هاتفتِني، خَلَويًّا، صباح اليوم. تحديدًا، عند السّابعة والدّقيقة السّابعة. حدّثْتِني سبع دقائق. هل لاحظتِ تكرارَ العدد (7)؟ أصدفة بريئة، أم صدفة مدبَّرة، أم حادثْتِني حين نجحتِ في أن تكوني وحدكِ، وصدف أن حدث هذا عند هذه السّاعة!؟
ألمُهِمُّ أنّكِ هاتفْتِني، بعد سبعة أيّامٍ على صمتك الدّهريّ السّاحقِ الماحق! لقد سحقني سُكوتُكِ الّذي طال، مُشعِلًا فيّ الفِكْرَ والقلبَ والأعصابَ! قلتَ إنّكِ أنكرْتِني عند صِياحِ الدّيكِ، أو قبله! فالأيّام السّبعة الّتي افترسني فيها صمتُكِ البولاديّ، بدت سنواتِ ذُلٍّ لي، سبعا، بل سبعة عُقودٍ سودٍ لئيمة، بل سبعة دهور يُشَلِّعُني، خِلالها، يوميّا، “سبعين مرّة سبع مرّات”! لا أدري كيف احتملْتُ! لكنّه الحبّ، فكم في الحبّ ذُلٌّ! لكنّه الذّلُّ المُخاتِلُ المُبارِكُ الحبَّ، الجاعِلُه نعمةَ النِّعَم!
ولقد محقني صمتُكِ الخانِقُ وقد أطبقَ على كِياني كلِه: مادّة وروحًا. قلتُ: قذفتْ بي إلى وادي الإهمال، بؤرةِ النّسيانِ، حيث لا الإهمال النّسيانُ، فحسْبُ، بل حيث الموتُ الكلّيّ! فأنا أعرف أنّه إن أردتِ إنزالَ العقوبةِ الأشدّ، الآلم، الأكثرِ احتقارًا، عاقبي بالإهمالِ، بالنّسيان! كنتُ شعرتُ بأنّني المُهمَلُ المنسيُ المتروكُ المنبوذُ…. لَكأنّني اللإنسانُ المُدَوَّدُ، يهرب منه الجمعُ!
إلى هذا الحدّ!
لكنّ هاتف الصّباحِ، فتح لي كُوّةً صغيرةً على الأمل! فهل!؟