ينظم الاتحاد الفلسفي العربي، برعاية وزارة الثقافة وبالتعاون مع مركز الصفدي الثقافي، مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية، البيت الزعرتاوي، غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال، مؤتمره الفلسفي التاسع في عنوان “منازل المعنى في الفكر العربي/ المعنى بين الفهم وإعادة الإنتاج” في 15 و16 فبراير في مركز الصفدي الثقافي.
يتفق أهل الفكر على اعتبار المعنى هو غاية كل قراءة، سواء أكان المقروء نصًا مكتوبًا، او واقعًا حيًا مليئًا بالتجارب والأحداث. ففي الوجهين يستوي الفهم وإعادة إنتاج المفهوم مجالا يرتاح إليه أصحاب النظر الثاقب والتجارب الخصبة الذين لا يتوقفون عند الظاهر في العبارات والأشياء، بل يرون إلى الحدّين معًا (الفهم وإعادة إنتاج المفهوم)، مسلكين يؤسسان لرفع استبداد المعنى الواحد عن النصوص والوقائع والأحداث، فيحتلّ الإنسان، بقواه العقليّة والنفسيّة والثقافية، الحيّز الأكبر في لعبة الغوص والسبر، استكشافًا لطبقات المعنى واستكناهًا لمنازله وحقوله.
في ضوء ما تقدّم يبحث هذا المؤتمر “إشكالية المعنى ومنازله في الفكر العربي الإسلامي ” في محورين اثنين:
– الأول يعالج مسألة “فهم المعنى” الذي يرمي إليه المتكلم في كلامه أو خطابه، وهو ما يتجلى في العلوم البيانية وآليات اشتغالها المتمثلة، في البلاغة وأصول الفقه (الاجتهاد) وعلم الكلام (الاستدلال بالشاهد على الغائب)…
– أما المحور الثاني فيتناول “المعنى العقلي- الفلسفي”، كما برز عند الفلاسفة، وعبّرت عنه النصوص التي بحثت في المسائل الفلسفيّة، النظريّة منها والعمليّة. كما يتطرّق إلى المعنى العرفاني وموقع الزوج “الباطن/الظاهر”، في نظريّة الاعتبار العرفاني. ويدرس أخيرًا ما ينتجه الـ “فعل” في ميدان التجربة من المعاني والدلالات، ودور مناهج علوم الإنسان والمجتمع في القراءات المعاصرة للنصوص والتجارب وشروط إنتاجها.