كرمت عمادة كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية في مقرّها بالدكوانة الدكتور عبد الرؤوف سنّو تقديرًا لعطاءاته في مجال التعليم وتخريج الأجيال من حملة الفكر والثقافة.
وحضر الحفل، الوزير الأسبق الدكتور خالد قباني والأمين العام للاتحاد المحامين العربي السابق المحامي عمر زين، الدكتور خالد زيادة، سفير لبنان السابق لدى مصر ومدير المركز العربي لدراسة السياسات – فرع بيروت، محمد خالد سنو، رئيس اتحاد العائلات البيروتية السابق ورئيس جامعة آل سنو، وعميدة كلية التربية في الجامعة اللبنانية البروفسورة تريز الهاشم.
واكد العميد رباح «انّ الدكتور سنّو من الأسماء التي لمعت في لبنان وخارجه، وهو المتميز بِأنشطته الأكاديمية والبحثية وعلاقاته الإنسانية».
وامتدح عميد كلية الآداب السابق البروفسور أحمد حطيط المكرّم، قائلاً: «إنه علم من أعلام التأريخ، يتمتع برحابة صدر لما يقرره المؤرخون والعلماء من ضوابط علمية، ويبدي رأيه بشجاعة، ويكشف النقاب عن الحقائق العلمية بكلَّ موضوعية وعقل هادئ وفكر ثابت وسعة إطلاع، وحسّ نقدي، ومنهج علمي صارم».
تلا حطيط مداخلة لعميد كلية التربية الأسبق البروفسور جوزيف أبو نهرا؛ فأعرب عن تقديره للمحتفى به ولمواقفه الجريئة التي تتجاوز الولاءات الطائفية والزعامات السياسية واستتباعاتها. عقب ذلك سجل بعض الأساتذة والطلاب شهادات في المكرّم الدكتور سنّو.
وقال البروفسور أنطوان الحكيّم في شهادة لزملائه في قسم التاريخ، إن معرفته بالمكرم تعود إلى منتصف التسعينيات من القرن الماضي عندما درّس مقرّرًا بالفرنسية في الفرع الأول من كلية الآداب في صف الماجستير في قسم التاريخ، وقد استقبله أساتذة الفرع بالترحاب، ومن بينهم الدكتور عبد الرؤوف سنّو الذي ترك أثرًا عميقًا في نفسه.
أما الأستاذة فاديا حسين فأدلت بشهادة عن طلاب الليسانس في الفرع الأول، وقالت: «إنه المؤرّخ الباحث عن الحقيقة والمعرفة، المسكون بالقلق والهواجس العلميّة»، معتبرة أنَّ هناك محطّات شكّلت دعائم العلاقة بيننا كطلاب وبينه كمعلّم أكاديميّ عريق لا يعرف المهادنة ولا المُصانعة.
وفي شهادته نيابة عن طلاب الدراسات العليا، قال الدكتور أرز لبكي إنّ المثل يقول «من علمني حرفًا صرت له عبدًا»، لكن بعد التتلمذ على يده أصبح القول الصحيح: «إنّ من علمني فكرًا صرت حرّا بفضله».
وتعليقاً على الكلمات والشهادات، اكد سنّو «ان تكريمه هنا، في كليته، له نكهةٌ خاصّة، إذ خدم فيها كأستاذ قرابة ثلاثين عاماً».
وقال إنه حدّد لنفسه هدفين منذ دخوله معترك التعليم في الجامعة اللبنانية، وهما: اعتبار التعليم رسالة لنقل المعرفة ووسائل التفكير المنطقي والعقلاني والمنهجية والتحليل السليم إلى طلابه، وفق معايير أكاديمية صارمة، كما بتوسيع آفاق ثقافاتهم، والابتعاد عن الأيديولوجيا، والعمل على غرس حب الوطن في عقول طلابه، لأن العلم والثقافة يصبحان من دون جدوى فيما لو لم يقترنا بالوطنية الصادقة ومصلحة الوطن. وفي الوقت نفسه، لم يفرق بين طلابه، من نواحي الدين والمذهب والمنطقة، إلا بما يتعلق بالكفاءة والعلم.
(جريدة اللواء 2 فبراير 2019)