روائيون وشعراء: الأدب العالمي يثري «المحلي» ويساعد على النضج

الاطلاع على المعارف من شأنه التأثير على حياة الفرد وميوله

husein sanouna

حسين السنونة-  الدمام

من الطبيعي أن يكون للأدب المترجم تأثير على كل من يعمل في الشأن الثقافي سواء أكان روائيا أو شاعرا أو ناقدا، ويؤكد عدد من المثقفين والأدباء لـ«اليوم» أن الاطلاع على الأدب الآخر وخاصة المترجم شيء مهم خاصة ليعطيك نافذة أن تتطلع على الأدب والعلوم لعالم آخر مما يساعد على النضوج القوي في أي فن تختاره من الفنون الأدبية.
إرث مشترك

في البداية يقول الشاعر السعيد عبدالكريم: لكي نكون منصفين وصادقين لابد أن نقر بأن الترجمة نوعان، ترجمة قد تنقل لك روح كاتب النص وتجربته، وترجمة قد تفسد النص ومعناه، وإذا قلنا إنك تقصد ذلك النوع الجيد فالإجابة نعم. فقد تأثرت بإليوت في ديوانه الأرض الخراب، وكذلك رامبو في الإشراقات وفصل في الجحيم وفرلين وبودلير وسونتات شكسبير والكثير من الروس والألمان والأسبان وغيرهم؛ وذلك ﻷن الثقافة إرث مشترك بين شعوب العالم وحضاراته قديما وحديثا، ودائما نقول الأدب الحقيقي أدب بأي لغة.

 حياة الأديب

ويقول الروائي عيسى نهاري: نعم بالطبع.. فالاطلاع على جميع العلوم والمعارف من شأنه التأثير على حياة الفرد وميوله الأدبية، ومن ذلك الأدب العالمي المترجم الذي يزخر بكم هائل من المعاني والأفكار التي تؤسس لأرضية مغايرة سواء من حيث التلقي أو الإنتاج الفكري، لذا فإن الأدب العالمي يلعب دورا في إثراء الشخص، فهو يسهم في تشكيل آليات التلقي، وكيفية فهم الآخر، كما أنه يمنح بعدا مختلفا ينطلق منه الفرد في بناء أفكاره وآرائه بشكل حر غير منغلق على رأي واحد، فمن يملك كافة أبعاد النظر والفهم لن يحصر رؤيته في اتجاه معين، بل سيخلق تصوره مستندا إلى التنوع الذي تمده به قراءاته المتعددة.

wajih fanous

د. وجيه فانوس

 قبول الآخر

فيما يقول الناقد وجيه فانوس: كان لي، بحكم الدراسة وثقافة البيئة التي نشأت في أجوائها، أن أطلع، منذ تفتح وعيي الأدبي وانطلاق مداركي الثقافية، على نماذج من الآداب العالمية. بعض هذه الأعمال قرأتها في تلك المرحلة المبكرة من سني العمر بلغتها الأصلية ولكن ضمن مختصرات للعمل الأدبي، وبعضها الآخر قرأته مترجما إلى العربية. هكذا تعرفت على بعض روايات تشارلز ديكنز وإميلي بونتي وسواهما. وقد كان لهذه المعرفة، في تلك المرحلة المبكرة من عمري، أن أغنت معرفتي اللغوية إلى حد كبير وضمن مساحات واسعة، كما رفدت خيالي وفكري بأمور وقضايا وصور لم يكن لي أن أعرفها مباشرة عبر المجتمع الذي كنت فيه. وهذا الإغناء ساعدني كثيرا، مذ ذاك الحين وفي مراحل كثيرة لاحقة على عيش عملي ونظري، في آن، لفكرة قبول الآخر والتفاعل معه. ويمكن القول إن مطالعاتي لأعمال أدبية أجنبية أثرت زادي الثقافي.

 تقليص المسافة

ويؤكد الروائي والمسرحي كاظم نصار: نعم..كانت ومازالت حركة الترجمة نشطة بالفعل في تعريفنا بكل الآداب من أوروبا إلى أمريكا اللاتينية..لقد تعرفنا على ثورة الشعر الحديث والشعر الفرنسي وروايات ماركيز وأشعار رامبو..وعلى مسرحيات عالمية لابسن وشكسبير وبريخت ونظرياته المسرحية.. الترجمة قلصت المسافة بيننا وبين العالم خاصة لم يكن آنذاك انترنت وتواصل كما يحدث اليوم..لقد تربت الأجيال القديمة على إبداعات وآداب العالم من خلال الكتب المترجمة، وفي العراق كانت ومازالت دار المأمون والشؤون الثقافية نشطة وقدمت أمهات الكتب والتي تربت عليها أجيال عديدة.

****

(*) “اليوم” 8 يناير 2019.

اترك رد