سَقيًا لَها الأَيَّامُ…    

153341    maurice najjar

مِن بَعدِ أَن ذَبُلَ الرُّواءُ على المُحَيَّا والإِهابِ

وغَدا النَّجِيعُ ولَيسَ في جَرَيانِهِ غَيرُ اكتِآبِ

والقَعرُ بانَ فَما بِهِ خَمرٌ تَعِزُّ بِها الخَوابِي

وبَدا كَأَنَّ على المُسافِرِ أَن يُهيِّئَ لِلذَّهابِ

بَرَزَ السَّنا مِن وَجنَتَيكِ على المَشارِفِ كَالشِّهابِ

فَإِذا خَيالُكِ في اليَبابِ نَسائِمًا تُحيِي الرَّوابِي

ودُرُوبِيَ الغَبراءُ باتَت مِن أَرِيجِكِ في اضطِرابِ

حَسناءُ… هل يَقوَى الفُؤَادُ على التَّحَرُّقِ والعَذابِ؟!

بِي رَغبَةٌ… هل تَستَقِيمُ على مَفاصِلَ مِن سَرابِ؟!

كُفِّي لَهِيبَكِ، لَم يَعُدْ لِي دُونَ سِحرِكِ مِن حِجابِ

أَنا قَد طَوَيتُ على التَّذَكُّرِ كُلَّ آهاتِ التَّصابِي

ورَفَعتُ أَشرِعَتِي، ورِيحُ العُمرِ تُمعِنُ في اغتِرابِي

الله… كَم كانَ الهَوَى حُلوًا، على تَوقِ الشَّبابِ

والكَأسُ تَدعُو، والحَنايا شَوقُ لَحنٍ في رَبابِ

سَقيًا لَها الأَيَّامُ… وَلَّت، والرَّحِيلُ بِلا إِيابِ

وَلَّت، ولَم يَبقَ سِوَى الأَحلامِ والصُوَرِ العِذابِ!

66b

اترك رد