ندوة حول شعر سابا زريق في طرابلس

zreik

استضاف صالون فضيلة فتال الأدبي في طرابلس الدكتور سابا قيصر زريق في ندوة بعنوان “الدين والدنيا في شعر شاعر الفيحاء سابا زريق”.

حضر الندوة النائب السابق مصباح الاحدب، الأب إلياس البستاني ممثلا متروبوليت طرابلس للروم الكاثوليك المطران إدوار ضاهر، ألامين العام للإتحاد الفلسفي العربي الدكتور مصطفى الحلوة، ألامين العام للجمعية اللبنانية للمعلوماتية ورئيس نادي ليونز طرابلس- فيكتور الشيخ منصور الخوري، مديرة فرع جامعة القديس يوسف في الشمال فاديا علم الجميل، رئيسة قطاع المرأة في تيار العزم جنان مبيض، مديرة جمعية الصفدي الثقافية سميرة بغدادي، نائب رئيس المجلس الوطني للإعلام إبراهيم عوض، وعن “لقاء الأحد الثقافي” العميد الدكتور أحمد العلمي، الدكتور ماجد الدرويش والدكتور لامع ميقاتي، ومهتمون.

فتال

في مستهل اللقاء، تحدثت فضيلة فتال عن إسلوب شاعر الفيحاء “المؤمن بالحوار والديمقراطية وقوة الإقناع، حيث كان صاحب مدرسة في الشعر في عصره وأجاد في شعر الحكمة والفلسفة وشعر الحياة بلذاتها وآلامها وحلاوتها ومرارتها،أما أجمل شعره وأكثره تعبيرا عما كان يجول في نفسه من الخواطر فقد تمثل في ما كان يلقيه من على المنابر في المآدب والحفلات وفي ما كان ينشره من قصائد في الجرائد والمجلات”.

وتحدثت عن الدكتور سابا قيصر زريق “الذي يحمل إسم جده الشاعر، والحائز على شهادة الدكتوراه في الحقوق والذي أسهم ولا يزال يسهم في نشر إرث طرابلس الثقافي والأدبي باذلا المال والجهد لإبراز نتاج أبناء الفيحاء والشمال من شعراء وأدباء ومؤرخين والذي نستضيفه اليوم في حديث عن الدين والدنيا في شعر جده شاعر الفيحاء”.

زريق

وقال الحفيد سابا زريق مستهلا حديثه: “كنت قد قطعت وعدا ألا وهو عدم خوض مثل تلك المواضيع خشية إدراج إسمي في قائمة المحابين من أبناء طائفة ما، غالبا ما يحاولون التعبير عن تقاربهم من أبناء طائفة أخرى من طريق الإستشهاد بألف مأثرة تاريخية، والكل يدرك مدى الشرخ الطائفي الذي أمعن بعض السياسيين وكذلك بعض رجال الدين في تأجيج نيرانه على مدى عقود من الزمن، غير أني وجدت في شعر شاعر الفيحاء أبياتا جميلة ومعبرة، أبياتا صادقة عن الروح السامية المشتركة التي تجمعنا”.

أضاف: “ذخر قريض شاعر الفيحاء بأبيات تنبذ الطائفية وتدعو إلى التسامح والتآخي على أساس وحدة وطنية في ظل ما تفننت الصحف وتفنن المنظرون في إطلاق عليه، تارة تسمية التعايش أو العيش المشترك، وتارة أخرى العيش الواحد أو ما يشبهها من تسميات، إن دلت على شيء فهي تدل على تأصل هذه الآفة في مجتمعنا العفن، وما اللجوء إلى هذه المفردات المبتكرة إلآ لذر الرماد في عيون الساذجين”.

ثم توقف عند نظرة شاعر الفيحاء إلى الدين والدنيا من زاويتين: الأولى واقع الدين في الدنيا والثانية مرتجى الدين في الدنيا، مستشهدا بأبيات وقصائد لجده شاعر الفيحاء الذي لمس عبر مسيرته الطويلة ومن خلال تماسه مع كل فئات المجتمع الطرابلسي الضيق واللبناني الأوسع أن التعصب المتغلغل في نفوس مواطنيه هو سبب الويلات والنوائب التي تآكل الوطن بسببها ما أدى إلى نزاعات وتناحر مخيفين حيث وصف في إحدى قصائده التعصب بالسم وأنه والتناحر داءان لا يشفي منهما إلا الشباب الناهض والمتعلم”.

ورأى “أن التعصب يولد نزاعات دامية وأن هناك تجني على الأديان من قبل من يستعملها مطية لبلوغ مآرب هي أبعد ما تكون عن جوهرها”، وتوقف عند أبيات وقصائد “تعكس إيمانه وإجلاله لعظمة المولى وهو المسيحي المؤمن والملتزم الحالم بعلاقات إنسانية إجتماعية يؤدي الدين فيها دورا موحدا وجامعا يترك فيه الدين للديان”، معتبرا “أن الأديان على إختلافها منصة لدين جامع جديد، وقد سمح شاعرنا المسيحي الملتزم لنفسه المؤمنة بمناجاة رسول المسلمين والتضرع إليه ليمن على روح فقيد مسلم بالرضى”.

وختم زريق: “رحل صاحب العشرين ألف بيت، الحالم بلبنان الوحدة، عشية تفشي الجنون القاتل في بلدنا، فكان لإستعادة المولى لوديعته في ذلك التوقيت بالذات خير جزاء على حياة صالحة بذلها شاعر الفيحاء فعلا وصوتا وقلما وقريضا، في سبيل تعزيز روابط التآخي بين المواطنين اللبنانيين عموما والطرابلسيين خصوصا. رحل قبل أن يشهد تداعي لا بل إنهيار صورة ذلك الصرح الأخلاقي الذي عمل مدماكا مدماكا على التبشير به وعلى تقريب الدين من الدنيا في رحابه”.

وأعقب ذلك حوار بين المحاضر والحضور.

اترك رد