لقاء قائم على المحبة وكلمات من القلب
وقعت الكاتبة سمية تكجي مجموعتها القصصية الجديدة “بين أنا وعيوني البعيدة”، كتاب جديد للأديبة سمية تكجي وقعته أخيراً في بلدية سن الفيل. أجواء الاحتفال يختصرها الأديب مردوك الشامي بما يلي:
المحبة جامعة ، والإبداع فردوس يقصده المحبون ، وسمية تكجي جمعت حول قلبها المضيء وكتابها الجديد ” بين أنا وعيوني البعيدة” ، الصادر عن دار ناريمان للنشر والتوزيع ، حشدا كبيرا من أهل الشعر والثقافة والإعلام والصديقات والأصدقاء، بالإضافة إلى الوزير السابق الأستاذ عبد الرحيم مراد ، ومدير قصر الأونيسكو الأستاذ سليمان خوري .
ليلة الأربعاء 26 أيلول ، كنا على موعد لتوقيع الأديبة سمية تكجي لمجموعتها القصصية في قاعة الاحتفال ببلدية سن الفيل ..
باقات الورود سبقت الجميع إلى المكان ، والإلفة قرنفل اللقاءات ، وسمية وعائلتها وحفيدتها التي تحتفل بمولدها في اليوم نفسه وسفيرة القناديل كلود صوما ، كما عادتها تألقت بتقديم الحفل بكلمات فيها دفق ودفء كبيرين.
ناريمان علوش الناشرة والإعلامية والشاعرة تحدثت عن الكتاب ، والنشر ، وأبدعت بلغتها التي تمتلئ شاعرية وشذى.
الدكتورة كلوديا أبي نادر، مثلت وزارة الثقافة ، وقرأت كلمة نقدية محترفة وجميلة ، والدكتور ميشال سعادة قرأ نصا نقديا مكثفا ونوعيا ، وكان لي كلمة ، قلت فيها ما شعرت به فعلا وأنا اقرأ مجموعة قصصية تؤسس لنقلة بديعة في هذا الفن الجميل.
وكان لسمية تكجي ، وقفة شكر ، وقراءات من كتابها تميزت بالرهافة والعمق.
جهاد وهبي ، تألق عازفا على قيثارته ، والرائعة دارين روكز ، قدمت بورتريه لسمية في منتهى الاحترافية والحب ، وهي قدمت أيضا بكل إبداع غلاف الكتاب.
حفل حاشد وأنيق ، اجتمع حول القصة القصيرة ، فكان بحد ذاته قصة رائعة لهذا الالتفاف والاحتضان ، للصديقة سمية ونتاجها المبدع.
في نهاية الحفل ، قطعت سمية قالب الكيك ، والتقطت صور تذكارية مع الجميع ..
***
في ما يلي نصوص الكلمات كاملة
الإعلامية و الأديبة ناريمان علوش
كما البدر يُحرق عتمة الليل، كذلك حضوركم يشعل المدى حرفا مضيئا..
راعي الاحتفال معالي وزير الثقافة الدكتور غطاس خوري ممثلا بالدكتورة كلوديا أبي نادر..
معالي الوزير عبد الرحيم مراد الداعم دائما لكل
ما يرتقي بالثقافة.. الاستاذ سليمان خوري الحريص على حضوره ممثلا وحي الكلمة .. الحضور الكريم من شعراء ومثقفين وأصدقاء ومشاركين أهلا وسهلا بكم جميعا على متن هذا الكوكب المضيء بكم..
بعضُ الكلمات سحرُها في التماعة المعنى ونبوغه برقا يشقُّ كواليس الغيم ويذبحُ حمرة الغياب بومضة من الدهشة.. بعضُ الحروف تشرَعُ الماورائيات لتقطف من أسرارها فلسفة الكينونة، بغض القلم عن مدى الصفحات واتساعها.. بغض النظر عن مدى العين والبصر ..فالرؤى عبر عيون القلب أبعد وأعمق وصولا الى مدى النفس والأنا..
بين العيون والمدى، مسافة حلم.. حلم يرتدي
شغف الحواس.. الشغف للاستماع الى الموسيقى، للرقص، للغناء،لبوح الجمال والحب، الشغف لالتقاط أبعد غاية حيث المنتهى هو بداية الضوء…
” بين أنا وعيوني البعيدة” تلك الأنا التي أغمضت عينيها وابتعدت بالنظر.. بعيدا جدا عنها .. وقريبا جدا من القلب والروح .. ومن سمية تكجي التي منحت كتابها سماتِ السّمية ووقعت ملامحها بين سطوره ويشرفني ان تكون دار ناريمان للنشر كنية هذا المولود…
وكم أنا سعيدة أن وعدي للحرف ما زال على قيد العهد والوفاء وأن إيماني بالحبر يشرب من روافد الأمل فينضج وينضج مع كل ابتسامة للصباح على مرايا الأحلام..
فمبارك لنا جميعا هذا المدى البعيد بين الأنا والعيون، بانتظار اتّساعه باصدارات جديدة ونجاحات جديدة وكل الشكر لكم على مشاركتنا هذا العرس الثقافي.
د. كلوديا ابي نادر
مجموعةٌ قِصَصِيَّةٌ وَوَمْضاتٌ تَطْرَحُ إِشكَالِيَّةَ اللّانَمَطِيّة والمغايرة منذُ العنوان «بين أنا… وعُيوني البعيدة». وللأُقصُوصَةِ طَقوسِيَّةٌ آسِرَةٌ ومُقَيِّدَةٌ في الوقتِ عينهِ؛ إلّا أنَّها حَبْكٌ أَدبيٌ، وبَيانيٌ وبالطبعِ لُغْزِيّ!
*وكاتبُ الأُقصوصَةِ يَتَمتَّعُ بِنُبوغِ الإخراجِ الهُوليودِي بامْتياز! والتأثيراتُ المَشْهَدِيّةُ تُتَرْجَمُ عند القارئِ انْفِعالاتٍ وتَساؤُلاتٍ تَخْطُفُ أَنفاسَهُ وتَأْسُرُ انْتبَاهَه، وتَتَلاعبُ بأفكارِهِ وتَوَقّعاتِهِ وانْتظاراتِهِ حتى آخِرِ كلمة، آخِرِ حرف. وغالباً ما يُقْذَفُ قارئُ الأٌقصوصةِ في المجهولِ والشُعورِ بمتاهةِ الغُموضِ الذي يَلُفُّ ما يَقْرَأهُ!
*هي الأُقْصُوصَةُ قد شَيَّدَتْ غَيرِيَّتَها على مأساةِ إِيجازِها: فأبطالُها قِلَّةٌ قليلة، شخصانِ في الغالب، والأحداثُ المُتَشابِكَةُ تَتَشَعَّبُ من حَدَثٍ واحد، وغالباً ما يكونُ المسرحُ الدْراميّ وَحْدَةً مكانيّةً تَخْتَصِرُ الأَمْكِنَة في ضَبابيّةِ اللّامكان! أمّا الزمنُ فقد قُطِعَ حَبْلُ صِرَّتِهِ بعد أن ارْتدى ضوئيَّةَ التشويقِ ونَبْضِ الإثارة!
*وتبدأُ الأقصوصةُ مع حَدَثٍ، غالباً ما يكونُ عادياً، إلّا أنَّ المُرْعِبَ في الأمرِ هو التطوُّرُ الدّراميُّ الذي يَسْبُقُ كُلَّ توَقُّعٍ فَيُوقِعُ بالحَيْرةِ والقَلقِ والخوفِ من نهايةٍ صادِمةٍ بلا تَوَقُّعِيَّتِها!
*وبالعودةِ إلى «بين أنا… وعُيوني البعيدة» يَقَعُ القارئُ في حالةٍ من الارتباكِ، فَضَبَابِيَّةُ رَسائلِ الكاتبةِ تُفْصِحُ إِضْماراً، وتَتَلَذَّذُ في حَبْكِ الغَيْبِ العَبَثيَّ والسُورّياليّ! وبعضُ العناوينَ تَسْتَفِذُّ هناءَةَ القارئِ الكْلاسيكيّ: «رؤوسُ موتى من قُرُنْفُل»، «سِمفُونيَّةُ العَصا»، و«مُؤخَّرة».
*ولقد صَرَّحَتِ الكاتبةُ في إهدائها عن جَنينِيَّةِ قِصَصِها في تَقَمُّصِها وحُلُولِيَّتِها، إذْ قالت: «أَصْطَحِبُكُ حين تُغادِرُني رُوحي لِتَسْكُنَ في عَوَالِمَ وحَيَواتٍ أخرى لِتُولَدَ من جديد». لا شكَّ أنَّ القارئَ يَرْكُنُ إلى بعضِ القِصَصِ التي تُحاكي المَنْطِقَ العاديّ والمُوَشَّحَ بِالأحاسيسِ البشريّة فَقِصَةُ «أبي في صُندوق» المُتَوَسِّلَةُ الرَمْزِيّة وقد ارْتَدَتْ صُندُوقَ فُرْجَةِ الطُفولةِ التي تُكوِّنُ رَمادِيَّةَ العالم بِثَوَرانٍ لَوْنِيٍّ يَزْرَعُ الأرضَ بِرَوْعَةِ الفُجَاءَة. وما بين مُسْتَهَلِ القِصة «الحياةُ صندوقٌ مليءٌ بالمفاجآت»، وسُقُوطِ النهاية «كان أبي المفاجأة… أبي داخلَ الصُندوق» يَكْمُنُ الإبداعُ الإيجازيّ في الأٌقصوصة.
*«بين أنا…. وعُوني البعيدة»
أَنْ تَتَوَسَّطَ الكاتبةُ «اناها المُنْفَصِلَةَ عنها، ورُؤْيَتَها العَرَّافة، فذلكَ يعني بالتأكيدِ انْفِصالَ جَسَدِها عن رُوحِها وفِكرِها وهي في حالةِ الكتابة. وأُقصُوصاتُها المتناهِيَةُ في الصِغَر خيرُ دَليلٍ على لُمَعِ غرابةِ مُحاكاتِها!
*سُميّة تَكجَي،
أَدْرَكْتِ تماماً أنّ خيطاً واهِياً يَفْصُلُ بين السعادةِ والشَقاء! وذَلّةُ الخَيْبَةِ غالباً ما ترتدي بَطْشَ القَدَر! وعلى سبيلِ المثال، في أُقصوصَةِ «أميرة» الفَاضِحةِ للخِيانةِ الزوجيّة، تُجاورُ الدْراما الكُوميديا، فَتَحارُ الدمعةُ بين البُكاءِ والضَحِكْ.
*وفي أقُصْوصَةِ «طبيبٌ أَخْرَق»، جُوبِهَ «الخواءُ» «بِرَشْفَةِ عِناق»! عندَ اضْمِحْلالِ الركائِزَ والإِتجاهاتْ، شخصٌ واحدٌ، قادرٌ هو على إِعادَةِ خَلْقِ الكون!
سَطْرانِ، لا غير، وَصَفَا «الراقصة»: «عندما يُريدُ أنْ يَصِف امْرأَةَ لا تَرُوقُ له يقولُ عنها «رَقّاصة». أثناءَ العَرْضِ، كانتِ الراقصةُ بين الخُطْوَةِ والأُخرى، لا تَدوسُ على قَدَمِ أحد». إنجازٌ مُمْتِعٌ ومُؤْلِمٌ في الوقتِ عينهِ، ذلكَ أَنَّ الخُبْثَ لا يُوصَفُ إلّا بذاتِهِ!
*وأُقصُوصَةُ «كُرسِيٌ هَزَّاز»، فَضَحَتِ الكاتِبَةُ وَهْمَ الرَّغْبَةِ الذي يُعمي البَصَرَ والبَصِيْرة: «جَلَسَتْ تَنْتَظِرُ… سَمِعَتْ صوتَ الخُطى من بعيد، أَصْغَتْ طويلاً، ما زالَ الصوتُ بعيداً… وهي ما زالت تَجْلُسُ على الكُرْسيّ الهَزَّاز». لقد تَجَسَّدَتِ التْراجيديا في كلمةٍ واحدةٍ تَنْتَظِرُ، هو الإنسان كَ Godot يَنْتَظِرُ في مَحَطَّةٍ قِطاراً لن يَمُر!
*وفي أُقْصُوصةِ «وَدُودٌ… لدود»، حَرْفٌ واحِدٌ غَيَّرَ المُعادَلة! والإبهامُ الظاهِرِيُّ في ما وَرَدَ، تَعْبِيرٌ قَزَمٌ عن ماردِ ثُنائيّةِ البَشَرِ التضادِّية، والتي تَعْكُسُ ثُنائِيَّةَ الحياةِ والمفاهيم.
*تقولُ الكاتبة: «قضى مُعْظَمَ الوقْتِ يَتَكلَّمُ عن البُطولةِ… فجأةً سَمِعَ كلمتينِ، نَكَّسَ مُعْظَمَ الراياتِ، نَظَرْتُ في عَيْنَيْهِ، أَشْفَقْتُ، عينٌ وَدُودةٌ وعينٌ لدودة.
*أُنهي مداخلتي بِوَمْضَةٍ رائعةٍ، جاءَ فيها:
«أَهْدانِي أبي ساعةً في عيدي
كانت تَنْبُضً بِصَمْتٍ
كَبُرَتْ، يَبِسَتْ عُروقُها وعَلَا فيها الصوتُ
رَحَلَ عيدي وأتى عيدُ الوقتْ»
*سُميّة تكَجِي، مَعَكِ حق، فنحنُ أبناءُ الزمن، أمَّا الوقتُ فلا قُدْرَةَ لنا عليه، هو الموتُ رقَاصُ ساعةِ حياتِنا، فكُلُّ ثانيةٍ تُقًرِّبُنا منه، ونحنُ على سَذاجَتِنا، نُسابِقُهُ عَلَّنا نَكْسَبُ شيئاً من الوقتِ الضائع، ونَجْهَلُ، أو نَتَجاهَلُ، أنَّ الوَقْتَ سَيَمُرُّ على غَفْلَةٍ مِنّا، وما من أَمْرٍ سَيُغَيِّرُ مَوْعِدَ رَحيلِنا!
*سُميّة تَكَجِي،
لن تَمُرَّ أقاصيصُكِ مُرورَ الكِرامِ على قارِئِيها! سَتَحْفُرُ جَداوِلَها، وتُؤَسِّسُ لِأَنْهارِها، ودَلْتَا مُعاناتِكِ وخُبُراتِكِ سَيَتُوقُ دائماً إلى طَوْقِ بَحْرِ مُتَلَقِّيْكِ!
باسمِ معالي وزير الثقافة، الدكتور غطّاس خوري، وباسمِ مجلسِ الفكر، ألف مبروك.
ميشال سعادة
مقدمة
نافذة على الكتاب
بدءًا، قرأت نصوصًا للصديقة الكاتبة/ الشاعرة سميّة تكجي، كما استمعت لها في لقاءاتٍ شعريّةٍ متعدِّدةٍ. رأيتني دائمًا، مأخوذًا بكتابتها، لغةً ومضمونًا. ولمّا طلبت مني تتويج كتابها “بين أنا… وعيوني البعيدة”، بمقدمة، سارعتُ وقبلتُ.
قرأتُ مخطوطَ هذا الكتابِ الماثلِ للطبع. عاودتُ القراءةَ أكثرَ من مرةٍ، وما بينَ القراءةِ والمعاودةِ وُجِبَ عليَّ الاعترافُ المتواضعُ، وكاستهلالٍ Exergue راودتني عبارةٌ حلمَ بها ڤالتر بنيامين Walter Benjamen . وفي هذا الحلم، الذي كان منعشًا Euphorique.
قال بالفرنسيّة: Il sˋagissait de changer en fichu une poésie”” ما معناه[ كان الأمر يتعلق بتحويل قصيدة شعريّةٍ إلى شالٍ]
والمعروف أن كلمة “شال Fichu” كلمةٌ فرنسيةٌ تكتسي أهميةً كبيرة للدلالة على معنى الوشاح والشال ومنديل المرأة.
أقرأُ سميّة تكجي حالمًا.
تُرانا نحلُمُ دومًا بفراشنا وأثناء الليل؟
هل نحن مسؤُولونَ عن أحلامنا؟
وكيف التجاوبُ معها؟
لِنفترض أنني أحلُمُ. في هذه الحالة سيكون ُ حلمي سعيدًا مثل حُلُم ڤالتر بنيامين، كوني أتناولُ نصوصًا فريدةً ومميّزةً.
كونِهِ عمليةً تُعنى بإنتاجِ نصوصٍ ذات طبيعةٍ أدبيّة، فضلًا عن أنّ العملَ النقديّ عملٌ إبداعيٌّ حضاريٌّ لا يقلُّ أهميةً عن عمليةِ إبداع النص الأدبي الذي نتناولُهُ. وأنا كناقدٍ، أحاول القبضَ على التجربة الإنسانيةِ التي حاولت الكاتبة تكجي استخلاصها عبر نصوصها المتنوّعة والمتعدّدة.
وإلى كوني ناقدًا، فأنا قارئٌ في الدرجة الأولى، وأراني أقفُ في عداد موريس بلانشو الذي رأى إلى عمليّة القراءةِ نشاطًا تأوُّيليًّا من نوعٍ خاصٍّ . على أنَّ هذا النَّشاط يتطلّبُ إمكاناتٍ ومواهبَ لا تتوفَّرُ لدى كل النّاسِ. باعتبار أنَّ النصَّ يُعتَبرُ بحثًا في حفريات طقوسِ القراءةِ وآلياتها النفسيّة والاستعدادات الذهنيّة.
وذلك كذلك، لأنَّ النَّصَّ النقديَّ هو نصٌّ إبداعيٌّ، على أن يحلَّ النص الإبداعي في المرتبةِ الأولى، ومن ثمَّ النصُّ النقديُّ.
وهذا ما حدّدَهُ رولان بارتٌRoland Barttes .
أُسارع إلى القول، إذا كانت اللغةُ الإبداعيّة هي التعبيرُ من العالم/الإنسان، فاللغة النقديّةُ هي “ميتا- لغة Méta- langue” (بتعبير بارت). أي هي كلامٌ على الكلامِ، فيما الوظيفة الأساسية تكمنُ في أنها شارحةٌ. وإلى كونها شارحةً فهي تدخلُ في حيِّز ما يُعرفُ بـ” معنى المعنى”.
بعد هذه الاستفاضة التي لا بدَّ منها، أعودُ إلى سؤال- لماذا قرأتُها وعاودتُ القراءةَ؟ ولماذا ما بينهما راودني الحُلُمُ؟
هذا، لأني رأيتُ إلى القاصة/ الشاعرة سميّة تكجي تتمرأى عالمنا بشهيَّة إنْ في القصص أو في الومضات. هي تفكِّرُ لأنها تحلُمُ. تفكّرُ بالحُلُمِ وفي الحُلُمِ؛ وترى إلى الحلم هذا الترياق الأوّلي لكل فكرٍ يخشى على ذاته التلاشي.
شؤون وشجون أرادت الكاتبة/ المؤلفة إبرازها.
لذا أراني بدءًا أُمعِنُ النَّظر في مفرداته، فيلوحُ لي ضمير الـ”أنا” في صيغة المفرد، وفي المرتبة الأولى باعتبار أنَّ الإنسانَ ” جُرمٌ صغيرٌ وفيه استوى العالم الأكبر”. أما كلمة “العين” فحلّت في صيغة الجمع ” عيوني” التي ليست إلى اكتمالٍ بنظر الكاتبة إلا بصفة ” البعيدة”. ومن ثمَّ، فإن لظرف المكان ” بين” أهمية باعتباره بين أناها و”عيونها”. ولا يخفى أنّ ” عيون” ارتبطتْ بياء المتكلم. ما يعني أنَّ هناك اتصالًا وثيقًا وحتميًّا بين الأنا والعيون. وما يعني أيضًا أن الكاتبة ترى بعينها الحسية رؤيةً مباشرةً وبعيونها المجازية رؤٍى.
سميّة تكجي، في كتابها هذا، صاحبة رؤيةٍ ورؤيا في آنٍ. وهي، من خلال قصصها القصيرة والقصيرة جدًّا والومضات لم تحلُمُ باللغةِ وتفكر باللغةِ، انطلاقًا من فَرَضية أنَّ العالمَ كائنٌ لغويٌّ بامتياز. أدركت أن الحُلُمَ كشفٌ، تجاوزٌ ومُلامسةٌ للـ”هناك”، وأنَّ اللغة العربية التي أحبّت هي الأداةُ المرنةُ حين يكون لكاتبها قدرةٌ على تطويعها.
وعليه، فإني أَرى إلى كتابها ” بين أنا… وعيوني البعيدة” يتشكَّلُ عبرَ محاورَ خمسةٍ، هي تباعًا:
- العنوان.
- الإهداء.
- قصص قصيرة (وعددها 14 قصة).
- قصص قصيرة جدًّا (وعددها 29 قصة).
- ومضات (24 ومضة).
في العنوان “بين أنا … وعيوني البعيدة”، أرى إليه يشكلُ الاسم في الدرجة الأولى، وتاليًا، هو نافذةٌ نطلُّ منها على هويةِ الكتاب، وعلى محتواه، بما في ذلك من “الغموض الواضح، أو الوضوح الغامض”. وإن في هذا سمة من سمات الشعرية التي لم تسئ إلى أجواء القصص ولا إلى أجواء الشعر.
سمية تكجي أدخلت إلى قصصها تلويحاتٍ شعريةٍ أغنتْ مفهوم القصة وزادتها عمقًا وتشويقًا. رأيتُ إليها أديبة يليقُ بها كلُّ تقديرٍ. وهي لا زالت تجهدُ في كتابتها محافظةً على أخلاقية عالية في رسم معالم القصص، وبعيدةً من أي زيفٍ، على الرغم من أنَّ عالمنا مُنكسرٌ وممزقٌ. لذا ما رأيتها إلا مترفعة أو ساميةً، جلُّ غايتها بناء الإنسان بناءً سليمًا معافًى.
أما في ومضاتها، فقد سلكت مسلكًا جديدًا يٌسهم في تأسيس الأدب الوجيز الذي يتلاءم ويناسبُ روح العصر، تتوقفُ عند الواقع المُباشر في سردها، بقدرِ ما تجاوزته كشفًا للمدى الأرحب. يعنيها ما تراهُ بأمّ العين، لكنّ هدفها الأساس ما تراهُ بعين البصيرةِ. لذا، نراها في كلِّ قصةٍ تلجأُ إلى خاتمةٍ سعيدةٍ تتلاءمُ وفحوى القصةِ العام، حتى لكأنها جاءت تحكي ، تسْرُدُ، ثمَّ تُعَلِّمُ انطلاقًا من ” أدّبني ربي فأحسنَ تأديبي”.
أحكمت نسْجَ القصص في نوعيها القصيرة والقصيرة جدًّا، فجاء السردُ بمعيّةِ أسلوبٍ مشوِّقٍ يحمل القارئ على بساط خيالٍ خلّاقٍ. ولا يخفى على القارئ اعتمادها طريقة مبتكرة ” بعيدة” من الثرثرة والملل.
أدخلت إلى القصةِ تقنية جديدة في الصياغة، بحيث تقرأ قصّة ” قريبة” من الواقعِيةِ، محمولة على بساط الشعر، قوامها في كل هذا (الكاتبة) لغة رشيقة، تؤولُ إلى حبكةٍ تصبُّ في خاتمةٍ لا تتعدّى السطرين على أبعد حدٍّ. على أن جمالية قصتها تندرجُ في موضوعها المبتكر، وفي إيقاعاتها البعيدة من أية رتابة تشوِّشُ تلقي القارئ، كأن تخدش مشاعرهُ أو تعطِّل مسيرته. فلا معنًى جارحًا ولا لفظةً نابيةً تُسيء إلى أذن، على أن القصة عندها تلمعُ وتبرقُ وتمرُّ خطفًا في جوٍّ حميم يتركُ أثرًا طيّبًا وصدًا متناغمًا. ولا يخفى استعمالها عبارات شيِّقة، ومصطلحات مستحدثةً توقّعُ أنغامها على أوتار قارئها. غدت كلُّ قصةٍ مشهدًا، ما يشي أنَّ تكجي خبيرةٌ في رسم مشهدياتها، وذات إلمامٍ في صوغِ جداراتها أو سردها. فما رأيت قصةً تجاوز عدد شخصياتها الاثنين، مع العلم أنَّ الأمكنة تتغَيّرُ والأسباب تتعدّد. ويبقى الوضوحُ سيّد الموقف. وإن لاح غموضٌ فهو يندرج في ما أسميه المحكوم بالسرعة. على أن الدمغة لديها تلاويحُ صورٍ ما إن تظهر حتى تختفي. انطلاقًا من أنّ ومضَتها لا تُفشي أسرارها بسهولة، يغلفها غموضٌ يزيدُها أَلَقًا، كونها شاعرة تحيا ضمن عوالم رمزية لا تني تتوسّعُ وتغتني. انطلاقًا من هذه المسلمة، رأيتها شاعرةً قادرةً على التحكم بأسلوبها. بحيث جاءت ألفاظها انتقائيةً، تكشِّفُ انفعالاتها واللافتُ في الأمرِ أنَّ أسلوبها لم يقتل روح العفويةِ والبداهة. إنها عليمةٌ بأنَّ هذه اللغة المنتقاة بدقة، هي وحدها قادرةٌ على رصد حالاتها النفسية، ما مكّنها من تنظيم تجربتها وإسكانها فسيح المتخيلِ والمتحملِ والممكنِ.
انعتقت تكجي من أسرِ الطبيعة لتحلِّقَ في أجواء عوالمَ من إبداعها وصنع لغتها التي تميّزت بسحر البيان وغواية الكلمات. اللغة عندها أكثر من أداةٍ للتعرُّفِ. إنها هذا الجسر الذي يصلُ العالم الخارجي بالعالم الداخلي. اللغة عندها، كما يقول هيدغر ” مثوى الإنسان وبيته”.
أرى إلى صديقتي سمية تنمو داخل اللغةِ، من خلاصها. وقد أدركت أنَّ ” الكلمة لا تدلُّ على شيءٍ بل على شخصٍ يفكر في هذا الشيء” [پول فاليريPaul Valery] وهي عليمةٌ بأنَّ المتعة واللذة إنما يُعشعشان في المجازات والمعاني.
شكرًا، صديقتي على عملك القيِّم، مع دعائي بأن يعتمد هذا الكتاب في جميع المدارس ليكون في متناول الطلبة.
مردوك الشامي: سمية تكجي
بوصلتها القلب ، دروبها الحياة ، ومحبرتها اتساع المدى
على الرغم من أنّ القصة القصيرة في بلاد العرب ، لم يُعترف بها كنص إبداعي ، إلا منذ سنوات قليلة ، ولا يزال لغاية اليوم كثيرون من النقاد والكتاب ، مسحورين بالشعر، يعتبرونه كتاب الإبداع الوحيد ، وأن كل كتابة بعيدة عنه خيانة للإبداع ، وأن كل ما هو خارج خيمة الخليل وإيقاعاته المحدودة ، مجرد كثبان لا تجعل من الصحراء غابة اخضرار، ولا تموسق الواحة، ولا تجلبُ إلى سلالة الرمل أحفاد العطر..
لهذا كتّاب القصة في بلادنا قليلون ، وفي لبنان هم أيضا قلة ، وغير مرئيين تماما ، في وقتٍ المنابر كلها تنفتح للقصيدة وفرسان الكلام المنمق ، وما تبقى من منابر ورقية ، لم تفسح للقصة مطرحا كي تبين.
قليلون يعرفون نتاج توفيق يوسف عواد ويوسف حبشي الاشقر، ميخائيل نعيمة ،عواطف سنو ادریس ،كرم ملحم كرم وسهيل ادريس والياس الديري وليلى بعلبكي وإميلي نصر الله ،الياس العطروني ، ووديع ملحم العريضي، وليم الخازن ، جورج مصروعة ، ومحمد عيتاني أحمد سويد والدكتورعبد المجيد زراقط وعلي حجازي والدكتور يوسف الصميلي ومنى شاتيلا، وآخرين، أسسوا لفن القصة القصيرة في لبنان بكتابات بكر، بعضهم تابع وبعضهم غادر إلى الرواية ، وبعضهم توقف عن معاقرة القص.
حتى العم غوغول كان بخيلا برفدي بالمعلومات عن كتاب القصة ، وهذا يدعم ما أقوله فعلا، عن غياب القصة والقصاصين ، في ظل ازدياد عدد الشعراء والمغنين والطبالين على امتداد بلادنا.
وعلى الرغم من ذلك ، علينا الاعتراف بأهمية القصة وتأثيرها ، ليس في عصرنا فقط ، بل على امتداد العصور .. ألم تكن شهرزاد الأنموذجَ الأبهى لانتصار القصة على السيف ؟.. تفوّقَ ذكاءِ الأنثى على عماء سلطة الذكورة ؟..
أظنها كانت ، وأظن أي حكاية على امتداد التاريخ هي تأريخ لواقع او حلم أو آمل بخلاص ما..
ومن هذا المنطلق أدخل كتاب “أنا وعيوني البعيدة” لحفيدة من حفيدات شهرزاد ، أعني الصديقة سمية تكجي.
مجموعة مليئة بالحب، بالحكمة، بالحياة على اختلاف ساحاتها وبيوتها ودهاليزها..
سمية في كتابها كانت تتركنا نياما ، لتتسلل بعينين من فراشات ، تتنقل في كثير من الأماكن والأزمنة ، تراقب وتصوّر وتحكي لنا نبضها الذي أحيانا يقارب الغليان.
ماهرة هي في رصد المواقف التي قد تكون طبيعية ومرئية للآخرين ، لكنها بطريقة مختلفة ترى ، وتتفاعل، وتعيد صياغة المشهد…
ثمة قصص مذهلة فعلا، وأنا اقرأها شعرت أنني فيها مراقِبٌ وشريك وهي كثيرة ، قصتها ” أبي في صندوق”، حين انتهيت من قراءتها ، بقشعريرةٍ رأيت أبي أيضا يشارك أباها الصندوق ذاته..في الدنيا دولاب ، ومهرجي الصغير ، وحكايا عجوز ، وعرش البحر، وغيرها وغيرها..
ربما تلتقط سمية حدثا صغيرا، لكنها بذكاء ووعي إنساني شمولي، تجعل منه حدثا واسعا وتأثيريا وذا دلالات لا محدودة.. وهنا يكمن التوهج القصصي ، أن أكتبك َ لا كما تراك ، بل كما أنا أجعلك في قراءات بلا عدد.
وحين تذهب سمية إلى القصة القصيرة جدا ، تتقن لعبة التكثيف ، والاختزال المضيء ، وتمعن أكثر في الحكمة ، والدلالات ، والرمز الشفيف ، تطلق رسائل مشفرة ، ونوارس وعصافير، وتقول الكثير من اللثم والصفع ، تلبس المعنى قماشات من حرير اللغة ، وأحيانا تعري جسد الفكرة ليصلنا على سرير من الضوء.
لعبة ق ق ج ، ليست سهلة ، دائما الاسترسال أكثر سهولة ، الصعوبة تكمن في كيف نوصل حكاية بعد أن ننفضَ عن الكلام كل غبار الثرثرة والسردية.. سمية تكجي ، لاعبة ماهرة في هذا الحقل السهل العسير.
في القسم الأخير من المجموعة ، ومضات تجمع الفكرة المدهشة مع الشعرية اللماحة، وهنا سمية الشاعرة تعلن عن نفسها ، كل ومضة تلامس الشعر ، وكل فكرة حداثة ووخزة ولمسة من حبق..
الكثير يقال عن هذه المجموعة ، لكن أهم ما أراه صالحا للقول ، سمية تكجي ، كتبت رؤيتها بعيوننا أجمعين ، خرجت من وراء قضبان الجفنين والجسد ، وحلقت بعيدا في كل الاتجاهات ، بوصلتها القلب، دروبها الحياة ، ومحبرتها اتساع المدى.
كلود صوما
مساء الخير
مساء الكلمة الطيبة
مساء حضوركم البهي ..
اهلاً بكم ايها الأحبة و قد أتيتم من كل صوب لتنثروا شذاكم في الأرجاء ..
تحية شكر و تقدير لوجودك معنا معالي الوزير عبد الرحيم مراد .
اهلا بك ، مدير قصر الأونسكو ، استاذ سليمان الخوري ، الذي عودنا ان يكون معنا ممثلاً وزير الثقافة الدكتور غطاس خوري ، لكنه اليوم يمثل الحرف المبدع و الكلمة الراقية داعماً الأنشطة و الفعاليات الثقافية في لبنان .
ماذا يعني ان يكون لكَ كتاب ، يحضن بين صفحتي غلافه ، كلمات ٍ تحمل في طياّتها المشاعر العميقة النابعة من أنفاس كاتبة ٍ نابضة ٍ بكل أحاسيسها ؟
ماذا يعني أن تقرأ كتاباً من عنوانه ، فتبحر الى ما بعد الأفق .. الى البعيد .. حيث تأخذك عيونها ؟
هذا يعني انك تغوص في الصورة الحقيقية لأفكار الكاتبة و معتقداتها و احلامها و ايمانها ..
ايها الحضور الكريم ..
نجتمع اليوم في هذا الصرح العريق شاكرين بلدية سن الفيل و رتيسها و اعضاءها و مديرها ..
شاكرين ايضا وزارة الثقافة الراعية و الحاضنة لكل حدث ثقافي ، و الحاضرة الليلة معنا ممثلة بالكتورة كلوديا ابي نادر .
نجتمع لنشهد َ، من على هذا المنبر ، شعراء و كتاباً و أصدقاء و اعلاميين ، ولادة ” بين انا و عيوني البعيدة ” مجموعة قصص قصيرة و قصيرة جدا و شعر الومضة ؛للكاتبة سمية تكجي .
و لنبارك لها هذا المِداد الذي انساب من بين أناملها ، لينسكب َ على ورق ٍ من ضوء ٍ و ليرقص َ على السطور ِ العابقة ِ بعطر ِالرؤى و النبض السخّي .
نرحبُ بكم و نشكرُكم .. فبحضوركم الجميل ، كل التأكيد على حمل راية الثقافة عاليا ً مهما كبُرت المشقات و كثُرت الصعوبات ..
تحية من القلب ..
سمية تكجي
اليوم عرس الحبر و العرس فرح و الفرح انتم الأحبة في هذا الحفل البهي وردة وردة جميعكم من مقام العطر .
في الأعراس نرى الورود و نسمع الموسيقى و نشاهد الرقص تعبيرا عن الفرح
انا بدوري أتمنى في اليوم المميز – حيث أحس ان نبض قلبي يتسارع و لا استطيع اللحاق به و أن الفراشات في دمي تخفق بشدة -أتمنى لو كنت غيمة كي امطر فرحا و شكرا،أو لو كنت موسيقيا كي أدخل أرواحكم و أقبلها و حتى أكثر فأنا أتمنى لو أكون دمعة كي أعبر بصدق عن فرحتي بكم .
لائحة الشكر طويلة
أشكر بلدية سن الفيل و كل القائمين على استضافتها لهذا الحفل و على فتح قلبها الكبير لكل حدث ثقافي.
لكل الأصدقاء الذين فتحوا هواءهم الإلكتروني لنشر الدعوة
للإعلام :شبكة الزهراني و اخبار النبطية و موقع ثقافيات و صفحة أخبار و نشاطات ثقافية
تلفريون otv و تلفزيون لبنان .
الأخوة الأعزاء في المركز الثقافي اللبناني العربي قامة قامة أسرتي التي أحب و أنتمي اليها .
الإئتلاف اللبناني الفلسطيني -حملة حق العمل .
جميع المنتديات الصديقة .
وثناء خاص و تنويه بوفد حزب الإتحاد و معالي الوزير السابق و النائب الحالي الأخ الأكبر عبد الرحيم مراد
نبض الناس الابتسامة الواثقة بغد أفضل و السياسة بأبعادها الوطنية و الإنسانية .
إلى جميع الوجوه النيرة في تظاهرة الفرح التي أراها أمامي جميعكم ذاكرة القلب .
إلى وزارة الثقافة ممثلة بالدكتورة كلوديا أبي نادر المراة المثال الراقي الذي يحتذى لدور المرأة على كل صعيد شكرا لحضورك البازخ .
كلود صوما الإعلامية الصديقة التي استحقت منا بمحبة و جدارة لقب السفيرة لما تتمتع به من الكياسة برسم سياسة التواصل و التلاقي و روح المبادرة اشكرها على كلمتها اليانعة و الأنيقة .و على أجواء الفرح التي عكستها كمرآة للضوء.
الدكتور ميشال سعادة أشكره لرهافة حسه دقة ملاحظته و سعة اطلاعه و على انفتاحه على كل جديد في الأدب
الأديب الصديق مردوك الشامي الغني عن التعريف ،له في ساحات الأدب على رحابتها صولات الفرسان و جولاتهم شكرا لحبرك الزاخر و لسبرك مكامن الجمال ،شكرا للذائقة و الرهافة و العمق .
ناريمان و دارها التي راكمت في وقت قليل زمنا كبيرا و إنجازات لها دوام التألق و العطاء ،ناريمان تشبه الماسة بجمالها و صلابتها في آن صديقة غالية لها مني فيض ضوء .
لدارين روكز الفنانة الرسامة المرهفة اشكرها على لوحة الغلاف لأنها كانت أقدر تعبيرا من اللغة و عن رسم العلاقة بين أنا و الأشياء و عيوني البعيدة .
جهاد وهبة العازف الرائع الذي اصطحبنا معه إلى عوالم ساحرة أشكره كثيرا و أقول له “لقد قبضت على العصافير الضائعة في دمنا بقيثارتك الممتلئة بالشغف .
اليوم مولد مجموعتي ” انا و عيوني البعيدة” و هو أيضا مولد غالي على قلبي لأنه يتزامن مع مولد حفيدتي مليسا لها مني كل الحب اهديها هذا الحبر و لها اقول ” هذا الحبر هو كالعناق فيه روحي و دمي و حبي و كل تناقضاتي فاقرئيه . و ذات يوم حين ارحل سيكون الباقي مني لديك عندما تتذكريني .