قد قيل لي في صِغَري

  

قد قيلَ لِيْ في صِغَرِي:
إنَّ النِّسَاءَ بَعَتْمَةِ الليلِ سَوَاءْ

*
هي كِذْبةٌ كُبْرَى ،
فإنَّ الخَمْرَأنواعٌ وألوانٌ وأمْزِجَةٌ ،
وليستْ كالهَوَاءْ
*
هِيَ كَالمَاءِ ولكنْ
ليسَ كلُّ الخَمْرِ مَاءْ
*
في عَتْمَةِ الليلِ النُّجُومُ زَوَاهرٌ
وَهْيَ النُّجُومُ بَعَتْمَة ِالليلِ البَهِيْمِ
على اختلافٍ كالنِّسَاءْ
*
يا نَجْمَةَ الحُلْمِ السَّنِيِّ
أرَاكِ كالنُّورِ البَهِيِّ
كَوَرْدَةٍ تَجْتَاحُ رُوْحِي بِالبَهَاءْ
*
فأمُدُّ كفّي بالرَّجَاءِ
إليكِ كي تُلْقِي بِشَالِكِ وَالرِّدَاءْ
*
تَكْفِي مُلاءَاتُ الغُيُومِ عَلَيْكِ
كي يَخْتَالَ غيمُكِ بِالسَّنَى وَالكِبْرِيَاءْ
*
وَكُرُومُ لَيْلِِي عالِيَاتٌ مُشْرِفَاتٌ
وَالعَنَاقِيْدُ اسْتِغَاثَاتُ اشْتِهَاءْ
*
فَلْتُطْفِئِي المِصْبَاحَ
لا احتاجُ للنّورِ
وَكُوني كَيْفَمَا شِئْتِ أمَامِي
كانْبِلاجِ الصُّبْحِ تِمْثالَ ضِيَاءْ
*
قُبَلِيْ أنا،
وَمَرَغْتُ بِيْ نَهْدَيْكِ
بِيْ خَدَّيْكِ ،
بِيْ عَيْنَيْكِ ،
بِيْ صُدْغَيْكِ ،
بِيَ ما أرْخَي عَلَيْكِ الليلُ
من سِحْرِ المَسَاءْ
*
إنَّ في عَيْنَيْكِ
دُنيا من ربيعٍ
وَأنا ألهو بما يَجْذِبُ حِسّي
أحْتَسِي القَهْوَةَ رَشْفاً
ثم أنسَى ذلكِ الفِنْجَانَ
قُرْبِيْ باردًا،
وَيَدِيْ تَمْتَدُّ من غيرِ انْتِبَاهٍ وَارْتِوَاءْ
*
ثُمَّ أُدْنِيْهِ فَرَاغًا
مَنْ رَأَى قَبْليَ إنْسَانًا
بهِ عِشْقٌ كَعِشْقِي
يَشْرَبُ الفِنْجَانَ نَخْبًا من خَوَاءْ ؟!
*
أوْ أنَا أُشْعِلُ لي سِيْجَارَةً
ثُمَّ أُقْصِيْهَا بأُخْرَى
قَبْلَ يَأتِيْهَا انْطِفَاءْ
*
ذاهِلُ عن كلّ ما حَوْلِي
سوى أنْغَامِ موسيقَى
وَحَسْناءٍ تردُّ الرُّوْحَ رَقْصًا وَانْتِشَاءْ
*
مَرْحَبًا بِالدِّفْءِ
يَهْمِي شَغَفًا في القَلْبِ
هَيّا وَادْخُلي حَمَّامَ أنْدَاءٍ
وَشَلاّلَ نِداءْ !
*
كلُّ وَادٍ رُحْتُ أمْشِيْهِ حَفَاءً
قد مَشَى بِيْ كَشِرَاعٍ
بِيْ إلَيْكِ،
دَفَعَتْهُ مَوْجَةٌ جَذْلَى
وَأنْسَامُ رُخَاءْ
*
أنتِ لِيْ مَعْنَى وُجُودِي
وأنا
مُزْمِعٌ كَسْرَ زَمَانِي مِثْلَما
يَكْسِرُ المَاشِيْ على مَصْطَبَةِ الليلِ إنَاءْ
*
بَدْءُ عُمْري ليسَ يَخْفَى
بَدْؤُه أنتِ
وَمَا قد كُنْتِ أنْتِ بَدْءَهُ
ليسَ يُخْفِيْهِ زَمَانٌ عَنْكِ
أوْ
عن هَوَاكِ العَذبِ
يَثْنِيْهِ انْتِهَاءْ !

اترك رد