المحور

Nouhad Hayek-Jan 2019  a266

باسم السر الذي جمع قلبينا

والروحين والجسدين،

باسم الملاك الذي يهمس لكلٍ منا

بما يشغل الآخر،

وباسم الحصان الجامح الذي امتطيناه

صوب تلال الفرادة،

كل حياة ونحن عاشقين…

***

أليس الحب جدولًا

شقَّ مجراه بين الخلايا؟

أليس هو عصبَ الوقت

به نحيا؟

جمرَ المعنى

به تتَّقد قصائدنا؟

غصنَ الظنون

منه نحلِّق نحو الأفق؟

***

العمر ضائع من دونك

وأنا ممحوَّةٌ كملامح ليلٍ

مصروخةٌ كاستغاثة غريق

أتلمَّسُ عناصري المفكَّكة

فأدرك أن حركتي تيه

كلامي زئبق

نومي هذيان

ويقظتي غياب.

***

ما نفع ذراعيّ إذا عجزتا عن ضمِّك؟

عينيّ إذا لم تريا وجهك؟

جسدي إذا لم يتوالد في حضنك؟

الحياة إذا لم تتمحور حولك؟

***

أنا،

إن كنتُ قوية فبِكَ

وجميلة فلعيونِك

وعاشقة فمِن حبِك

وثائرة فمن أجلِك

وكاتبة فمن وحيِك.

***

من دونكَ،

أهيم برِجْلٍ واحدة،

ألهث برئةٍ وحيدة،

قلبي يضخّ من دون نبض،

أتحرك كالآلة

وفي مرآتي ذهول…

***

كيف أدَّخرُ عمري

وبي غيمةٌ

تُغطّي وجه الأرض.

بي غربةٌ

أوجَعُ من انكسار غصن.

بي أنك أصبحتَ

موطني وغربتي،

عتمتي ونجمتي،

أهلي وعَمَلي،

طفلي ورَجُلي.

***

أشتاق إليك

كما يشتاق السراب إلى المياه.

أنتظرُ صوتك

لأكمل معزوفتي.

***

أنشدُ دفئك

ليسري الدم في يديّ

فألتقط زئبق المعنى

وأسكن في القصيدة.

***

(*) من ديوان “عناقيد الزئبق”، دار سائر المشرق، لبنان، 2019.

173

اترك رد