تغريدات تعبر عن الأسى بفقدان قيمة فكرية وإعلامية
يحتفل اليوم بالصلاة لراحة نفس الإعلامية والأديبة مي منسى ، في كنيسة مار مارون – الجميزة، ثم ينقل جثمانها إلى بشري، انفاذًا لوصيتها بأن تدفن الى جانب والدتها، حيث سيوضع البخور عن راحة نفسها في تمام الرابعة من بعد الظهر في كاتدرائية مار سابا، من ثم توارى الثرى في مدفن الجمعية الخيرية المخصص لها.
زار الأب خليل رحمة ورودي رحمة وغازي جعجع وليد، ابن الراحلة الإعلامية والأديبة مي منسى في منزله، واعلموه أن والدته الراحلة كانت على اتصال مع فريق العمل الذي كان ينجز الحديقة العامة الخيرية منذ سبع سنوات وطلبت منه تخصيص مدفن لها قرب والدتها وهكذا حصل.
نعي
نعى وزير الثقافة غطاس خوري الإعلامية والروائية والناقدة الفنية مي منسى، التي وافتها المنية عن عمر ناهز 80 عاما إثر وعكة صحية، وقال: “برحيل مي منسى يفقد لبنان رائدة في عالم الصحافة والرواية والنقد الفني، شخصية مثقفة بكل ما للكملة من معنى، تميزت بشفاقية وبموضوعية في كل ما كتبت سواء في رواياتها التي ذاع صيتها في لبنان والعالم او في نقدها لكل عمل ثقافي”.
نعى اتحاد الكتاب اللبنانيين في بيان الأديبة الروائية مي منسى، وجاء فيه:
“فقد لبنان، بل فقدت الثقافة العربيَّة، إحدى الرائدات في دنيا الإعلام والرواية والأدب والفن. رحلت “مَيْ مَنَسَّى”، التي لم تفارق البسمة محياها رغم الألم، ولم يتوقف يراعها رغم الوجع .
كتبت “مي” بفرح، حتى ليخال المرء كلماتها قطعا موسيقية تتآلف في ما بينها لتعزف لحن الحياة ضمن اوركسترا مبدعة.
كانت “مي” رفيقة المهرجانات، من بعلبك الى جبيل وإلى بيت الدين؛ فنقدت بإخلاص ورقي من دون ان تبالغ في إشادة أو تجرح في نقد.
تُفارقنا “مي”، لكنها لا ترحل. إنها باقية في رواياتها الكثيرة وفي مقالاتها الادبية والفنية.
رحم الله “مي”، والهم اهلها ومحبيها الصبر والسلوان”.
نعت نقابة محرري الصحافة اللبنانية، في بيان، “رائدة الصحافة العربية الزميلة الأستاذة الأدبية مي منسى، واحدة من رواد الصحافة الأدبية والنقدية في لبنان والعالم العربي، والتي أسهمت في رفع شأن المهنة، ثقافيا وأدبيا. وبرحيلها تفتقد الصحافة واحدة من سيدات الكلمة، التي أعطت الوطن الكثير من مهنيتها وأدبها وثقافتها الواسعة. وبرحيلها سنفتقد إلى سيدة الكلمة الحرة الأنيقة والمتزنة”.
نعى نقيب محرري الصحافة اللبنانية الاستاذ جوزف القصيفي الصحافية والاديبة الكبيرة مي منسى، وقال: “ان مي منسى اديبة مرهفة، جمعت الى اناقة الكلمة؛ ثقافة واسعة، فكتبت بلغة غلب عليها البعد الإنساني العميق وسلاسة تنساب إلى أعماق النفس وتشد اليها القارئ المتابع الذي نسج معها علاقة وجدانية، تخطت تخوم الورق والحبر، لتستقر في العقل والقلب، قصة من الزمن الجميل الذي كانت الكلمة المحبرة بالمعاناة تجد فيه الملاذ الذي يبقيها ندية في ذاكرة متابعها، في تلفزيون لبنان في بداياته ، وجريدة النهار، ورواياتها الست. انتعلت مي منسى الغبار ومشت، قبل أن يشق الفجر قميصه، فكان نعيها المشهد الاخير على مسرح حياتها، الذي ملأته عطاء لم ينضب الا عندما سقط القلم من يدها مضرجا بابداعاته .
بغياب مي منسى تنطوي صفحة مشرقة من كتاب الصحافة النقدية، التي أثرت الحياة الفنية والأدبية في لبنان والعالم العربي، وينسحب وجه نسائي رائد، ترك بصمات طرزت بماكينة الخياطة حكاية الرحيل في سفر خالدات من وطن الأرز. رحمها الله، قدر ما تستحق واكثر”.
وسام الاستحقاق اللبناني
اعرب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن ألمه لغياب الأديبة والإعلامية مي منسى، معتبراً أنه “بغيابها خسر لبنان وجهًا مشرقاً من وجوهه الفكرية والأدبية والإعلامية، وهي التي تميزت بالكلمة الهادفة والرأي الناقد السديد، وبأسلوب وضعها في مصاف كبار أدبائنا ومفكرينا وإعلاميينا الحاضرين منهم والذين غابوا”. وأشار إلى أن “مي منسى كانت من السيدات الرائدات اللواتي دافعن عن حقوق المرأة ودورها في المجتمع اللبناني والعربي”.
وتقديرًا لعطاءات الراحلة، قرر الرئيس عون منحها وسام الاستحقاق اللبناني، وكلف وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور غطاس خوري تمثيله في مأتم تشييعها الثلاثاء في كنيسة مار مارون – الجميزة.
كتب الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري، تغريدة عبر حسابه على “تويتر”، قال فيها: “برحيل مي منسى يخسر لبنان إعلامية وأديبة أغنته وأغنت الثقافة العربية بقلمها وفكرها ولباقتها. رحمها الله”.
نعى الرئيس فؤاد السنيورة في بيان الأديبة والصحافية مي منسى، وقال: “لقد خسر لبنان بوفاتها وجها مشرقًا وراقيًا من وجوه لبنان الثقافية والفكرية والحضارية كما خسرتها أيضا الصحافة الأدبية والنقدية”. وإعتبر أن “الراحلة كانت نموذجًا متميزًا للرقي والشفافية والوطنية اللبنانية”.
تابع: “لقد كان حضورها شفافًا وكلامها مؤثرًا وعميقًا وصادقًا كما كان أدبها راقيًا، وسيفتقدها الكثير من اللبنانيين كما ستفتقدها المنتديات والمناسبات الثقافية اللبنانية، وبفقدانها سيفتقد الجميع النكهة الثقافية المميزة التي اسمها مي منسى الاديبة والصحافية والانسانة”.
تغريدات دامعة
غرد النواب على حساباتهم على تويتر معربين عن أسفهم لرحيل الأديبة مي منسى ومن أبرز تعليقات هؤلاء:
ميشال معوض:” برحيل مي منسى يفقد لبنان قامة أدبية وقيمة صحافية هامة، سنفتقد رمزا من رموز الكلمة الأنيقة والحرة. وداعا”.
الوزير السابق بطرس حرب: “مع غياب مي منسى يخسر لبنان شخصية أدبية وروائية وصحافية مميزة بثقافتها ورقيها وحسها المرهف. رحلت من هذه الدنيا لكنها ستبقى صفحة مضيئة في ذاكرة لبنان”.
فؤاد مخزومي: “برحيل الإعلامية الروائية والأديبة مي منسى يفقد اللبنانبون قامة أدبية وإعلامية وثقافية قل نظيرها. مي منسى أعلت أيضًا صوت المرأة ودافعت عن الحريات. إنها من رائدات الصحافة في لبنان. نتقدم من أسرتها في صحيفة النهار وأسرتها الصغيرة بأحر التعازي”.
زياد الحواط: “مع غياب مي منسى يتراجع الضوء الإعلامي والأدبي والثقافي في لبنان. أمثالها يغيبون من دون رحيل. تحية لمسيرة عمرها أكثر من 50 عامًا”.
شامل روكز عبر حسابه على “تويتر”: “رحلت لؤلؤة من الزمن الجميل والأدب الراقي والكلمة الحرة وشغف الحياة.. رحلت مي منسى تاركة فراغًا عميقًا في تاريخ الصحافة والإعلام والأدب اللبناني”.
ستريدا جعجع: “مي منسى من عمالقة الزمن الجميل في لبنان، زمن الفن الراقي والأدب والصحافة والرواية والمسرح وهي ترحل اليوم بجسدها فقط إلا أنها باقية دائما أبدا خالدة بنتاجها الأدبي والثقافي”.
اضافت: “برحيل مي منسى فقد لبنان قيمة إنسانية وأدبية وصحافية فريدة بعشقها للتألق والإبداع”.
رولا الطبش جارودي: “بعد 60 عامًا من العطاء، رحلت الإعلامية المخضرمة فراشة النهار مي منسى. برحيلها يخسر لبنان اديبة وروائية ووجها نسائيا رائدا، إلا ان كتاباتها المبدعة ستبقى محفورة في قلوبنا ووجداننا”.
القوات والاشتراكي
نعت الدائرة الإعلامية في “القوات اللبنانية”، في بيان، الصحافية والروائية والأديبة والناقدة الفنية مي منسى “التي يخسر مع رحيلها لبنان صورة من صوره الجميلة، بحضورها وثقافتها وعمقها وإنسانيتها وتواضعها ورقيها وإبداعها وقلمها وكلماتها وصوتها وحنانها وشغفها للحياة والجمال وعشقها للتألق والإبداع.
والأسى كل الأسى أن لبنان يودِّع تباعًا الكبار والعمالقة في الأدب والفن والثقافة والشعر والعلم والصحافة الذين ساهموا في صناعة أمجاده وبريقه وصورته، ويودِّع معهم حقبة جميلة من تاريخه وذاكرته وإرثه الحضاري والإنساني”.
أضاف البيان: “ستبقى مي منسى في الذاكرة اللبنانية من خلال أعمالها الخالدة، وستبقى حية في ذاكرة كل من عرفها مناضلة حتى الرمق الأخير”.
اعتبرت مفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي في بيان أن “الصحافة اللبنانية حزينة كما المسرح والموسيقى والرواية، على رحيل الأديبة والمفكرة والصحافية مي منسى، فبغيابها يودع لبنان قلما أنيقا ومذيعة راقية وروائية وناقدة ملتزمة، منذ انطلاق مشوارها المهني في العام 1959 في تلفزيون لبنان وصولا الى زاويتها الرحبة على صفحات جريدة النهار طوال سنوات منذ العام 1969”.
أضاف البيان: “برحيل مي منسى نفتقد فكرها، ونستذكر أعمالها الغنية مثل “أوراق من دفاتر شجرة رمان”، “المشهد الأخير”، “أنتعل الغبار وأمشي”، “الساعة الرملية”، “حين يشق الفجر قميصه”، “تماثيل مصدعة” و”ماكنة الخياطة”، ومئات المقالات النقدية والادبية والفكرية التي أغنت المكتبة اللبنانية والعربية كما المكتبة الموسيقية”.
الحركة الثقافية- أنطليلس
نعت الحركة الثقافية – انطلياس الاديبة الراحلة مي منسى وقالت في بيان:
“مع غياب مي منسى يخسر الاعلام الثقافي والوسط الأدبي اللبناني قلما كان له دوره المميز من خلال تلفزيون لبنان وجريدة النهار الغراء. منذ العام 1969 احتلت مقالاتها النقدية الصدارة في الصفحة الثقافية في مجالات الآداب والموسيقى والرسم.وبعد العام 1998 صدرت روايتها الأولى أوراق في دفاتر شجرة رمان وهي من وحي الحرب والكراهية المتبادلة”.
وتابع البيان:”روايتها الثانية أوراق من دفاتر سجين صدرت عام 2000، والسجين فيها هو الصحافي المتشبث بكلمة الحق يرى فيها ضمانة حريته وكرامته.المشهد الأخير روايتها الثالثة صدرت عام 2003 وهي تربط قدر المسرح المدمر بقدر الشخصيات الدرامية التي رفعها خمسة ممثلين على الخشبة. وفي العام 2004 صدر كتابها باللغة الفرنسية Dans le jardin de Sarah يعد الله فيه نفسه بخلق نموذج انسان أفضل في المرة القادمة. أما الرواية الرابعة انتقل الغبار وأمشي، عام 2006، فقد نالت الجائزة العالمية للرواية العربية في أبو ظبي. وتستحضر الكاتبة في هذه الرواية مآسي الحروب التي تشهدها بقاع عديدة من العالم من خلال الأطفال الذين نكبوا في غياب أهلهم”.
اضاف:”في آذار 2008 تصدر روايتها الساعة الرملية، وهي قصة عائلة لبنانية تمتد على ثلاثة أجيال. في العام 2009 أصدرت كتابا جديدا بالفرنسية، ثم أصدرت عام 2010 حين يشق الفجر قميصه عن دار رياض نجيب الريس. ثم أصدرت ماكنة الخياطة عام 2012، وتماثيل مصدعة عام 2014. ولم تنشر المخطوطة بالفرنسية عن مدينة حلب المدمرة.ان مي تأثرت بمناخ والدتها البشراوية والتي كانت تشبعت من جبران خليل جبران وكانت تحب القراءة كثيرا. وليس صدفة ان تترك في وصيتها إرادة بان تدفن قربها في بشري”.
وختم:”ان الحركة الثقافية – انطلياس التي كان لها شرف تكريم الراحلة عام 2009 في المهرجان اللبناني للكتاب، كعلم من اعلام الثقافة في لبنان والعالم العربي، تتقدم من جريدة النهار ومن عائلة الراحلة بأعمق مشاعر التعزية. كما انها على يقين ان أمثال مي سيبقون خالدين في ضمير الشعب والوطن”.