عُيـــــونُ الضَّـــوْءِ

    
قَلْبي اكْتَساكُمْ وَالضُّلوعُ احْتَوَتْكُمْ، وَالمَشاعِرُ،
ذاكَ المُجونُ المُؤَدّي إِلى سُبُلِ العَقْلِ

لَأَنْتُمْ إلى الرّوحِ الأَقْرَبُ.. قَدْ مَلَأْتُمْ كُلّي، وَامْتَلَكْتُمْ عَقْلي،
وَمِنَ الكِيانِ أَنْتُمُ الرَّأْسُ المُعْتَلي
أَنْظُرُ في مَرْآكُمْ يُثيرُ ذُهولي،
كَأَنَّكُمْ في عُيونِ الضَّوْءِ أَحْداقٌ بِها جَناحُ المَأْمَلِ..
وَكُلَّما حَلَلْتُمْ كَالغَيْثِ عَلى المَحَلِّ
تَناهى في دَمِيَ العِطْرُ مِثْلَ الجَدْوَلِ
حتّى الصَّباحُ تهادى في صَفْوَتي
وَهَفا نَسيمُ الشَّوْقِ في تَبادُلِ القُبَلِ..
يا مَنْ تَحْيا في هَواكَمْ نَفْسي،
وَفي هَواكُمْ بَوْحي بَلَغَ أَجَلَّ التَّداوُلِ
إِذا زَرَعْتُمْ في صَدْرِ المَدى قَلْبي
تَنَهَّدَ فَوْقَ المَواجِعِ بِعِشْقِهِ المَخْمَلِ،
وَإِذا مَضَيْتُمْ نَحْوي، أَرى وِلادَةَ الضَّوْءِ في لَيْلي
وَأَسْمَعُ رَبَّةَ الشِعْرِ مِنَ النَّهْلِ لَكُمْ تُمْلي..
إِنّي مُذْ كُنْتُ في الهَوى بِبَراءَةِ الطِّفْـلِ أُصَلّي
كُنْتُمُ اشْتِهائي وَشَكْلُكُمْ في الاشْتِياقِ طابَقَ شَكْلي
فَهَواكُمْ لَيْسَ حُروفًا تُكْتَبُ،
وَلا سُطورًا تُلْقى في فَراغٍ حَوْلي
لكِنْ في شَرْعِ الهَوى قَلْبُكُمْ قَدْ باتَ أَهْلاً لي
فَإِنْ تَبَوَّأْتُمْ غيْرَ قَلْبي.. أَمْ أَحَبَّكُمْ البَعْضُ
 فَما أَحَبَّ مِثْلي قَبْلي.. وَلا أَحَبَّ بَعْدي مِثْلي..
فَمَنْ كانَ ذا وَفاءٍ ما كانَ بِالسَّهْلِ
أَنْ يَقْرِنَ ثَوْرَةَ القَوْلِ بِالفِعْلِ
وَمَا الدَّهْرُ ثَمِلٌ إلّا مِنْ رُواةِ الحُبِّ
إِذا عاشوا هَوًى أَصْبَحَ مَدينًا لِأَوْلِياءِ الفَضْلِ.
26 \ 5 \ 2018

****

(*)  مِنْ ديوان ” … أَدْراجَ الهَــوى “-…

اترك رد

%d