فترينة_فرح

   

لم يكن شيء في حياته منضبطا ، فكل الأشياء من حوله علي شفا الانيهار ..كان قدريا علي نحو عجيب، أوكل كل أموره للقدر لم يعرف كيف يقوم من حياته ما أعوج وانحرف ..ترك الأمور تسير على عواهنها ، حبلها علي السايب .. بدا في مشيه كمن يتهاوى لا تحمله قدماه ..

كان يستكشف دواخله و يراقب حالة الوجل والقلق التي تملكته وتحكمت في تصرفاته اللا مفهومة ..

حاول عبثا ان يتعرف على ما ألم به ، على الرغم انه لم يكن متفاجئا .. كان يدرك ان أشياءه تسير نحو منحدر لامستقر له و لا قرار .. فإذا خلا إلى نفسه بكي من قلبه بكاء مريرا دون دمع ، كان يزفر نفسا ساخنا مكلوما ..

على من يلقي باللائمة و العتاب ؟

لا يدري .. أعلى قدره المعاند كما رسخ في أعماقه .. أم على من ؟

لم يدر ..

أنساه حزنه الالتفات إلى هندامه كما أفسد مزاجه .. أوصله إليى تحاشي نظرات الناس حتي لا يتكلف عبء رد التحية و التحية .. فروحه عطشى للابتسام ..

دب فيه بحر التشاؤم تسحقه موجاته الظافرة.. تقرر مصيره كما قررت مصير (ماكبث) ملكا مجرما في اللحظة التي استسلم فيها للتشاؤم ونبوءة الساحرات ، كان يواجه قدره منكمشا مرة و مشدود الصدر مرة ، وأحيانا ينسد الأفق في وجهه .. حاول دفعه بكل حيلة و فشل ، لم يجد بدا من الاستسلام لرنة الهاتف تأتيه بالفرج البعيد .. كأن هاتفه بفترينته الزجاجية الغبشة مارد المصباح الرهيب !

كلما اشتد همه أصغى إلى هاتفه إصغاء متهم إلى نطق البراءة ..

ينتظر رنته كمن ينتظر الغائب.

فالأمل في جعبته كالماء القراح يتجرعه علي غير ظمأ..

حاول عبثا ان يجد تفسيرا لتعلقه بالهاتف .. جلس يتدبر أمره و يفتش عن سر اسراره..

حتى بلغ تعلقه بهاتفه مبلغ من يضعه امامه ينظر إليه نظرة المستعطف .. يستجديه ان يرسل له فرجا او فرحا .. لم يكن ينظر الإ إليه و لم يكن يصغي الا إليه .. روحه تتمني ان يفاجئها الهاتف بما يتوقعه وما لا يتوقعه .. كان واعيا بدخيلة نفسه .. لكن لا حيلة له فيما استغرق حياته فيه من كل اتجاه .. ورغم ذلك ظل يتقلب نظره وسمعه لهاتفه لا يلهو عنه .. فرت الدمعة من عينيه ، خرجت من فمه زفرة فيها أثر مرارة وغيظ ..

تمنى أن يقبض الله روحه إن لم يعطه حياة كما يريد و يحب.

اترك رد