“النجوم التي انكدرت” هي المجموعة القصصية العاشرة في رصيد الكاتب التونسي إبراهيم درغوثي. تدور أحداث قصص هذه المجموعة في جو يجمع بين الواقع الآني الذي يصوّر الأحداث التي يعيشها المواطن في تونس، والعجيب والغريب الذي يتشاكل مع هذا الواقع ليبني شخصيات المجموعة.
وقد أراد لها الكاتب أن تقطع مع الكتابة القصصية التقليدية ذات الشكل والمضمون المتوارث عن الكتابة السردية التي سادت في الساحة الإبداعية التونسية والعربية منذ أن وفد هذا الإرث الثقافي من الغرب على الشرق ليساهم مع غيره من الكتّاب المجددين بِلَبِنَة في عالم التجريب والكتابة الجديدة التي تجمع بين التراث والحداثة وتفتح آفاقا أخرى للنص القصصي وتعطيها بعدا جديدا يخرجها من التقليد إلى التجديد ومن محاكاة النص الغربي إلى آفاق أخرى تصنع فرادتها في الإبداع العالمي.
أما من حيث المضمون فإن قصص هذه المجموعة تُحدّث عن تونس ما بعد 14 جانفي 2011 شخصيات وأحداثا انطلاقا مما يعيشه المواطن التونسي اليوم، هذا المواطن الذي ظنّ أنه أنجز ثورة اجتماعية وثقافية واقتصادية وسياسية على رموز النظام السابق عندما خرج مناديا بالخبز والحرية والكرامة الوطنية ليجد نفسه من جديد خارج إطار هذه الثورة المغدورة التي استأثر بخيراتها الأسياد الجدد ولم يتركوا له حتى الفتات الذي كان يعتاش منه قبل الثورة.