قراءات حول “إطلالات وجوه وحبر أقلام” لشفيق حيدر

جزالة الكتابة وكثافة المعاني تفتح الآفاق وتثير شهية الجدال الحسن

shafic

نظمت جمعية قدامى مدرسة مار الياس في الميناء و”تعاونية النور الأرثوذكسية”ا في القصر البلدي في الميناء ندوة حول  كتاب “إطلالات وجوه وحبر أقلام” للمربي شفيق حيدر، الصادر عن “تعاونية النور الأرثوذكسية للنشر والتوزيع”  في حضور كهنة  ورجال فكر وقضاء وأدب وأصدقاء وخريجين تقدمهم رئيس بلدية الميناء عبدالقادر علم الدين ورئيس جمعية الخريجين الدكتور الياس بيطار.

مولود

قدم للندوة وللمنتدين المهندس يحيى مولود مرحبا ومشيرا إلى أنه هو وأقرانه من الخريجين “تشاركوا مع الكاتب أمل الغد بوطن أحلى واقتنعوا برسالته المستمرة العبر” إلى أن “عبر بهم المؤلف من الطفولة العابرة إلى عبر البلوغ قبل الأوان فحملنا تعاليمه أينما حللنا لنتسلح بالمعرفة والتجارب. هو الأرثوذكسي المستقيم من غير تعصب يرسم خطا بيانيا واضحا لرؤاه لنرتوي نحن التلامذة من مخزونه الإيماني والفكري الغزير”.

حمزة 

ثم قرأ أمين سر الجمعية الداعية إبراهيم توما رسالة من دبي من مديرة تحرير قناة CNBC الإقتصادية الإعلامية هنا حمزة ذكرت ب”كلمات الأستاذ شفيق في خطاب التخرج: “العالم ليس مدرستكم ولا بيت أهلكم، هناك العالم مختلف”.

وأضافت: “نعم أعترف بعد قرابة 30 عاما من التخرج أنه عالم مختلف تماما، بل مفترس. نتساءل يا أستاذي، يحيى وأنا، وغيرنا عن سر هذه المدرسة. وتقول أنت: “غريب سر هذه المدرسة يتركها المرء ويبقى القلب فيها. إن سر المدرسة بسر أهلها”.

طعمة

وجاء دور المنتدين دارسي الكتاب فتحدث النائب السابق المهندس نضال طعمة عن “الرعاية والشهادة الحية” عبر ترجمته الوجدانية للوجوه على تنوعها، وأنهى: “مقاربات الأستاذ شفيق حيدر بجزالة الكتابة وبكثافة المعاني تفتح الآفاق وتشرع أبواب النقاش وتثير شهية الجدال الحسن. وهو في كل ما يقول ينطلق من كونه ابن نهضة مشرقية أبت الجمود وعبرت عن نفسها بحركة استقامة ندرت مواهبها من أجل بلورة بهاء شوهته أنانيات البشر. لذلك جاءت كلماته مفعمة بالحس الرعائي، وداعية الى الشهادة للحق”.

نجار 

أما العميدة الدكتورة مرلين حيدر نجار، فبعد عرض ملامح المؤلف من خلال السير التي قدم بواسطة كلمات “تعكس من جملة ما تعكس، جوهر الكاتب وإن من خلال وصفه الوجوه”، انتهت إلى خلاصات كثيرة ومنها ما قالته في الكتاب: “هو ليس بكتاب كما اعترف كاتبه بل هو ذكريات سردية عن أشخاص وعن كتب، وسير تحتذى لشخصيات أوثر عنها جمال روحها، أو جمال إبداعها، أو جمال أخلاقها. وأجمل ما فيها أنها من البيئة الطيبة. وهو لم يكتف بتكريمهم في اللحظة فقط وإنما أيضا خلدهم في الزمن، لأن الكتابة تخليد لذكراهم عبر النصوص المطبوعة كي لا يصيبها النسيان”.

زريق

وأتت مداخلة رئيس “مؤسسة شاعر الفيحاء” سابا زريق الثقافية الدكتور سابا قيصر زريق، لتختم الأمسية التي ركزت على الكتاب وهو، على حد تعبيره، “صفحات حضنت، بتوازن ملحوظ، سيرا بسيطة ومقتضبة لوجوه مطلة، وحبر أقلام هي آراء لمؤلفنا في نتاج أعلام وكتاب”. وركز بأن “القارئ سوف يكتشف أن المواضيع الآتية تتكرر في الكتاب: الإنسان والرجاء والإيمان والمحبة والحق والفرح والإلتزام”.

وتطرق إلى “الجهاد السلمي والنضال في سبيل إعلاء شأن الكنيسة الأنطاكية والاستقلال والعلم والعقل والمعرفة والسلام واللاعنف والأصول الكنسية والجمال وإنكار الذات”، معرجا على “العيش الواحد والتواضع والصدق والاستقامة والتسامح والإخلاص والعروبة”.

حيدر

<

p style=”text-align: right;”>وألقى المؤلف حيدر كلمة شكر وركز على التاريخ بقوله: “التاريخ لا يكتبه فقط العظماء بل يخطه، أساسا، الناس العاديون البسطاء. وفي معرض ذكرنا التاريخ أتساءل: لماذا الخوف منه ومن رجاله؟ محاولة جوابي هي: إن ما يفسر موقف الخائفين ووجلهم هو عجزهم عن ترك بصمة في التاريخ ووعيهم أنهم صغار بالقياس إلى قامات الأسلاف الخالدين.
التاريخ يا سادة امتحان تواضعنا وعنوان كبرنا”.

اترك رد