يشكّك الكثيرون من الذين عاشوا الحبّ واختبروا الزواج، أنّ الفرح في الحبّ صعب المنال، بل قد يكون في بعض الأحيان حلماً. فبالرغم من الفشل الزوجيّ “المستشري” في عصرنا، إلاّ أنّ النجاح والفرح في العلاقة الزوجيّة ممكن إذا ما تمّت مراعاة بعض المبادئ و”الأمور” والمتطلّبات البسيطة والسهلة، لتحقيق بعض النجاحات.
هل يُدرك ثنائيّ اليوم، أنّ الزواج المبنيّ على الحبّ الناضج والواعي والواعد هو الطريق الصحيح نحو النجاح والفرح في الحبّ والحياة العائليّة؟ يمكننا القول أنّ الحبّ الناجح أو الفرح الناجم عن الحبّ والزواج، ليس مجرّد وهمٍ أو أحلامَ شبابٍ ورديّة، أو أمنيات، بل هو خطوات عمليّة يغلّفها النضوج والفهم والوعي. أوليسَ الحبّ بحاجة إلى أُسُسٍ سليمة وواضحة؟ ألا يجلب هذا الأمر فرح الحبّ أو الحبّ الفرِح؟ من الأسس الأوليّة للعيش في أجواء فرح الحبّ، هو الاهتمام وتبادل المشاعر والأحاسيس والتنازلات والتواصل وغيرها من العوامل، التي تؤكّد على إمكانيّة العيش في فرح الحبّ، أو العيش في أجواء الحبّ الفرِح. لا يمكننا أن ننسى، أهميّة الانسجام والتوازن، اللذان هما نتيجة التفاهم الذي يُسهم في اجتياز “الاختلافات” و”الخلافات” والتعقيدات على جميع الصّعد.
إنّ فرح الحبّ أو الحبّ الفرِح، لا يستمرّ إلاّ بالتفاهم والنقاش المبنيّ على المنطق والصراحة. بالتأكيد، لا يعيش الحبّ في أجواء الكذب و”التشاطر” أو “التذاكي”، بل بالصراحة المعزّزة بالثقة المتبادلة. ألا يحتاج الحبّ الفرِح أحيانًا إلى المغفرة والمسامحة؟ ألا تُسهم المغفرة في تحقيق حبٍّ ناجح؟ وفرحٍ مؤكّد؟ يتبيّن لنا، أنّ عيش فرح الحبّ، لا يخلو من النقد الإيجابيّ، أي البنّاء، المبنيّ على الاحترام، دون حبّ السيطرة أو إخضاع الآخر. يرفض النقد البنّاء التعالي أو الانفعال والغضب، أو العزل والتهميش، أو التجريح، بل يصبو إلى تحسين وتجديد العلاقة الزوجيّة على جميع الصّعد.
يعطي الحبّ الناضج الطمأنينة لنجاح الزواج والعيش بالفرح. يمكننا القول، أنّ القلق الإيجابيّ في الحبّ قبل الزواج وبعده، يعطي الاستمراريّة لنجاح الشراكة، التي تؤدّي إلى فرح متبادل ومتقاسم بين الحبيبة والحبيب، حيث توقد الشموع، وتُنثر الورود، وتعزف الموسيقى ألحان العظمة والفرح، ويسهر الساهرون، احتفالاً بالأمان والانتصار على أغلب الأزمات؛ لا سيّما أنّهما إثنان، ولكنّهما أصبحا واحدًا، لأنّ الحبّ يجمع ويوحّد، مع المحافظة على “الاستقلاليّة” الإيجابيّة.
ليت أفراد المجتمع يدركون أهميّة الحبّ وقوّته في مسيرة الحياة البشريّة. ألا تستحق الحياة أن تُعاش بحبٍّ وفرحٍ؟ ألا تتطلّب الحبّ والفرح؟ ألا تقدّم الحبّ والفرح؟ بالتأكيد يعيش كلّ فردٍ ضمن محيطه وثقافته وتربيته، ممّا يُسهم عمليًّا في اختبار فرح الحبّ. زِد على ذلك عوامل كثيرة تؤثّر على نجاحه في عيش فرح الحبّ أو فشله.
تعوزنا اليوم، أكثر من أيّ وقت مضى، “المعنويّات” والأمل والنظر إلى الإيجابيّات، وغيرها من مقوّمات حسنة، لكي نعزّز فكرة وحالة فرح الحبّ المتجدّد. يُطلب اليوم، أكثر من أيّ وقتٍ مضى، من شركاء هذا العصر، اكتساب المقدّرات والصفات والمؤهّلات، من خلال العلم والممارسة والتدريب والتحضير، من أجل تسهيل بناء علاقة ناجحة وفرحة. يعرِفُ الثنائي الناضج تتميم متطلّبات الحياة الزوجيّة، وعيش جميع مراحل الحياة الثنائيّة بفطنة وحكمة وحبٍّ وتضحية وغيرها من العوامل، التي تؤدّي إلى حبٍّ فرِح، كما تدعّم فكرة الزواج الناجح لو كان نسبيًّا في بعض الحالات والمراحل والأوقات.
نعم، يبحث الثنائي الناضج عن سعادته وفرحه. يحاول تحقيق التكامل من خلال الأحداث والانفعالات والتصرّفات والأعمال الصغيرة والكبيرة، المُعاشة في شتّى الظروف والأحوال والمناخات، ليصل إلى مبتغاه في التوازن والانسجام والاستقرار وتحقيق الذات.
نعم، يستطيع فرح الحبّ أو الحبّ الفرِح، من المواجهة بطريقة جديّة ورصانة ظاهرة لبناء علاقة حبٍّ متجدّد، عنوانها الحريّة المتبادلة والنور الوضّاح. كما التغلّب على التوتّر النفسيّ من خلال النضج الإنسانيّ والاكتمال العاطفيّ ممّا يقلّص العجز النفسيّ. نعم، إنّ الحبّ الناضج الذي يهب الفرح يقتل الضجر والعزلة والغربة. إنّه مساحة وساحة للتنعّم بجمالات الحياة الممكنة ورونقها المتجدّد وإطلالتها الجذّابة والمرجوّة.