وحيدتي!
إني لَمؤمنٌ تمامًا، وبعمق، وواثقٌ، الثّقةَ كلَّها، بأنّ الحبَّ خلاصُ العالَم!
وأنتِ؟
أزعم أنّ رأيَكِ رأيي! فأنتِ تُدركين نفسيّةَ الإنسان، ذكرًا وأنثى، كيف تتحوّلُ من فَور أن يُحِبَّ!
لا!؟ فكيف يقرأونكِ في عينيَّ، ويسمعونك في نبض صوتي، ويشمّونك في قوران حواسّي!؟
فأنا، منذ لحظة أحبَبْتُك، تغيّرَ لونُ عينيّ! لقد كان عسليًّا، فصار حبًّا. وكانت عيناي صغيرتين، فأصبحتا بحجم المدى. وكانتا لوزيّتين، فأضحتا قلبًا عميقًا صادقًا.
وأنا، منذ لحظة أحببتُكِ، تبدّلت أحلامي والرّغائب. كنتُ أحلُمُ بالثّروة، فصرتِ، أنتِ الحُلمَ! كنتُ أحلُمُ بالعظَمة، فأصبحتِ سعادتي. كنتُ أحلُمُ بمجد هذا العالَم، فتكوكبْتِ مجدًا لي، عظيمًا.
كنتُ المتكبِّرَ، فصرتُ التّواضعَ. كنتُ العنجهيَّ، فأصبحتُ العذوبةَ. كنتُ القَساوةَ، فتضوّعْتُ الّلين. كنتُ الغضبَ لا الثّورةَ، فتألّقْتُ الهدوء مُلْتَحِفًا بالثّورة. كنتُ كافرًا بالوجودِ، بالإنسان، بالقِيَم… فانقلبْتُ فائضَ الإيمان بالوجود، بالإنسان، بالقِيَم…
كنتُ العتَمةَ، الظُّلْمَ، البشاعة، الغَباوةَ… وكنتُ الشّكّاكَ، المدّعي، الوقِحَ، السّيّئ الطّباعِ… أحببتُكِ فهبطتْ عليّ نعمةُ الخلاصِ الأكيد!
يا لَرقّتِكِ والحبّ! يا لَبَهائكِ والحبّ! يا لَرُقيِّكِ والحبّ!
لا شكَّ في أنّكِ النّعمة: للعالَم ولي!
لا شكّ في أنّ الحبّ خلاصُ العالَمِ وخلاصي!
يا وحيدتي، كم أنتِ كثيرة! كم أنتِ عجائبيّة!
ألخميس 19- 3-2015