: نبيلة عبيد، سمير صبري، الكاتب يوسف القعيد، رئيس الرقابة على المصنفات الفنية أحمد عواض، المنتج محمد العدل وعمرو فهمي.
عرب
ألقى الوزير محمد صابر عرب كلمة أكد فيها أن الفنان الراحل وديع الصافي فنان مبدع وعندما يؤرخ لتاريخ الغناء العربي فسيأتي اسمه فى المقدمة. لقد أحب مصر واختارها وطنا آخر له، وبنفس القدر من المحبة والمشاعر المتبادلة أحب وديع المصريين، كما أحب المصريون كل اللبنانيين، فهو كفنان ومطرب مس ضمير ووجدان العرب جميعا وليس المصريين فحسب”.
أضاف :”رحل عن حياتنا بجسده ولكن ستبقى أعماله وفنه وغناؤه خالدة ، فالعرب يتفقون على محبة وجمال وروعة وديع الصافي الذى يذوب عشقاً وفناً ومحبة للموسيقى والغناء، وأن روحه تحلق في الأوبرا بالحب وتبادلكم حباً بحب ومشاعر صافية خلاقة، مؤكدا أننا سنظل نستمع لوديع الصافي ولفيروز و كبار المطربين، وكأن من قدر لبنان أن يكون مصنعا للابداع وبخاصة في مجال الفن والغناء. لبنان الذي خلق وديع الصافي قادر أن يضخ فى حياتنا مبدعين آخرين ينتمون إلى مدرسته”.
كلاكش
وأشار قنصل لبنان في القاهرة وسام كلاكش الى أن “الأوبرا تحتفي بذكرى واحد من عمالقة الفن فى العالم العربى وبمارد أشعل بإبداعه أشهر موسيقى مصر، وبصوت شكل الوجدان وعلامة الفن”، لافتاً إلى أن “الموسيقار وديع الصافي غنى للحب والقيم الإنسانية السامية والأديان السماوية وللعالم والوطن. إن الوطن الأم هو لبنان والوطن الثاني هو مصر العلى وضمير العالم. إن الوديع المبدع أحب مصر وأعطته ما لم تعطه إلا للعظماء وهي عشق الناس ومحبتهم الجارفة، وهو باق في وجدان كل واحد وسيبقى فنه قيثارة حب خالدة تسحر القلب وتخاطب العقل والفكر. ثم شكر الوزير عرب نيابة عن سفير لبنان بالقاهرة خالد زيادة، والدكتورة عبد الدايم تنظيم هذا الحفل الراقي والإحتفاء بوديع الصافي”.
بعد ذلك تسلم نجل وديع الصافي دؤعاً تكريمية من وزير الثقافة عرفانا لما قدم وديع من أعمال ستظل خالدة فى تاريخ الفن العربي، ومساهمته فى تشكيل الوعي بأهمية الموسيقى فى الوجدان العربي.
أحيت الحفلة ا الفرقة القومية للموسيقى العربية بقيادة المايسترو سليم سحاب بمشاركة نخبة من نجوم الغناء المصريين واللبنانيين، فغنى انطوان الصافي مجموعة من الأغاني منها: “رمشة عينيك”، “لبنان يا قطعة سما”، هشام الحاج: “بالساحة تلاقينا”، “عندك بحرية يا ريس”، “على الله تعود”، “بترح لك مشوار”، غسان الشدراوي: “الليل يا ليلى”، “بلدي”. ومن نجوم الموسيقى العربية فى الأوبرا قدمت رحاب مطاوع “شمس الشموس”، أحمد عفت “دار يا دار”، أشرف وليد “على رمش عيونها” ، سعيد عثمان ” يا عيني ع الصبر”. واختتم الحفل بأغنية “عظيمة يا مصر” بمشاركة جميع الفنانين.
فريد الاطرش
إحياءً للذكرى الـ 39 لرحيل الفنان فريد الأطرش تنظم دار الأوبرا المصرية حفلاً للفرقة القومية العربية للموسيقى بقيادة المايسترو سليم سحاب، عند الثامنة مساء الخميس 12 ديسمبر على المسرح الكبير.
يتضمن البرنامج باقة مختارة من أشهر أعمال ملك العود الغنائية والموسيقية منها: “أحبابنا يا عين” ، “ختم الصبر بعدنا” ، “يا سلام على حبى وحبك” ، “إياك من حبى” ، “ليالى الأنس” ، “يا بدع الورد”، “مش كفاية”، “يا ساعة”، “أول همسة”، “ما تقولش لحد”، معزوفة “كهرمانة” وموسيقى “مقدمة حبيب العمر” توزيع بيبى المانزا وسليم سحاب.. أداء: عفاف رضا، أحمد عفت، إيمان عبد الغنى ، خالد عبد الغفار، ريم كمال، غادة آدم، آيات فاروق، محمود درويش، خالد شهدى، عادل جاد ،وسوليست العود أحمد عادل .
فريد الاطرش يُعد أحد أعظم المطربين والملحنين في العالم ولقب بملك العود ، ينتمي إلى آل الأطرش إحدى العائلات العريقة في جبل الدروز جنوب سوريا التى كان لها دور مهم في التصدي للاستعمار الفرنسي لسوريا.
انتقل إلأى القاهرة مع والدته عالية بنت المنذر وشقيقه فؤاد وأسمهان والتحق بإحدى المدارس الفرنسية ثم بمعهد الموسيقى العربية، والتقى بالمطرب إبراهيم حمودة الذي طلب منه الانضمام إلى فرقته للعزف على العود ، ثم عمل مع بديعة مصابني ونجح فى إقناعها بأن يغني بمفرده. بعد ذلك طلب منه مدحت عاصم العزف على العود للإذاعة مرة في الأسبوع، من ثم سجل أولى أغانيه “يا ريتني طير لأطير حواليك”.
طور فريد الأطرش أداءه بالاستعانة بفرقة موسيقية وبأشهر العازفين كأحمد الحفناوي ويعقوب طاطيوس وغيرهم، وزود الفرقة بآلات غربية إضافة إلى الآلات الشرقية، وسجل اغنيته الثانية “بحب من غير أمل”.
أدى بطولة 31 فيلما سينمائيا انتجت بين عامى 1941 و1975 وغنى من كلمات عمالقة الشعراء من بينهم: أحمد خميس، أحمد رامي، أحمد شفيق كامل، الأخطل الصغير، إسماعيل الحبروك، بديع خيري، بيرم التونسي، صالح جودت، فتحي قورة، كامل الشناوي، مأمون الشناوي ومرسي جميل عزيز. كذلك لحن لفنانين وفنانات العرب، من بينهم: أسمهان، شادية، فايزة أحمد، صباح، مها صبري، وديع الصافي، نور الهدى ومحرم فؤاد.
وتوفي عام 1974 عن عمر 64 سنة تاركاً إرثاًً خالداً أثرى الساحة الفنية فى مصر والوطن العربى .