… ولا أزال أبتكر الأحلام! (رسائل مهرَّبة) 23

       

وحيدتي!
سألْتِني، نهارَ أمسِ، وقد شهدنا، على إحدى القنوات، قاتلًا لأبيه يُمثِّلُ جريمته بوجهٍ قاسٍ، جامدٍ، بولاديّ:

– حبيبي! أليس الله هو مَن خلق الإنسان!؟ فمن أين الشّرُّ، إذًا؟
كنت، أمسِ، جامدَ الفكرِ أمام هَول ما كنّا نرى ونسمع. سأجيبُ براءتَكِ الآن. أقولُ:
– بلى! يا حبيبة. لكنّه خلقه على صورتِه ومِثالِه. إذًا هو لم يخلقْه منحرفًا سيّئًا شرّيرًا. خلقه كاملًا. خلقه ناصعًا، شريفًا، شفيفًا، مُحِبًا…\
– فمن أين الشّرّ!؟
– من نقصان الحبّ!
– كيف؟
– أليس اللهُّ حبًّا!؟ لقد خلق الإنسانَ مُحِبًّا طالما أنّه خلقه على صورته ومِثاله! وأعطاه الفكر والحرّيّة.
– لماذا؟
– ليكون شبيهَه! هل نفرض أمرًا على الله؟
– لكنّ الإنسانَ يفرض على أخيه وشريكه الإنسان!
– لكونه قلّل من الحبّ!
– أوضحْ لي.
– سأفعل وبإيجاز. ألشّرّ ليس من طبْع الإنسان، من طبعه الحبُّ. ألمُحِبّ لا ينحرفُ. لا يُسيء إلى أحد. لا يُضمِرُ الشرَّ لأحد. ألكلُّ أحِبّتُه. ولكن، لنقصانٍ فيه، لكونه ابتعد، بحرّيّته، عن الله، نقص حبُّه فكان الانحراف، وكانت المساوئ، والآثام، والشّرور…
أرى، يا حبيبةُ، أنّ ناقصَ الحبِّ، وحده، يسقط في الآثام! فالحبُّ جَمالُ العالَم، وخيرُه، وخلاصُه!

ألجمعة 20= 3-  2015

اترك رد