افتتحت رابطة قنوبين للرسالة والتراث المحطات الثقافية من أنشطة السنوية الخامسة عشرة لحديقة البطاركة، التي تقام برعاية البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، ونظمت بالتعاون مع نادي الاتحاد الديماني، حفل تقديم كتاب “العاصية” للزميل أنطوان فرنسيس على مسرح الوادي المقدس في موقع الحديقة. وحضر المعاون البطريركي المطران يوحنا رفيق الورشا، النائب جورج عطالله، حنا طوق، مدير مكتب النائب السابق جبران طوق، المحامي روي عيسى الخوري، رئيس الرابطة نوفل الشدراوي وامينها العام المحامي جوزف فرح، خادم رعية الديمان الخوري حبيب صعب، رئيس الديوان في الكرسي البطريركي الخوري خليل عرب، الوكيل البطريركي الخوري طوني الآغا، الى حشد من المهتمين.
افتتح اللقاء امين النشر والاعلام في رابطة قنوبين الزميل جورج عرب مرحباً ومحيياً راعي مسيرة العناية بتراث قنوبين، البطريرك الكردينال الراعي، المؤتمن على كنوز هذا التراث. وأشار الى انه تم اختيار مسرح الوادي المقدس لتقديم كتاب العاصية لان الموقع يحتضن وقائع من الاحداث التاريخية المتصلة بهجوم المماليك على جبة بشري وحريق اهدن 1283.
ثم كانت ندوة تحدث فيها المعلم سمير غصن الناشط في بيئة الوادي المقدس ومناخاته الثقافية، مشدداً على الابعاد الوجدانية التي تحملها علاقة كل مؤمن بالوادي المقدس. وعرض خلاصة تجربته على مستوى هذه العلاقة لجهة الرسوخ في الايمان، والتجذر في الانتماء الى هوية روحية وثقافية فريدة تشكلت في الوادي روحياً وثقافياً وأنماط حياة معيوشة قوامها بطولات مواجهة كل ما يهدد الايمان والحرية.
ثم تحدث ناشر النهار الاوسترالية أنور حرب. وقال:
تشكل رواية “العاصية” جسراً من جسور التواصل التي تربط لبنان المقيم بأبنائه المنتشرين. وهذا التواصل هو أولوية لدى المسؤولين الروحيين والزمنيين. وبقدر ما تتوالى هذه الإصدارات الثقافية التراثية بقدر ما ينشد المنتشرون بخاصة جيل الشباب منهم الى ارض الآباء والاجداد في لبنان.
وتطرق الى مضامين الرواية وأسلوب كتابتها الشيّق الذي يعكس عمق علاقة الكاتب بتراثه.
ثم تلت السيدة جانيت الشدراوي مداخلة الشاعر عيسى مخلوف الموجود في باريس. تناولت الابعاد الروحية والثقافية التي يحتضنها تراث الوادي المقدس، والتي تشكل عناصر روحانية الكنيسة المارونية ودعوتها ورسالتها، كما تدخل في صميم هوية لبنان الحضارية ودوره في المحيط والعالم.
ثم كانت مداخلة أمين الشؤون الثقافية في رابطة قنوبين أنطوان الخوري طوق، وتضمنت قراءة نقدية للرواية أسلوباً ومضموناً. وحدد ما استخلصه بالملاحظات التالية:
1- واقعية الاحداث والمجازر والمعاهدات…والتخيّل والايحاء في العمل الروائي.
2- واقعية الشخصيات وأدوارها التاريخية وعاداتها وتقاليدها…
3- واقعية الأماكن التي تدور فيها الاحداث من قرى ومدن وانهار وجبال…
4- واقعية اللغة والنبرة واللهجة.
5- سلاسة الوصف والسرد .
6- استطاعة العاصية ان تتجزأ الى اعمال روائية عديدة وموضوعات كثيرة.
وختاماً تحدث المطران الورشا في مداخلة روحية تاريخية تناولت محطات من تاريخ الشهادة التي عرفها المؤمنون الموارنة . وركز على العناوين التالية:
- كتاب العاصية هو رواية تاريخية موثقة بوقائع الاحداث التي شهدتها منطقة الوادي المقدس حين هاجمها المماليك سنة ١٢٨٣، واحرقوا اهدن ، وقتلوا من اهالي حصرون، وهدموا كنيستي السيدة ومار سركيس في الديمان وقتلوا الاهالي وكان حصارهم الشديد لمغارة عاصي حدث الجبة التي نراها من هنا من موقع حديقة البطاركة.
- قاد المقاومة البطريرك دانيال الحدشيتي الذي استشهد في تلك الحملة.
- تعتبر حملة ١٢٨٣ على هذه المنطقة وحملة ١٣٠٥ على بلاد كسروان من اشد المحطات التاريخية قساوة على الموارنة فأكدتا مرة جديدة شهادة الدم التي طبعت تاريخنا في سبيل الايمان والحرية.
- اورد الكاتب هذه الوقائع والخلاصات باسلوب الرواية الادبي الممتع المشوق بترابط الاحداث وعقدها ، وبلغة عكست انتماءه الروحي الى عالم قنوبين وامانته لتراث الوادي المقدس.
وختاماً كانت كلمة شكر للزميل فرنسيس، وقع بعدها كتابه للحاضرين.