باسم السر الذي جمع قلبينا
والروحين والجسدين،
باسم الملاك الذي يهمس لكلٍ منا
بما يشغل الآخر،
وباسم الحصان الجامح الذي امتطيناه
صوب تلال الفرادة،
كل حياة ونحن عاشقين…
***
أليس الحب جدولًا
شقَّ مجراه بين الخلايا؟
أليس هو عصبَ الوقت
به نحيا؟
جمرَ المعنى
به تتَّقد قصائدنا؟
غصنَ الظنون
منه نحلِّق نحو الأفق؟
***
العمر ضائع من دونك
وأنا ممحوَّةٌ كملامح ليلٍ
مصروخةٌ كاستغاثة غريق
أتلمَّسُ عناصري المفكَّكة
فأدرك أن حركتي تيه
كلامي زئبق
نومي هذيان
ويقظتي غياب.
***
ما نفع ذراعيّ إذا عجزتا عن ضمِّك؟
عينيّ إذا لم تريا وجهك؟
جسدي إذا لم يتوالد في حضنك؟
الحياة إذا لم تتمحور حولك؟
***
أنا،
إن كنتُ قوية فبِكَ
وجميلة فلعيونِك
وعاشقة فمِن حبِك
وثائرة فمن أجلِك
وكاتبة فمن وحيِك.
***
من دونكَ،
أهيم برِجْلٍ واحدة،
ألهث برئةٍ وحيدة،
قلبي يضخّ من دون نبض،
أتحرك كالآلة
وفي مرآتي ذهول…
***
كيف أدَّخرُ عمري
وبي غيمةٌ
تُغطّي وجه الأرض.
بي غربةٌ
أوجَعُ من انكسار غصن.
بي أنك أصبحتَ
موطني وغربتي،
عتمتي ونجمتي،
أهلي وعَمَلي،
طفلي ورَجُلي.
***
أشتاق إليك
كما يشتاق السراب إلى المياه.
أنتظرُ صوتك
لأكمل معزوفتي.
***
أنشدُ دفئك
ليسري الدم في يديّ
فألتقط زئبق المعنى
وأسكن في القصيدة.
***
(*) من ديوان “عناقيد الزئبق”، دار سائر المشرق، لبنان، 2019.