أمسية شعرية للشاعرة سلوى الخليل الأمين

في منتدى الربيع الأدبي لرئيسه الشاعر سليمان جمعة

بلدة علي النهري / البقاع/

أقام الشاعر سليمان جمعة في منتداه الربيعي الأدبي في بلدة علي النهري البقاعية، ندوة وأمسية شعرية حول ديوان الشاعرة سلوى الخليل الأمين الصادر حديثا : نشيد فوق الغمام، بحضور حشد من الشعراء والأدباء والمهتمين . شارك في الندوة محاضرا الشاعر  ريمون عازار والشاعر سليمان جمعة واعتذر عن المشاركة بسبب حادث سيارة مؤلم الشاعر صالح الدسوقي ، وتلا المداخلات كلمة للمحتفى بها ومن ثم قراءات شعرية من دواوينها الصادرة حديثا مع مشاركة موسيقية على الناي من العازف المبدع عماد عراوي.

بداية النشيد الوطني وتحية إلى الجيش اللبناني في عيده ، ثم استهل الحفل رئيس المنتدى الشاعر سليمان جمعة بكلمة معمقة أوضح من خلالها رؤية الشاعرة الوطنية من خلال ديوانها الأخير، نشيد فوق الغمام.

مما قاله : بين فضائين رمادي وأزرق غامق يستوي نشيد فوق الغمام، في الأعلى الرمادي وفي الأسفل السماوي بحر وسماء، الرمادي قد يكون غماما مثقلا بالمطر والأزرق الصفاء والأمل والماء.

إذن نحن أمام ثلاث تباشير .. أنغام النشيد.. وهو على الأقل صوت غناء أما حزينا أو سرورا، ولكن عندما يكون فوق الغمام كأنما نحن نشدو للمطر.. إذن نتصور تحريضا له وبشارة المطر والخير وبشارة النقاء السماوي الأزرق والسلام .

نشيد فوق الغمام للشاعرة الدكتورة سلوى الخليل الأمين عتبة تبشر بالأمل، أي انها تستجيب لدعوة الشعر أنه للغد، للمرتجى، أي أن هذه البشائر تخييلية وهي مرجعية ذاتها الآن.. لحين أن نعد لها لكي تكون واقعا.

في المقدمة وعد بنهوض الشمس وانتصار الحق لتكون رايات الوطن بريئة وبيضاء، ونكمل : معا نكتب العناوين .. ما هي تلك العناوين؟ فجر وحرية، الفجر عند الشاعرة هو أول انتصار لهزيمة الليل والحرية أول انتصار على الظلم والاستبداد إذن العناوين هي عبور إلى .. من ضفة الليل إلى ضفة النهار ..من أرض الظلم لسماء الحق والوفاء في زمن مبتور لزمن فيه الذاكرة حقول مجد ..

نشيد فوق الغمام ، هو ابتداع السؤال وكتابة المسكوت عنه بوحا من صميم الذاكرة، التي هي شخصيتنا المخبوءة والمشتركة .. من معا نكتب لكم نبوح ومعكم نسأل . . يكون كتابنا هو الوطن ، نكتبه معا عنوانا للفجر والعبور إلى السماء ، نقرأه لكم نصغي ، ولكي نكون في عصرنا، لا نكف عن السؤال عن حالنا فلا نثبت على حال لنا، فكما القصب يكتب حنينه ، نكتب غدنا شكوى على سني عمرنا العجاف.. شكرا لك شاعرتنا سلوى الخليل الأمين.

ثم انتقل الكلام إلى الشاعر ريمون عازار الذي بدأ بالقول : إنها كنارة الجنوب وريحانة لبنان، مالئة دنيا الأدب وشاغلة الأدباء، المتوجة على عرش الكلمة في نخبة من الجمعيات الثقافية المنارات، مكرمة الشعراء والأدباء والعظماء في لبنان والعالم العربي، المرأة الرائدة، القيادية، المختارة ، المكرمة في شتى عواصم القرار، وفي المؤتمرات والمهرجانات الدولية والمحلية ، الصارخة في برية الضياع، أن هبوا فالإشعاع يتعرض لطغيان المادة ، واليباس يكاد أن يقتحم مساكب الورد، ويقضي على العطور والطيوب. تلك هي المتألقة شعرا ونثرا الشريفة الدكتورة الشاعرة سلوى الخليل الأمين.

أيتها الشاعرة المبدعة المكرمة اليوم في بقاع الكرامة والشهامة والبطولة ، أنا لم أحضر إلى ها هنا لأناقش وأحلل وأستشهد بل لأدلي بشهادة صادقة في شعرك ولا سيما  بديوانك ” نشيد فوق الغمام” ، وأنا من أهل الشعر فأقول: إن ” نشيد فوق الغمام” هو نشيد الإنسان بكل أبعاده وقضاياه، ونشيد الوطن ، وطن الرسالة، الجامع ، بكل جراحه وقيمه وتطلعاته وتوقه إلى الخلاص، إنه شجرة باسقة من أشجار جنة الشعر، جذورها ضاربة في أعماق مساكب العقل والفكر والثقافة والتاريخ والتراب الخصب، والصراط المستقيم وأغصانها ترتفع ناهدة إلى أجواء الرؤيا والتجلي والإشراق والبهاء والإبداع .. وأنهى كلمته بقصيدة أهداها إلى الشاعرة مطلعها : الشعر أنت ، وأنت الومض والشهب/ والعروة الوثقى ، وأنت الأحرف الذهب.

وانهاها بالبيت الشعري : في القلب شعرك ، نحياه إلى أبد/ وفي العواصم ، فلترفع له النصب.

بعدها بدأت المحتفى بها بإلقاء قصائدها من ديوانيها :” ويبقى الحب هو العنوان” و “نشيد فوق الغمام ” بمصاحبة موسيقية رائعة عزفها الفنان المبدع عماد عراوي وأعقبتها بكلمة شكر قالت فيها:

أراد لي الشاعر سليمان جمعة أن أحظى بهذه الهنيهات  المشبعة برائحة الزهر والمكان المتخم بالحكايات، حكايات الكرامة والقيم التي أعرفها عنكم ، أهل البقاع الأكارم وبلدة علي النهري بالذات، هذه البلدة المؤطرة بتاريخها المزخرف بتلاوين إبداعات أبنائها من شعراء وأدباء وفنانين ، من أهل العلم والمعرفة ، الذين لهم مكانتهم الوطنية وأثرهم المشهود في رفعة هذا الوطن.

لذا أنا هنا معكم ، حيث الشعر إشراقات العصور المتعاقبة وأنفاس الحرية التي تتوج المواسم بالتلاقي عبر نوافذ النور، التي تنطلق عبرها القصائد نشيدا بل طقوس أبجدية تعانق بحار الفكر المسور بدف الخافقين، حين النص يتماهى على أسماعنا من يراع الشاعر المبدع ريمون عازار ضوءا تعبيريا يظلل الحقيقة المعرفية بالحب والقيم الأدبية التي تبقى على أسنة يراعه أروع عنوان.

أما مؤسس منتدى الربيع الأدبي الثقافي ومنظم هذه الأمسية الشاعر سليمان جمعة فله مني أرفع الشكر مع القول: عظيم أن نتلاقى في رحاب القصيدة في زمن التصحر والقهر، وجميل أن تلفح أدبك وشعرك في هذا المنتدى أسماع الأماكن المبللة بحب لبنان، ورائع يا صديقي أن تسافر مع القصيدة الشعرية في أوجاع الوطن كي تسقيه ماء الحياة .وختمت بالشكر للجميع وللعازف الموسيقي المبدع عماد عراوي الذي لون الأسماع بالموسيقى المتآلفة مع الشعر.

اترك رد