مـــعـــاً

           
معًا،
تَغرقُ النفْسُ في طمأنينة
هادئة كَسُكونِ الضجرْ،

تتهاوَى الذِكَرُ الحزينة
رتيبةً كَزَخّاتِ الـمَطرْ.
***
معًا،
تتوحَّدُ اليقظةُ
لتَرصُدَ مسارَ الأيامِ
بحثًا عن شَرارَةٍ مُنْدَلِعَةٍ
مِن جَدَلِ الحبِ والرغبَة.
***
معًا،
يستَندُ القلبُ إلى القلبِ،
تَنقَصِفُ بَراثِنُ الغُربَة،
تُولَدُ في القُـبَّـةِ نجمَة،
ونَعرفُ أننا
نَسبَحُ في أَلَقِ النورِ
وَلَوْ أحاطَ بنُورِنا
غُموضُ الليلِ
وخَوْفُ العتمَة.
***
معًا نَسْطَعُ
كمَاسَةٍ لَفَحَتْها الشمسُ.
***
معًا نَطْلَعُ
من أسْفَلِ العَبَثِ
إلى قِمَّةِ الهدفِ.
***
معًا نُشْرِقُ
كَغَـدٍ لا يُكَـبِّـلُهُ الأمْسُ.
***
معاً نُورِقُ
كَرْمَـةً وارِفـَـــةً
في خريفِ الصُدَفِ.
***
معًا نُطْلَقُ،
إذ يَشُنُّ الحبُ هجومَهُ،
فنُشْرِعُ له صَدرَنا
وبِهِ، للموتِ نُديرُ ظَهرَنا.
*****
(*) من ديوان “اعترافات جامحة”، دار سائر المشرق، 2015.

اترك رد