أرخت ثِقل جسدها النحيل على كرسيٍّ هزّاز كان يأخذ مكانه في زاوية من زوايا شرفة منزلها، وما لبثت أن ارتفعت بناظريها الى الفضاء البعيد، في تلك الليلة القمراء، معانقةً حبوب الماس السّماوية، في مقارعة غير منظورة بين ما عَلِق بناظريها، وسِحرِ عينيها!…
وراحت تسترجع بعضاً ممّا تختزنه ذاكرتها وإذا بها تتذكّر مضمون ما ورد على لسان فيلسوف بشرّي “جبران خليل جبران”: ” كثيرة هي النجوم المضاءة من آلاف السنين ولم يصل نورها الى الارض حتى الآن، وكثيرة هي النجوم التي انطفأت منذ آلاف السنين، ولم يزل نورها يعمّ الارض”..
كم وكم من النجوم البشرية انطفأت منذ مئات السنين ولا تزال إبداعاتها تحفر في الذاكرة!!
وكم وكم من القوافل البشرية أمّت، ثمّ ولّت كنكرة لم تترك اية بصمة على صفحات كتاب الحياة..
وسألت نفسها: “لماذا لا أقتحم الغمار، فأجعل من نفسي نجمة تبعث بأنوارها لتضيء السبل امام سيل المآتي؟!”.
وتتزاحم التساؤلات:
هل تكفي الإرادة وحدها لتحقيق الامنيات؟
والقدر! هل سيبقى على الحياد؟.. أم سيتدخّل واضعاً العراقيل أمام اندفاعتها التي تنوي ان تجعلها صاروخية؟!
وتصل بأفكارها الى سؤال محيّر!…
هل الإنسان مخيّرٌ أو مسيرّ؟؟ وهل الإرادة ستكون أقوى من عراقيل الاقدار، ام العكس؟!.
وأخيراً .. توصلت الى ما يلي:
سوف تناضل وتسعى، علَّ المستقبل يمحو جحافل الحيرة التي كانت تغزو دماغها المتعب؟!