كما العصفور… طفل شغوف، وحروف

0666  josef gemayel

تجمعني بالشاعر الدكتور يوسف عيد صداقة حديثة العهد، متأصّلة كالورد. في جنباتها انتحاب البنفسج،انتحار الجرد. شعره يرحل بالكلمة، يطير الى القلب كالنغمة، من عبير النار إلى عبق البرد.

كما العصفور شعاع صيف، شراع طيف، وريح صباح تسلّق طهراً جوع هند، عطش الوعد.

كما العصفور عنوان، مدخل إلى عالم من الظلال ، حدوده شرود الخيال، واستقاء زيتونة دهرية الخصال، ثلاثيّة الأبعاد.

البعد الأول تشبيه صرف،ضاع منه طرف، وابتدا فيه السؤال: ما الشبيه بالعصفور? أهو شعر، أم جمال، أو وصال?

والبعد الثاني تناص، فيه ائتلاف واختلاف ،وشعر السعيد عقلاً، في اختيار ثقافيّ الخصال. كما العصفور. كما الأعمدة. وعمدة الكلام ، وِصال الهلام، وبيدق القلال.

أمّا البعد الثالث فهو النكوص نفساً ومبنى، إلى عالم الغلام، يلهو بالكلام، بدمع السلام، ونور السؤال: ماذا بَعد?

نعم. ماذا وراء عصفور ال”كما” وال”كيف”? ماذا بعد عبور الصيف، والضيف?

نثرت حُبّي ليأكل العصفور من شعر العيد، جمال الغيد، مطمئن الفؤاد، غير خائف من الصيد.

وصيد يوسف من عتيق الكلم/ الخمر، يهديك  أرقى/ أنقى/أشقى ما في العمر، من لذيذ السكر، بلا قيد.

كما العصفور. كما الريشة، في أغنيّة الفنان اليمنيّ أبو بكر سالم بلفقيه.لقاء بين كيانين هائمين، في عالم الطير. العصفور الصوفيّ  وريشته. ريشة القلم الصادح في قلب عصفور الشعر.

قصائد كما العصفور سلسلة مناجيات: للحبيبة، والزوجة والوطن. وزوجة الشاعر هي حبيبته والوطن. يناجيهامن خلف حجاب البوح الستّينيّ. لا عمر يقف حائلاً بين الشاعر والعشق المراهق. وجهلة الستين ليس لها دين.

لغة عيد مراهقة تتزيّا بجمالات الصور . معجمها من أرض قريته بزيزا. يعصر فيها زيتونه المقدّس، محوّلاً المعاني المائيّة إلى خمرة قانا.ويطيب مع الشعر لقانا.

عودة إلى غلاف الديوان: لون أوراق الزيتون، في سماء زيتيّة الانبعاث، حروفيّة العناصر، يرفّ فيها عصفور فينيق، خارج من الرماد،

صديقي الشاعر عيد، شعرك مرآة روحك. حروفك مغزل قرويّ الخيوط، أندلسيّ الرؤى، سندسيّ الهمسات. فيه من البساطة ما يقلق شاعريّته. ولكنّ مشاعره تبقى هي الأساس، صلاة يوميّة تكشف ذاتها، في انصهار الثلج والنار، الفرح والحزن، البداية واللانهاية.

****

(*) بمناسبة توقيع ديوان كما العصفور للشاعر الدكتور يوسف عيد،يوم الخميس ٦ ك١ ٢٠١٨, في كلية الآداب الفرع الثاني الفنار.

0666

اترك رد