الكوكب المربع

 

مرت السّنوات والشّعب ذو الوجه المثلث يعمل أجيراً لدى الشّعب ذو الوجه المستطيل. إلى أن بدأت اللّغة تمكّن الشّعبين من التّواصل بشكل شبه عادي، مما شدّ الرجل المثلث لعشق المرأة المستطيلة والعكس صحيح. تمت بعض الزيجات السرية تحدياً لقانون منع الاختلاط بين الأشكال إلى أن حدثت أولى الولادات الصادمة… للطفل وجه مستدير وعينين واسعتين جميلتين مع أنف جذاب بفتحين رقيقتين.

بدأ النّقاش الدّيني حول هذه الظّاهرة التي تلتها ولادات أخرى تؤكد أن مزيج الشعبين هو نوع ثالث لا يمت لهذا الكوكب بصلة. اعتبر البعض أن ذلك هبة إلهية أوجدت نتاجاً أجمل وأنقى فيما اعتبر البعض الآخر وهو الأكثرية بأن هذه هي اللعنة التي توحي بانقراض الأشكال الهندسية من الكوكب المربع، ولذلك يستحقون القتل. كان صاحب نظرية القتل الرجل المستطيل والمرأة المثلثة كونهما الأكثر ضرراً خوفاً على عنوستهما. انتصر الفريق المسالم حين أفتى كاهن المعبد الكبير بأن الشكل الدائري هو الشكل الأكمل وبأن هذا اللقاء بين الشعبين ما كان صدفة بل هو من صنع الآلهة.

كانت البداية صعبة جداً لتقبل المخلوق الدّائري الذي أثبت أنه جدير بالاهتمام. لكن المشكلات تفاقمت مع ازدياد أعداد الزيجات بين المستطيل والمستطيل وتراجع الزيجات المعهودة بين الطرفين إلى مستوى خطير يهدد بإبادة الجنسين، المثلث والمستطيل. لذلك اجتمع عقلاء الفريقين وقرروا التخلص من النتاج المختلط وقتل كل من تسوِّل له نفسه بالزواج من الفريق الآخر وذلك حفاظاً على حقيقة وجودهم.

****

(*) قصة من كتاب” العميان الجدد” الصادر حديثاً- صفحة 40.

guilaf al 3oumian al joudod

اترك رد