نحنُ أمام مسؤوليَّات تعزيز نشرِ الابداع الأدبيِّ والفكريِّ لكُتَّابِنا علي مستوي العالمِ العربيِّ برمَّتِهِ إن لم يكن العالم أجمع
هيفاء الأمين- أبوظبي (الصحافة في الخليج)
في صباح اليوم السبت الموافق 19-1-2019 هذا التاريخ المميز وبفندق روتانا بجزيرة السَّعديات الثقافية بقاعة ألماس. في العاصمة “أبوظبي” التي اختيرت عاصمة للثقافة العربية مؤخراً افتتح اليوم معالي الشيخ “نهيان بن مبارك آل نهيان” وزير التسامح الإماراتي المؤتمر العام السابع والعشرين للاتحاد العام للأدباء والكُتّاب العرب ، وذلك بمشاركة سبعة عشر وفداً يمثلون سبعة عشر اتحاداً؛ ورابطة؛ وأسرة؛ ومجلس كُتّاب، عرب، والذي تستمر فاعلياته مدة أربعة أيام على التوالي. حتى تاريخ 22 من الشهر الحالي .
ذلك بحضور سعادة الشيخ شخبوط بن نهيان بن مبارك ال نهيان سفير الدولة لدى المملكة العربية السعودية الشقيقة وسعادة الشاعر والكاتب الصحفي حبيب الصايغ أمين عام الاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات وسعادة الدكتور وجيه فانوس نائب الرئيس ورئيس اتحاد كتاب وأدباء لبنان، وسعادة إبراهيم العابد مستشار رئيس المجلس الوطني للإعلام وبحضور عدد كبير من المثقفين والأدباء والشعراء والكتاب ورؤساء وأعضاء الاتحادات والنقابات والجمعيات العربية للكتاب والادباء.
د. وجيه فانوس
وفي كلمة باسم الوفود التي القاها د.’وجيه فانوس’ رئيس اتحاد الكُتاب اللبنانيين نائب الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب، الأمين العام لاتحاد الكتاب اللبنانيين قال فيها: ها نحنُ نلتقي مُجَدَّداً، وكما هي عادتنا في الاتِّحاد العام للأدباء والكًتَّاب العرب، في هذا العُرسِ الثقافيِّ العامرٍ، الذي تستضيفنا فيه جميعاً دولةُ الإماراتِ العربيَّةِ المُتَّحِدة، لنتباحثَ في شؤوننا الثَّقافيَّة ونتداول في أوضاعنا الأدبيَّة والتَّنظيميَّة ونتعرَّف علي جديد كلٍّ منَّا في دنيا الابداع الأدبيِّ ومجالات العطاء الفكريِّ، ولنُقرِّر ما نراهُ لازِماً لتحقيقِ رؤانا للمرحلة المُقبلة.
ها نحن نلتقي مجدَّداً، ونحنُ نُشَكِّلُ، بفرحِ هذا التَّلاقي القائم علي وحدةِ اجتماعِنا، وبقوَّة هذا التَّلاقي القائمة علي إصرار كلٍّ مِنَّا علي التَّفعيلِ الإيجابيِّ المعطاءِ لرؤانا الفكريَّةِ والثقافيَّةِ والأدبيَّةِ، بكلِّ ما تنهضُ عليه هذه الرُّؤي من غِني ينفرجُ عن تنوُّعٍ في التَّجربة، وتَعَدُّدٍ في الرَّأي، لنقفَ في هذا التَّلاقي الخَيِّر ونحن التَّجمُّعَ الفِكريَّ والثَّقافيَّ والأدبيَّ الأكبر في هذا العالمِ العربيِّ، المُنشغِلِ بألف هَمٍّ وهمٍّ، والذي تعيشُ كثير من أرجائه الرَّحبة مآسٍ أليمةٍ، بل لئيمةٍ، هي بنتُ السِّياسةِ وليست بأيِّ حال بنتاً للثَّقافةِ التي ما انفكَّ اتِّحادُنا يعملُ، مع أمينه العام الأستاذ الشَاعِر حبيب الصَّايغ، ، بِكَدٍّ وإصرارٍ ومحبَّةٍ وثقةِ بالنَّفسِ، علي تنميتها وتعزيزها ونشرها.
نعم، أيها الكرامُ، إنَّ الشَّأنَ السِّياسيَّ، علي أهميَّتِه العُظمي وفاعلِيَّتِهِ الكبري، لا يحتاجُ، في إقراره أو إلغائِهِ، إلي أكثرَ من يدٍ تُمسِكُ بقلمٍ وتوقِّع في ثوانٍ علي ورقة، أما الشَّأنَ الثَّقافيَّ، فيحتاجُ، في تحصينِ أهميَّتِهِ وتعزيزِ فاعليَّتِه إلي جهدٍ جمعيٍّ تتكاتفُ في ساحات تَشَكُّلِهِ عطاءات الابداعِ والرَّأيِّ والجمالِ في الأمَّة، وتتعاونُ، في مجالاتِ تعزيزه ونشرهِ، جهودُ المؤسَّساتِ والأفرادِ عَبْرَ محطَّات موضوعيَّةٍ وحِقَبٍ زمنيَّةٍ عديدةٍ، متسلِّحةً بالوعيِّ والتَّصميمِ وحِسٍّ المسؤوليَّة الثَّقافيَّةِ، ولذا، فلن يمكن إقرارُ الشَّأنَ الثَّقافيَّ بسرعة، كما لن يمكن أبداً إلغاؤه بثواني تستغرقها يدٌ تُوَقِّعُ بالقلَمِ علي قرارٍ سياسيٍّ. ومن هنا، تكمن فاعليَّةُ ما يقومُ به الاتحاد العامُّ للأدباء والكُتَّاب العربِ، بشكل عامٍّ، وخاصَّةً في هذه المرحلةِ من التَّاريخِ العربيِّ المعاصِر.
نعم، نحن مسؤولون، وبِوَعيٍّ وإصرارٍ وتصميمٍ، علي العملِ الجادِّ والرَّصين والبنَّاءِ، في مجالاتِ تكوينِ الثَّقافةِ العربيَّةِ وتعزيز مجالاتِ الفاعليَّةِ الإيجابيَّةِ في وجودِها، ولذا، فكلَّما سنحتِ لنا الأحوالُ السِّياسيَّةُ بالتَّقاربِ في ما بيننا، أمعنَّا في هذا التَّقارُبُ، وسعينا، ما وسِعَتِ الطَّاقةُ، إلي تثبيته وحُسنِ تفعيله، وكلَّما سعت ظروفُ القرار السِّياسيِّ إلي تَنَافرٍ ما، فإنَّنا ما اعتدنا إلاَّ أن نبقي متمسِّكين بما سبق وحقَّقناه من تقاربٍ وحُسْنِ تفاعُلِ في ما بيننا، انتظاراً مِنَّا لفُرَصَةٍ أٌخري لتفعيلِ التَّقارُبِ وتعزيزه.
أيُّها الحضورُ البَهيُّ،
نأتي اليومَ، إلي هذا المؤتمرِ العامِّ، للإتِّحادِ العامِّ للأدباءِ والكُتَّابِ العربِ، ومن ضمنِ جدولِ أعمالِنا، موضوعاتٌ كُبري أساسيَّةٌ وتأسيسيَّةٌ في آن، ليسَ أقَّلَّها ما نسعي إلي مناقشته وإقراره من أمور النِّظامِ الأساسِ واللائحةِ التَّنفيذيَّةِ للإتِّحاد، وقد أمضَّت اللَّجنةُ المكلَّفةُ تحضيرَ الاقتراحاتِ المعنيَّةِ بهذا الشَّأنِ أكثرَ مِن سنتينِ تعملُ فيهما درساً ونِقاشاً، في رِحابِ مدينةِ القاهرةِ، قاهرةِ المُعزِّ، وبقيادةِ سعادةِ الأمينِ العامِّ، الأستاذ حبيب الصَّايغ، وحُسنِ عِنايةِ الزَّميلِ رئيسِ النَّقابةِ العامَّةِ لإتِّحاد كُتَّابِ مِصر، الدكتور علاء عبد الهادي. وبناءً علي ما سيتمُّ، في الأيَّام المقبلةِ، من مناقشةٍ وإقرارٍ، في موضوعِ النِّظامِ الأساسِ واللاَّئحةِ التَّنفيذيَّةِ، ستكونُ انتخاباتُ الأمانةِ العامَّةِ للإتِّحادِ وكذلكَ انتخاباتُ أعضاءِ مكاتبِ النَّشاطاتِ النَّوعيَّةِ لسنواتٍ مُقبِلَة.
الزُّملاء الكرام،
نحن أمام مرحلةٍ جديدة واعدة، بكلِّ خيرٍ، من مراحل مسيرة إتِّحادِنا العام، ونحنُ أمام مسؤوليَّاتٍ جمَّةٍ تواجِهُ كلَّ إتِّحادٍ أو رابطةٍ أو جمعيَّةٍ أو أسرةٍ أو مجلسٍ مِن أعضاءِ الإتِّحاد العامِّ، ليسَ أقلُّها السَّعيُّ المُنَظَّمُ والحثيثُ لإقرارِ ‘صندوقِ كرامةِ الكاتِبِ العربيٍّ’، بما يتيحُ لكثيرٍ من كُتَّابِنا ضمانَ الطَّبابةِ والاستشفاءِ، وما يؤمِّن للمتعثِّرين ماديَّاً، من أعضاء الإتِّحادِ العامِّ، سدَّ بعض تَعَثُّرِهِم. ونحنُ أمام مسؤوليَّات تعزيز نشرِ الابداع الأدبيِّ والفكريِّ لكُتَّابِنا علي مستوي العالمِ العربيِّ برمَّتِهِ إن لم يكن العالم أجمع، وكذلك تمتينِ عملِ الإتِّحادِ العامِّ في ترجمة الأعمالِ العربيَّة لِكُتَّابنا إلي اللُّغاتِ الأجنبيَّةِ، كما بدأ بهذا الأمر مكتب التَّرجمة في الإتِّحادِ بتنفيذِ من رئيسهِ الزَّميل الكريم الأستاذ صلاح الدِّين الحمادي، رئيس إتِّحاد الكُتَّاب التُّونسيين، ورئيس الاتحادِ العام للكُتَّاب المغاريين. ونحنُ، أيضاً وأيضاً وأيضاً، أمام مهمام وطموحات كثيرةٍ، لعلَّ من بينها العملُ الدَّؤوبُ والمسؤولُ علي إصدارِ البطاقةِ الاتحادية التي تتيحُ للكُتَّابِ العربِ أعتمادَها بمثابةِ جوازِ سَفَرٍ دبلوماسيٍّ إتِّحاديٍّ، يُعَزِّزُ فاعليَّةَ وحدةَ العملِ الثَّقافيِّ العربيِّ.
نعم، أيُّها الكِرامُ، إنَّنا نلتقي اليومَ في رحاب دولة الإمارات العربيَّةِ المُتَّحدة، وفي ساحةِ إمارة أبوظبيّ منها، دليلاً واضحاً علي اجتماعنا الثَّقافيِّ الحضاريِّ السَّامي، ونحن، في هذا الاجتماعِ، نُقَدِّم صافي الوُدَّ وأسمي الشُّكرَ وعميقَ الاحترام والتَّقديرِ لدولة الإماراتِ العربيَّةِ عامَّةً ولإماراتِ أبوظبي خاصَّةً، لما لاقيناهُ وسنُلاقيهِ مِن حُسْنِ الاستقبالِ وكريمِ الضِّيَّافةِ وجميلِ الرِّعايةِ، وعمقِ الانتماء الأصيلِ والواعي إلي الثَّقافة العربيَّة والالتزام المسؤولِ والرَّائدِ بقضاياها المعاصرة.
تحيَّةً إلي دولةِ الإماراتِ العربيَّةِ المُتَّحدة، وأسمي التَّقدير والاحترامِ للجهود التي تبذلها أمارة أبوظبي في استضافة هذا المؤتمر والعمل علي إنجاحه،
تحيَّة إلي سعادة الأمين العام، الأستاذ الشاعر حبيب الصَّايغ، لجهودهِ الخيِّرة لتحقيق هذا الاجتماع،
تحيَّة إلي اللَّجنةِ التَّنظيميَّةِ لهذا المؤتمر ولفاعليَّاتهِ المُصاحبة، بقيادتِها النَّشطة وبجميعِ جنودِها المجهولين، العاملين علي تأمين سُبُلِ نجاحِ التَّنظيم التَّحضيري والإداري لهذا المؤتمر.
تحيَّة إلي جميع الأدباء والكُتَّاب المشاركين في الفاعليَّات المصاحبة لهذا المؤتمر.
تحيَّة إخلاصٍ ووفاءٍ للثقافة العربيَّة التي تجمع بيننا، وإصرارٌ علي الالتزامِ الواعي والمسؤول والمبدع والجميل والمعاصر بقضاياها.
تحيَّة من الاتِّحاد العامِّ للأدباءِ والكُتَّابِ العربِ وإليهِ، بكم وعبركم.